التغيير الحقيقي يبدأ عندما يدرك اللبناني أن كرامته هو من يحافظ عليها ويصنعها
 


أحد أهم الأسلحة التي تتقنها الطبقة السياسية في لبنان لتعزيز حظوظها في إحتكار المشهد السياسي وتمثيل الشعب اللبناني هو ترويج دعاية حماية كرامة اللبنانيين بمختلف طوائفهم.
وبالتالي ، أصبح إنتخاب مرشح تابع لحزب من السنة أو الشيعة مثلا  ، سبيلا لحماية كرامة السنة أو الشيعة وحفظ للطائفة ككل.
لا شك أن هذه الدعاية جد بالية ولا تمت للمنطق بصلة بل هي كذبة تبدع الطبقة السياسية في الترويج لها والعمل عليها لإستغباء اللبنانيين وجرهم لاحقا إلى صناديق اﻹقتراع.
لكن للأسف ، تنطلي هذه الكذبة على كثر من اللبنانيين لأسباب عديدة منها طبيعة النظام اللبناني الطائفي وسوء فهم وتعريف معنى الكرامة.

إقرأ أيضا : سامي الجميّل ... قيام الدولة وسيادتها ... محاربة الفساد وصيانة الحريات الإعلامية
فالأحزاب الطائفية في لبنان تعرف الكرامة على أنها إنتخاب للمرشحين الذين يختارهم الزعيم وأن يدافع اللبنانيين عن زعيمهم ويموتون من أجله حتى لو لم يقدم لهم هذا الزعيم أي خدمة.
قد يضحك البعض إذا قرأ هذا الكلام لكن الحقيقة مرة ويجب تقبلها والأهم يجب مقاومتها ومعالجتها.
فالكرامة الحقيقية هي أن يعيش اللبناني في دولة تؤمن له الكهرباء والمياه والإنترنت والوظائف لا أن ترسله إلى القتال والموت أو أن يخوض معارك داخلية لتخليد الزعيم.
هذه ليست من الكرامة بشيء !
والتغيير الحقيقي يبدأ عندما يدرك اللبناني أن كرامته هو من يحافظ عليها ويصنعها لا أن ينتظر زعيم طائفي يضحك عليه ويوهمه بأنه يصون له كرامته.