رفض الجيش الأميركي تأكيد مقتل زعيم تنظيم الدولة الاسلامية (داعش) أبو بكر البغدادي أو نفيه، وذلك بعد أن نجح التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأميركية في دعم قوات محلية وطرد التنظيم من مناطق وجوده في العراق وسوريا
 

ونقلت صحيفة "واشنطن تايمز" الأميركية عن مصدرين أميركيين قولهما إنهما لا يستطيعان تأكيد أو نفي ما إذا كانت المخابرات الأمريكية نفسها لديها تقييم نهائي وثابت حول ما إذا كان البغدادي حياً أو ميتاً.

وكانت السلطات الروسية قد أعلنت بفخر، في حزيران الماضي، أنها قتلت البغدادي في غارة جوية، إلا أن واشنطن اعترضت على هذه التصريحات، في وقت قالت فيه السلطات العراقية إن معلوماتها تؤكد أن البغدادي يختبئ في الصحراء بالقرب من الحدود العراقية السورية.

ورغم الادعاءات الكثيرة التي ظهرت حول مصير البغدادي والأنباء التي أفادت بمقتله في غارات جوية روسية، فإن المسؤولين الأميركيين ما زالوا غير راغبين بالتكهن علناً بمصيره، حيث رفض مكتب مكافحة الإرهاب التعليق على هذا الموضوع.

وبحسب مصدر في المخابرات الأميركية فإن التكهنات بمقتل البغدادي تصاعدت في تموز الماضي، عندما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان، ومقره لندن، أن البغدادي ربما يكون قد مات، دون أن يتمكن المرصد من تأكيد الخبر.

ويرى بعض المحللين أن رغبة الولايات المتحدة في التأكد بنسبة 100% فيما يتعلق بمقتل البغدادي ربما يكون هو السبب في عدم صدور أي إعلان من واشنطن حول مصيره، بحسب الصحيفة.

وكانت وزارة الخارجية الأميركية قد أعلنت عن مكافأة مالية كبيرة لمن يدلي بمعلومات تقود إلى إلقاء القبض على زعيم تنظيم "داعش" أو قتله، الذي سيطرت قواته على مساحات واسعة من العراق.

البغدادي الذي أعلن نفسه خليفة للمسلمين في حزيران من العام 2014، في خطبة بثها التنظيم من مسجد النوري الكبير وسط الموصل، اختفى منذ مدة طويلة.

والبغدادي يحمل شهادة البكالوريوس في الدراسات الإسلامية من جامعة بغداد، كما أنه حاصل على درجتي الماجستير والدكتوراه من جامعة صدام للعلوم الإسلامية، ومتزوج من اثنتين، وله 6 أطفال.

وفي آب الماضي عندما شنت القوات المدعومة من الولايات المتحدة هجوماً على مدينة الرقة السورية أحد معاقل التنظيم، قال الجنرال ستيفن تاونسند إن المسؤولين الأميركيين يبحثون كل يوم عن البغدادي، مضيفاً: "لكن لا أعتقد أنه ميت".

وبعد أسبوع من انطلاق معركة الرقة، في أيلول الماضي، أعلن الجيش الأميركي أن قواته قتلت شخصين يشتبه في أنهما من كبار الشخصيات في تنظيم الدولة.

ولاحقاً تبين أن الشخصين هما أبو أنس الشامي، الذي يعتقد أنه كبير مخططي أبحاث تصنيع السلاح التابعة للتنظيم، وجنيد الرحمن، الذي يعد واحداً من كبار مهندسي التصنيع العسكري داخل التنظيم، ليكون عدد من قتلوا من الدائرة المحيطة بالبغدادي نحو 12 شخصاً.

ومرة أخرى، ومع دخول القوات المدعومة أميركيا للرقة في تشرين الأول، عاد الحديث عن مصير البغدادي والغموض الذي يلف حياته، خاصة أنه عاد للظهور بتسجيل صوتي في أيلول ، دعا فيه أتباعه إلى ضرورة مواصلة جهادهم.