كشفت مصادر يمنية عن تفاصيل مهمة لها ارتباط وثيق بظهور نجل شقيق صالح، العميد، طارق محمد عبدالله صالح، قبل يومين، في محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، بعد مضي أكثر من أربعين يوما على مقتل عمه
 

وقالت المصادر، مفضلة عدم ذكر هويتها، إن تقديم العزاء من قبل "طارق" لأسرة أمين عام حزب "المؤتمر" عارف الزوكا، الذي قتل برفقة عمه صالح، ما هو إلا واجهة لترتيبات جريئة بدعم إماراتي، ولذلك اختار ظهور الأول في محافظة شبوة، بعد انتقاله من معسكر التحالف العربي في مأرب.

وكان نجل شقيق صالح، قد قال في أول ظهور له، يوم الخميس: "نمد أيدينا إلى الأشقاء في المملكة العربية السعودية لاستعادة الأمن والاستقرار في اليمن، على اعتبار أن أمنها من أمن المنطقة".

ووفقا للمصادر، فإن "أبوظبي" اختارت محافظة شبوة، لإعادة ترتيب وضع "طارق"، لما تمثله من ملاذ آمن، لتحركه وتنقله بحرية، في ظل الحضور الحكومي الباهت فيها، وصعوبة حدوث ذلك، في محافظة أخرى كمأرب، التي غادرها.

وأكدت المصادر أن هناك مركزا تدريبيا تقيمه "أبوظبي" للمئات من الموالين لصالح، في وادي عدس بمديرية الصعيد، مسقط رأس الزوكا، في شبوة، بينما سبق أن أرسلت دفعات أخرى للقاعدة الإماراتية في أرتيريا للخضوع لدورات عسكرية وإعادتهم إلى هذا المعسكر.

وذكرت المصادر أن هذه الجهود الإماراتية الجارية على قدم وساق، بدءا بمعسكر "وادي عدس"، ومرورا باستدعاء ضباط من قوات الحرس الجمهوري سابقا، إلى مدينة عدن (جنوبا)، وصولا لوصول نجل شقيق صالح "طارق" إلى شبوة، تأتي في سياق محاولتها تشكيل قوة عسكرية بقيادته لفرضها في العمليات القادمة باتجاه العاصمة اليمنية صنعاء.

وتجدر الإشارة إلى أن اجتماعا عقده أعضاء في حزب المؤتمر فروا إلى مدينة مأرب، قبل أيام، وطالبوا بالاعتراف بهم كشريك، و"تمكينهم من قيادة جبهات خاصة بالحزب ضد الحوثيين"، والجزئية الأخيرة، لم يتم طرحها عبثا، بل تعكس ملامح ما يدار في الخلف.

وقالت إن طارق متحرر من أي أعباء أو عقوبات دولية، كما حال نجل صالح، العميد أحمد، ولذلك تعده حكومة "أبوظبي" حصان الثورة المضادة في نسختها الثانية، التي تسعى أبوظبي لاستكمالها وتقويض الحضور الواسع لحزب الإصلاح.

وأوضحت المصادر أن الخطة الإماراتية تقتضي إعادة إنتاج عائلة صالح من جديد، عسكريا وسياسيا، بعدما صهر الحوثيون كل عوامل القوة العسكرية والأمنية والسياسية والاستخباراتية لصالح طيلة الثلاث السنوات من التحالف بينهما، الذي انتهى بمقتله.

كما تهدف الخطة إلى فرض معادلة عسكرية جديدة في الميدان، من خلال تمكين القوة العسكرية التي أنشأت لها معسكرا في شبوة، وإسناد قيادتها للجنرال "طارق" من قيادة إحدى الجبهات المتقدمة نحو صنعاء بعيدا عن الجيش الوطني.

ووفقا للمصادر، فإن الإمارات لا تريد وصول قوات الجيش الوطني إلى العاصمة صنعاء الخاضعة لسيطرة الحوثيين، أو انضمام أنصار صالح للشرعية، أو التحاقهم بصفوف قواتها.

وحذرت في الوقت نفسه، من أنها تحاول استغلال تعاطف الشرعية بعد مقتل صالح، لإيجاد قيادة لأولئك الفارين، والزج بهم أمام قوات الشرعية وإغراقها في وحل خبيث"، وفق تعبيرها.