قالت مصادر لـعربي21 إن توقيت التسريب له علاقة بالاحتجاجات في إيران، وسط أصوات منادية بتنحي خامنئي
 


تم اليوم تسريب مقطع فيديو للجلسة التي تم فيها انتخاب السيد علي الخامنئي لمنصب الولي الفقيه في إيران . 
والسؤال الذي يفرض نفسه بقوة، هو عن سبب في تسريب هذا التسجيل اليوم وبعد الإضطرابات الخطيرة التي شهدتها الجمهورية الإسلامية مؤخرا والتي هددت  بقوة نظام الحكم في إيران لمن يعرف حقيقة وعمق ما جرى، وخصوصا أن هناك من يريد أن يقدم أضحية كبيرة للفشل الإقتصادي الذريع للشعب الإيراني بدل أن تتم التضحية بالنظام كله، حيث يعلم حكماء إيران أن المشكلة في إيران أعمق بكثير من أن يتم حلها بإجراءات أمنية لم ينجح من خلالها الشاه بالبقاء في الحكم في مواجهة شعبه ابذي ثار عليه لنفس السبب الذي تحرك من أجله الإيرانيون اليوم، وهو الوضع الإقتصادي المزري وسرقة الشاه وأسرته لثروات الشعب الإيراني .
في هذا الفيديو يصرح السيد الخامنئي معترضا على انتخابه لمتصب الولي الفقيه بأنه ليس مجتهدا أساسا حتى يعطى له منصب ولاية الفقيه، وأنه جاء إلى هذه الجلسة لمناقشة انتخاب مجلس للحكم بعد وفاة الإمام الخميني وليس ليتم انتخاب ولي فقيه أصلا !
إقرؤوا هذا التقرير الخطير الذي نشرته وكالات الأنباء قبل قليل مع هذا الفيديو المسرب والذي يشي بأن تغييرات كبرى في القيادة الإيرانية قد تحصل وان نشر هذا الفيديو يأتي تمهيدا لهذه التغييرات التي ستشمل لو حصل نفس الولي الفقيه الحالي الذي يفهم من كلامه في هذا الفيديو أنه لم يكن يؤمن بأبدية وجود ولي فقيه بعد الإمام الخميني (قده)، مما قد يعني أن ما جرى واقعا منذ وفاة الإمام الخميني فيما يخص إدارة إيران غير ما كان يتم التسويق له جملة وتفصيلا !! 

يقول التقرير عربي21  الذي نشر يوم  الأربعاء، 10 يناير 2018 ما يلي : 

" تداول نشطاء مقطعا مسربا لاجتماع لمجلس خبراء القيادة الإيراني، عام 1989، بعد وفاة المرشد الإيراني الأول، الخميني، والذي انتهى بانتخاب خامنئي مرشدا للجمهورية.

وفي التسريب الذي يبدو خاصا بأرشيف التلفزيون الإيراني، يظهر خامنئي معترضا على انتخابه مرشدا للجمهورية، لكونه لا يتمتع بالمواصفات الكافية ليكون خليفة للخميني.

واحتج خامنئي الذي انتخب بموافقة 56 عضوا في مجلس الخبراء، مقابل اعتراض 20 آخرين، بعد جدول حول انتخاب مرشد أو هيئة لحكم البلاد، ورأس الجلسة وقتها هاشمي رفسنجاني.

وبحسب ما ترجمت "عربي21" من الجلسة المسربة، فقد قال خامنئي إنه غير مؤهل للحكم، وإن الأمة التي لا يوجد بها أحد يحكمها أفضل منه يجب أن تبكي دما.

وتابع معترضا: "انتخابي فيه مشكلة فقهية، ولقد أخبرت السيد رفسنجاني بذلك، وأنا أرفض هذا الأمر قطعيا، سأكون مرشدا صوريا وليس حقيقيا وأعضاء المجلس يدركون معنى ما أقول".

وقال: "الكثير من أعضاء المجلس يقولون إن رأيي وقراري ليس حجة عليهم، أنا لست مرجعا للشيعة، كما ينص الدستور الإيراني، وأنا لست فقيها ولا صاحب رأي في المسائل الدينية والقضايا الإسلامية".

وتابع: "لقد جئت إلى هنا اليوم لمناقشة مسألة انتخاب حاكم للبلاد، فردا كان أو هيئة، ولم أتوقع أن يوافق المجلس على انتخاب فرد بدلا من مجلس للحكم".

وقالت مصادر لـ"عربي21" إن توقيت التسريب له علاقة بالاحتجاجات في إيران، وسط أصوات منادية بتنحي خامنئي.

وترأس الاجتماع المسرب، هاشمي رفسنجاني، الملقب بصانع الرؤساء في إيران، وكان الهدف من المجلس التصويت على انتخاب هيئة عليا للحكم في إيران، أو شخص يخلف الخميني في منصب مرشد الجمهورية.

كما ناقشت الجلسة ذاتها أن يكون المرشد مؤقتا إلى أين طرح استفتاء على الشعب الإيراني لانتخاب حاكم للبلاد.

يذكر أن مقترح انتخاب فرد واحد مرشدا للجمهورية حصل على 46 صوتا مقابل 42 لصالح انتخاب هيئة  حكم انتقالية.

ولم ينل خامنئي لقب "آية الله" وهو لقب يمنح لمن يبلغ درجة الاجتهاد العليا في الفقه الإسلامي، والمذهب الجعفري، وكان يحمل حينها لقب "حجة الإسلام" وهو لقب يطلق على طلبة الحوزة الشيعية الذين يدخلون في مرحلة التعليم العليا في المذهب الجعفري ."