بلغة أخرى يقول بري: آن أوان وقف الهوبرة، وهل من ناصرٍ ينصرنا؟
 

تمهيد: عهد الهوبرة

نعيش في عهد الهوبرة حسب تعبير الدكتور فارس سعيد، الذي أضاف "سندفع غالياً ثمن الهوبرة"، والهوبرة كما هو معروف هي مزيج من تضخيم الأمور والتهويل بها أو التهليل لها، وهي غالباً ما تعتمد الاضاليل والاغاليط واستنفار العصبيات وباللغة الدارجة (التّشبيح).

أولاً: عامٌ كامل من الهوبرة

منذ عامٍ مضى (أي لحظة التسوية الرئاسية) ونحن نعيش في عالم الهوبرة، وقد قاد هذه الحملة رئيس التيار الوطني الوزير جبران باسيل بصلفٍ وعنجهية، وشاركه على استحياء أركان تلك التسوية (المستقبل والقوات وحزب الله)، في حين لزم الصمت المعارضون (الكتائب والمردة والرئيس بري وشخصيات مستقلة)، بانتظار ما ستحمله الأيام من تطورات ومفاجآت.

إقرأ أيضًا: لم يبق للرئيس بري إلاّ القضاء ... هذه الخلطة السحرية العجيبة

ثانياً: الاستقالة الحريرية وارتفاع منسوب الهوبرة

بعد أزمة استقالة الرئيس سعد الحريري، بلغت حملة الهوبرة حدّاً غير مسبوق، فقد حمل الوزير باسيل لواء "إنقاذ رئيس الحكومة" وطاف أوروبا وروسيا في سبيل ذلك، وما إن عاد رئيس الحكومة سالماً (بفضل الضغط الفرنسي والأميركي) حتى استشاط فريق رئاسة الجمهورية برفع أعلام النصر بوجه كل من تبنّى ما جاء في خطاب الاستقالة، وتُوجت حملة الهوبرة بعد عودة الحريري عن استقالته واصطفافه مع فريق رئاسة الجمهورية بالخطابات النارية للوزير باسيل في لبنان والمهجر، والانتقال بسرعة قياسية من منطقة إلى أخرى، والاسفار المتواصلة، والتصريحات الاستفزازية والتغريدات الملتبسة، حتى جاءت أزمة مدينة القدس، فاستغلّها باسيل في أروقة الجامعة العربية بالمزيد من "العنتريات والهوبرات"، وعندما صدرت مراسيم النفط رفع باسيل شعارات: لبنان دولة نفطية.. شكراً جبران باسيل، متجاوزاً كلّ الحدود، حتى وصلنا اليوم إلى أزمة مرسوم أقدمية الضباط، وإصرار رئيس الجمهورية على إنفاذه ودعوة المعطلين للاحتكام للقضاء.

ثالثاً:  الرئيس بري..لوقف الهوبرة

ردّ الرئيس بري من مقره: القضاء غير مستقل، وهو في أيدٍ "منتمية"، مما يُفقده صلاحيته، والمرسوم - الأزمة، بحسب بري، يضرب اتفاق الطائف والدستور والقانون والعُرف، لن نلجأ للقضاء، لسنا الفئة "المستضعفة"، وبلغةٍ أخرى: آن أوان وقف الهوبرة، وهل من ناصرٍ ينصرنا؟ فالحقُّ لا يُعملُ به، والباطل لا يُتناهى عنه.