يا معالي الوزير، هذا الكلام لا يفيد مع العدو الإسرائيلي الغاصب، مع الحركة الصهيونية العنصرية ، الحركة التي خطّطت للعدوان وإحتلال أرض شعبٍ واقتلاعه بالمجازر والتشريد خارج وطنه ...
 

أولاً: باسيل والتطبيع مع العدو الإسرائيلي

على سبيل الإفتراض..لو أنّ وزيراً أو نائباً أو مسؤولاً ، أو رئيس حزب أو رجل دين أو علماني، أو أي معارض لتيار المقاومة تفوّه بكلامٍ يطابق أو يقارب ما قاله بالأمس وزير الخارجية جبران باسيل لقناة الميادين، لقامت قيامة "الغيارى" على تيار المقاومة والممانعة شجباً واستنكاراً وإدانة، فضلاً عن القذف بأوصاف الخيانة والعمالة والإرتزاق، وما يستلزم من تهديدات قد تصل إلى حدّ حزّ الرقاب، كما ذهب إلى ذلك ذات يوم السيد إبراهيم الأمين رئيس تحرير جريدة الأخبار. أمّا أنّ يكون الداعي لتطبيعٍ "مُلطّف" وناعم هو رئيس التيار الوطني الحر، حليف حزب الله الدائم، والمنافح عنه في المحافل العربية والدولية، فلا بأس في ذلك، ويُستحسن غضّ الطرف وتجاوز ما قد يكون زلّة لسان أو كبوة جواد.

إقرأ أيضا : لم يبق للرئيس بري إلاّ القضاء ... هذه الخلطة السحرية العجيبة

ثانياً: كلام باسيل حقّ يراد به باطل

لم يقل باسيل بالأمس كلاماً خاطئاً، لا بل هو كلامٌ صائب، فقد دعا للتسامح ونبذ التعصب الديني والقومي، والإنفتاح على الآخر، والحق بالعيش بأمان للجميع، علينا أن نقبل بالإنفتاح على قيم الإنسانية السمحة،وقيم العدالة والمساواة والسلم ، كلام مُحبّذ ومندوبٌ إليه. ولكن، يا معالي الوزير، هذا الكلام لا يفيد مع العدو الإسرائيلي الغاصب، مع الحركة الصهيونية العنصرية ، الحركة التي خطّطت للعدوان وإحتلال أرض شعبٍ واقتلاعه بالمجازر والتشريد خارج وطنه، وإقامة دولة تعتمد القتل والعدوان وإحتلال أراضي الغير وشنّ الحروب واعتقال الأبرياء، ولا تنفكّ يوماً بعد يوم (رغم القرارات الأممية) القيام بانتهاك الحقوق الفلسطينية بإقامة دولتهم ومنع الإعتداء على أراضيهم واغتصابها ، كل هذا يجعل من كلام باسيل دعوة مُبطّنة وخبيثة للتمهيد لتطبيعٍ ما، يُحسن ابتداعه وزير الدعوة لفتح سفارة لبنانية في القدس الشرقية، كما يحسن ترداد كلام حقّ يرادُ به باطل، رحم الله الإمام علي بن أبي طالب (ع)، الذي أُثر عنه هذا القول في وجه الخوارج.