عندما تحدثهم عن سوريا القومية العربية وإن سحقت بأكملها المهم الزعيم الرمز!
 

الحديث أو الكتابة عن الزعيم العربي أو الإسلامي، أو لنقل الحديث عن الغباء في عالمنا العربي أو الإسلامي هو أشبه بالتسلية أو بالجدل العقيم في أوطاننا، حتى أكثرنا قد تململ من كثرة الضجر وما تحيطه حالة من الغوغاء والغوغائيين وكثرة الجدل والنقاش حول القومية العربية والحالة الإسلامية وحالة المثقفين المتأسلمين والقوميين الجدد الذين هم دائماً على إستعداد لحماية الزعيم القومي العربي أو الإسلامي، وإن سحق البشر من بكرة أبيهم كسحق الحشرات بالمبيدات. 

إقرأ أيضًا: بين البحصة والعطسة يرحمكم الله!
الكثير من القوميين الجدد عندما تحدثهم عن "ديكتاتوري" وعن حكمه الحديدي القاتل لشعبه وما ارتكبه من قتل ومجازر يجيبونك بأنه رمز العروبة والقومية وهم على استعداد أن يكذبوا ما شاهده العالم أجمعين، والكلام يجري على الإسلاميين، لا فرق بينهما إلاَّ من حيث التسمية بين القومية العربية والقومية الإسلامية ـ تبرعاً مني هذه التسمية ـ عندما تحدثهم عن سوريا القومية العربية وإن سحقت بأكملها المهم الزعيم الرمز، وما يجري في اليمن وما تقوم به عواصف الحزم والعزم والسحق والقتل، ليس المهم عندهم هذا الشعوب أن تذبح كالنعاج وتقتل وتسحق كالحيوانات أو تباد مثل الحشرات هذا كله ليس مهماً، المهم هو الزعيم الرمز للعروبة والقومية والإسلامية، فعلاً يا للغباء الذي نعيشه في عالمنا! الذي دمرنا وأهلكنا هم صنفان ذاك العقل الخطير والأخطر الذي يهيمن على كافة مجتمعاتنا وبيئاتنا هو العقل الأصولي المتطرف بكل شيء حتى في نومه وأكله، والثاني هؤلاء الذين يتشدقون بالقومية ولو كان على حساب دهس وسحق الشعوب تحت الركام والأقدام، بل ولو دمرت الشعوب والأوطان بأكملها.

إقرأ أيضًا: حروب الحناجر يا فلسطين

فكيف يمكن لنا أن ننتهي من هذه العقليات التي تزداد رائحتها بشدة في الوسط العربي والإسلامي، وكيف يمكن لنا النجاح والتخلص من هذه العقليات المرضية الخطيرة والمنتشرة كالأمراض السرطانية والمنتشرة كالفيروس بسرعة ضوئية، فعلاً إنه لأمرٌ مضحك ولا غرابة إن قلنا إنه الغباء المضحك، ولكن سيأتي الجيل الذي سيحمل عقولاً نظيفة لم تلطخها تلك الأفكار العقيمة، بمباركة الأقلام والأفكار النزيهة والنظيفة التي تربي وتعلم أجيالنا اليوم الذي سينتج ويفلح للأجيال القادمة ولا حلَّ في ذلك إلاَّ بتقوية هذا المشروع القوي والذي نراه سيثمر في أجيالنا وأجيال المستقبل.