إذا استمرّ الحال على ما هو عليه، فلن يبقى بعد خمس سنوات عنزة واحدة على مرقدها في لبنان الكبير، وذلك لكثرة المصلّين وارتفاع الابتهالات
 

أولاً: لا عجب من تصرفات الرئيس القوي

لا تعجب دولة الرئيس نبيه بري وتمتعض من تصرفات فخامة رئيس الجمهورية وصهره وأعوانه، فقد مضى أكثر من عامٍ على اعتلائهم عرش السلطة التي كانت "سايبة" لأكثر من عامين ونصف، وآن لدولتكم أن تعتادوا على حكم الاستئثار والتّفرُد واستغلال النفوذ، وآن لك دولة الرئيس، أن تتعلّم أو تُؤمن بعدم جدوى التّشكي والاعتراض والمناكفة، والدفاع عن المارقين على السلطة، من سليمان فرنجية عشية الانتخابات الرئاسية، حتى سمير جعجع الحالم بأخذ دورٍ ما له في التركيبة السياسية التي ساهم في نشأتها وشجع على قيامها.
لا تعجب دولة الرئيس من تصرفات الرئيس "القوي" الذي طالما انتظرته الطائفة المسيحية ليقف مع "الأقوياء" أمثالكم وأمثال الرئيس الحريري (الأب وبعده الإبن) وجنبلاط، دون أن ننسى سيد الجميع، سيد المقاومة، الرئيس القوي هو أسد الغابة بلا منازع، وهل نحكي لك ما حكاه مارون عبود لمعّاز الضيعة بعد أن أعيتهُ الحيلة في تطويعه وإفحامه و"تعليمه".

إقرأ أيضا : وساطة بين عين التينة وبعبدا وعون متمسك بالمرسوم حتى النهاية

ثانياً: الحكاية الحلوة...حكاية امرأة وأختها...

قال عبود لمعاز الضيعة : في حكاية حلوة، حكاية امرأة وأختها، فتربّع وأنصت، فقلت: كان لامرأةٍأخت عزيزة عليها، فمرضت وماتت، فركعت أختها قدام فراشها على جلد أسد، تسأل ربّنا بحرارة أن يُحيي جميع من في تلك الغرفة، فسمع ربُّنا واستجاب. كان على برنيطتها عصفور محنط ففرفر وغنّى، وكان على رقبتها فرو ثعلب فعاش وأخذ يدور في الغرفة ليهرب، وفتحت أختها الميتة عينيها وطلبت الأكل، ولكن الأسد لم يُمهلها فعاش وأكل الجميع.
فأرخى المعاز فكّه الأسفل تعجباً وقال: يارب! ونهض.
فقلت: ما لك؟ اقعد.
فقال: عندي في البيت جلد ذئب وقشرة حيّة كبيرة، أخاف أن تُصلّي ابنة عمي في ساعة رضا، فيقوموا ويأكلوا العنزات.
إذا استمرّ الحال على ما هو عليه، فلن يبقى بعد خمس سنوات عنزة واحدة على مرقدها في لبنان الكبير، وذلك لكثرة المصلّين وارتفاع الابتهالات.