قالت مصادر سياسية لبنانية إن حزب الله «الذي تموله إيران، ويحصل على عائد منتظم من مشاريع نفط في العراق ومن عائد عمليات الفساد التي يمارسها في أنحاء متفرقة من العالم، بات يترقب الضبط المالي لطهران بعد الانتفاضة الأخيرة التي شهدتها إيران على خلفية انخفاض مستوى المعيشة وإهدار أموال الشعب الإيراني في دعم وتسليح التنظيمات الإرهابية في الخارج. 
وأوضحت المصادر أن حزب الله يحصل على أموال من مصدرين أساسيين في إيران هما الحرس الثوري الإيراني عبر فيلق القدس ومن الموازنات المخصصة للمرشد علي خامنئي، فضلا عما يحصل عليه من تجارة المخدرات من أميركا إلى إفريقيا إلى حبوب الكبتاغون من لبنان وأخيرا في أوروبا، حيث أعلنت فرنسا وبلجيكا عن ملاحقة شبكتين للحزب منذ حوالي أسبوع. 

تبييض الأموال
ذكرت المصادر، أن مبالغ تبييض الأموال التي يحصل عليها حزب الله تظل مرتبطة بأشخاص معينين إلا أن حزب الله لا يمول نفسه خارج إيران لأن الأخيرة ترفض أي تمويل مستقل له حتى يكون تابعا بالكامل لقراراتها، كما أن المؤسسات التي يملكها لا يمكن أن تلبي حاجاته العسكرية، لافتين إلى أن الحزب يستفيد من أموال البلديات التي يسيطر على قراراتها في لبنان، ومن عمليات تهريب نتيجة سيطرته على مرافئ معينة. وحسب المصادر فإن إيران رغم ما يحصل فيها حاليا لن تقلص ميزانية حزب الله على الفور، بل قد يلجأ نظام الملالي إلى التقطير عليه فقط حتى لا ينهار. 

 دعم متمردي اليمن 
قال المحلل السياسي علي رباح في تصريحات إلى «الوطن» إن التقطير الإيراني على حزب الله بدأ قبل الانتفاضة الأخيرة بسبب انشغال إيران بتمويل ميليشيات أخرى مثل الحوثيين في اليمن وغيرها، مؤكدا أن أزمة الحزب ستتفاقم غير أن إيران لن تتخلى عن دعم حزب الله ماليا أو قطع المال عنه، موضحا أن حزب الله يمسك بملفات أساسية للإيرانيين بالمنطقة، وهو الذراع الأولى لهم في سورية والعراق واليمن، وهم بحاجة له ولاستمرارية مهامه في هذه الدول، ومن ثم فإن إيران ستضطر بالطبع لضبط هذا الدعم لاسيما اليوم بعد اندلاع التظاهرات التي رفعت شعار لا غزة ولا لبنان روحي فداء لإيران، ومغزى هذا الشعار هو القول للسلطات الإيرانية من قبل الشعب «إلى هذا الحد فقط».
 
 لاحرب ضد إسرائيل 
استبعد رباح لجوء حزب الله إلى حرب مع إسرائيل لأن قرار الحرب ليس بيده وإنما بيد إيران، التي تعمل على استمرار التفاوض مع أميركا رغم الحرب الإعلامية التي تخوضها ضدها، كما أن حزب الله يدرك اليوم أنه لا أحد سيدفع، كما حصل في حرب عام 2006 ليعيد بناء ما دمرته إسرائيل بسبب مغامراته العسكرية، ولا اللبنانيين قادرون على تحمل التهجير والدمار.