أتذكر كيف سحقني حسن نصر الله وسحق معي أسرتي بين قومي وشعبي بأنجس تهمة في الوجود تهمة العمالة للصهاينة
 

هل يوجد حقد مقدس؟ وكراهية مشروعة عند اللَّه تعالى وعند المسيح ومحمد صلوات الله عليهما؟ 
ج - من المفروض على إنسان مثلي يتضرع إلى الله يوميا أن يجعلني من الدعاة إلى طاعته والهداة إلى سبيله (بالحكمة والموعظة الحسنة) أن لا يكتب كلمات نابية وحادة وعنيفة وقاسية وهاتكة يتناول بها خصومه كالسيد حسن نصر الله.
لكن بشفافيتي المعهودة بي أقول: 
يوميا يغزو رأسي صور التعذيب الوحشي الإجرامي الذي ذقت مراراته وأوجاعه وآلامه التي هي فوق ما يتصوره خيالكم وفوق ما يمر ببالكم في زنازين بشار الأسد وحسن نصر الله في سوريا ولبنان !
يكاد لا يمر يوم عليَّ إلا (وبغير إرادتي) ترتسم على شاشة دماغي صور السياط، والأصفاد، والكرباج النحاسي، والجوع، والطعام الفاسد المخلوط بالذباب والنمل، والبطانية التي نمت عليها سنة كاملة وهي مجبولة بالبول الجاف والتقيؤ اليابس وحشرات القمل والصيبان؛ وفضاء الغرفة المظلم، والإهانات بألفاظ لا تخطر على بال إبليس وألوان من التنكيل تُبكي الحجارة!
إلا وأتذكر وبغير إرادتي زوجتي وأطفالي وأبي وأخوتي كيف يفتك بقلوبهم الحزن على مصيري المجهول مدة سنة كاملة وكيف مات أبي وإثنان من أخوتي وأنا في الزنزانة محروما من لذة تشييعهم وتوديعهم والبكاء فوق روضاتهم ، وكيف تفاجأت بشيب رؤوس أولادي الصغار حينما خرجت من السجن! 
إلا وأتذكر كيف سحقني حسن نصر الله وسحق معي أسرتي بين قومي وشعبي بأنجس تهمة في الوجود تهمة العمالة للصهاينة والمشاركة في سفك دماء أطفال وشيوخ ونساء وشباب من شعبي!
إلا وأتذكر كيف أجبرني حسن نصر الله أن أبيع جنى عمري بيتي وكل أملاكي لأنفق أموالها على المحامين والمحاكم وعلى مصروف السجون في سوريا ولبنان وعلى إعالة أسرتي في غيبتي!
وكيف نفاني حسن نصر الله من بلدتي 3 سنوات بعدما حبسني 4 سنوات في زنازينه وسجونه!
وكيف منعني حسن نصر الله من الإختلاط بالناس كي لا أشرح لهم تفاصيل تدل دلالة قاطعة على مظلوميتي!
لقد بغى علي حسن نصر الله بغيا وإعتدى على مقدسات حياتي وهي مقدسات الإسلام.
1 - على جسدي فتركني أقضي ما تبقى لي من عمر نصف مشلول.
2 - وعلى عزتي وهي من عزة الله ورسوله.
3 - وعلى مالي.
4 - وعلى شرف أسرتي بقوله لهم إن أباكم عميل إسرائيلي! 
وحينما قررت أن أدافع عن نفسي قليلا بواسطة الفايسبوك أوحى حسن نصر الله كما يوحي الشيطان لأوليائه أوحى إلى إبراهيم الأمين رئيس تحرير جريدة حزب الله في لبنان جريدة الأخبار ليكتب التالي: "حسن مشيمش هذا العميل الإسرائيلي يستحق القتل (والسحل) بالشوارع بأيادي وأقدام عوائل الشهداء، حسن مشيمش هذا العميل الإسرائيلي عاد ليجلس في الصفوف الأمامية ويخطب وتصفق له مجموعة من الحاقدين على المقاومة!"
فحينما أتذكر ما ارتكبه حسن نصر الله من فظائع بحقي سرعان ما أتوتر وتفور الدماء في عروقي وأي عاقل في السموات والأرضين السبع يدين توتري وينكر شرعية غضبي!
ومن قال بأنه لا يوجد غضب مقدس، وحقد مقدس، وكراهية مقدسة، وكلام حق يولد من هذا الغضب والحقد والكره المقدس؟!
من قال ذلك بالتأكيد لم يقرأ كلام الله سبحانه 
{ لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلِمَ } 
ولم يقرأ كلام المظلوم سيد الشهداء الإمام الحسين (ع) للظالم ابن زياد:
( ألا وإن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة و الذلة وهيهات منا الذلة ).
ألا وإن الدعي ابن الدعي أي: 
ألا وإن ابن الزنا ابن زياد قد ركز بين اثنتين: معركتي مع حسن نصر الله ومع حزبه، ومع دولته دولة ولاية الفقيه العجمي الفارسي فرعون العصر، ومع فقهه وعقيدته معركة مفتوحة بعقلي الذي يخشى الله ويخاف من نيران غضبه إن تجاوزت حدوده الشرعية في المعركة المفتوحة حتى آخر لحظة من عمري القصير، ولست طامعا بالعيش الطويل في هذه الدنيا لا والله، وقراري هذا اتخذته بعد تفكير طويل استشرت فيه عقلاء محمولين بأدمغة بصيرة وأرواح عامرة بتقوى الله ونفوس مفعمة بحب الله وعشقه.