بعدما كان موقع محافظ جبل لبنان مغيباً وفاقداً لرمزيته لنحو عقدين من الزمن، ها هو يعود اليوم ليأخذ مكانته ودوره الطبيعي ويُردّ اليه اعتباره كأحد أبرز المراكز الادارية في الجمهورية اللبنانية، بعدما حسم الرئيس سعد الحريري الجدل في شأن هذا الموقع في الجلسة الأولى لمجلس الوزراء بعد عودته من المملكة العربية السعودية بتعيين ابن بيروت القاضي محمد مكاوي محافظاً لجبل لبنان.
وبناء على مناشدات أهالي بيروت، وبناء على مراجعات بالعشرات والمئات لدى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق ولدى رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، وبعد سنوات من عدم الوضوح في هذا الموقع، بات القاضي محمد مكاوي محافظاً لجبل لبنان، والتسلّم والتسليم من المحافظ منصور ضوّ (المكلّف بالوكالة) صباح يوم غد الخميس حسم الجدل، ليصير ابن بيروت محافظاً على المنطقة الأكبر في لبنان.
كثيرون من خصوم تيار المستقبل هاجموا الرئيس الحريري بالإيحاء أنّه يحضّر اسماً من خارج بيروت، لكنّ اختياره شاباً واعداً، وقاضيا مشهوداً له بالسيرة الحسنة وخدمة القانون بوفاء، حسم الأمر.
إقرأ أيضا : إبن المسؤول في حزب الله موظف درجة أولى وإبن الشهيد مهمش
مكاوي هو من العائلات البيروتية العريقة، يحمل إجازة في الحقوق من الجامعة اللبنانية في العام ١٩٩٨، تدرّج في سلك القضاء منذ العام ٢٠٠١، وتنقّل من محكمة البدايات (الغرفة المالية والتجارية في بعبدا) بجبل لبنان، بصفة مستشار، ثم كان مدعياً عاما استئنافيا في البقاع بين 2009 و2017. كما اوكلت اليه ايضا مهام المدعي العام البيئي في البقاع خلال الفترة بين العامين 2014 و 2017، وقد حاز على تنويه من وزير البيئة آنذاك تقديراً للجهود التي بذلها في اطار مكافحة التعديات على مجرى نهر الليطاني. كما شغل مكاوي مركز قاضي التحقيق في بيروت منذ العام ٢٠١٥ لغاية العام ٢٠١٧ وذلك بالاضافة الى تسميته محققاً عدلياً في قضية النائب الشهيد وليد عيدو منذ نيسان ٢٠١٦. ومنذ آذار 2017 شغل منصب مستشاراً قانونياً لدى الأمانة العامة لمجلس الوزراء.
هذه الخبرة القانونية والعدلية والبيئية ستجعل مكاوي متمكناً من ملفاته التي سيبدأ في العمل عليها فور استلامه مهامه، بحسب مقرّبين منه. وهو يحمل مشاريع كثيرة يفضّل أن يبقيها "بعيداً عن الإعلام" في الأشهر الأولى، كي لا يكثر من الكلام، وكي يعمل بصمت، ويخرج بنتائج تتحدث عن نفسها، كما يقول عارفوه.