يحكى كثيرا عن الثنائية الشيعية المتحكمة بالقرار السياسي للطائفة , وهذه حتما من المغالطات الشائعة لان واقع الحال ينبيء بخلاف ذلك تماما , فبعد الانسحاب السوري من لبنان 2005 وبالخصوص بعد " النصر الالهي" واضطرار الرئيس بري للتراجع عن مقولته المشهورة عن " حكومة المقاومة " التي كان يرأسها يومذاك فؤاد السنيورة وبعد جرّ حركة امل لغزوة بيروت في اليوم  " المجيد " خلاف رغبة رئيسها , كل هذا وغيره يجعل من توصيف الحزبين السياسيين داخل الطائفة ب " الثنائي" هولا بد انه امر لم يعد له وجود حقيقي وهذا ما تؤكده حتى القواعد الحركية عند النقاش معها في الخيارات الكبيرة التي تتناقض مع ميثاق حركة امل او مع الادبيات السياسية للمؤسس الاول فيأتيك الجواب الحاضر دائما عندهم بأن " المسدس " موجه على رأس الرئيس بري ,,

ومن هنا فبين المسدس من جهة والاموال الحلال التي تغدق على الكوادر الحركية من جهة اخرى نستطيع ان نؤكد لكل الذين يراهنون على اي تمايز متوقع من الحركة وريئسها عن الحزب هو توقع اقرب الى الخيال على الاقل في هذه المرحلة الراهنة , واذا كان الرئيس بري قد استطاع ان يحافظ على حركة امل في الزمن السوري بعد تغييب الامام الصدر ( ولو بتحويلها الى تابع للنظام السوري ومنفذ لسياسته في لبنان ) فان مع اشتداد الضغط على " سوريا الاسد " وتحولها الى مجرد محافظة ايرانية فمن غير المسموح وجود ثنائية قرار في الزمن الايراني  فمن غير المستغرب غياب اي قرار مستقل لحركة امل وبالتالي فقدان رئيسها لدوره المعهود في اجتراح الحلول ولو على مستوى اللعبة الداخلية مما يضطره ايضا الى سحب مجرد اقتراح لقانون انتخاب توافقي ,, ولست ادري بعد ذلك متى سيسمع نبيه بري خبر " استشهاد " احد الحركيين وهو يقوم " بواجبه الجهادي " ويضطر لارسال برقية تعزية لانه حتما لن يكون قادر على المشاركة في مراسم التأبين , وفي هذه اللحظة التي اتمنى ان لا تحدث ينبري اكثر السؤال الكبير وهو برسم ما تبقى من حركيين : الى متى سينتظرون ايضا عودة رئيسهم ..... المغيب ؟؟؟؟