فرنجية لم يتقبل دخول باسيل إلى جبل محسن
 

لم تمر زيارة وزير الخارجية جبران باسيل لطرابلس، الأحد في 17 كانون الأول، من دون سجالات حادة، بلغت ذروتها في جبل محسن. هذه الزيارة، التي افتتح فيها باسيل مكتباً للتيار الوطني الحر في شارع الجميزات في طرابلس، بحضور وزير البيئة طارق الخطيب وعضو المكتب السياسي في تيار المستقبل محمد صالح، وقياديين ومؤيديين، حملت رسائل في اتجاهات عدة. 

فتوقيت الزيارة، جاء مدروساً في ظل التكتل السلطوي الذي انعكس "توافقاً" بين تياري المستقبل والوطني الحر، وأراد باسيل أن يستفيد منه قبل الانتخابات. وهذا ما بدا واضحاً في كلمته التي ألقاها أثناء افتتاح المكتب، وشدد فيها على ضرورة وجود التيار في عاصمة الشمال، مثلما أثبت وجوده في مختلف المناطق اللبنانية. و"لن تكون هناك أي منطقة محرمة علينا".

لكن ما أراده باسيل في زيارة "كسر الجليد" لم يحققه في منطقة جبل محسن، التي مُزقت فيها، مساء السبت في 16 كانون الأول، الأعلام والصور واللافتات المرحبة به، تعبيراً عن رفض الزيارة. وذلك، على خلفية الاستقالات التي سبق أن قدمها نحو 650 عضواً من التيار في جبل محسن "بحجة عدم تلبية مطالبهم".

ولدى وصول باسيل إلى الجبل، سادت حالة من الرفض والغضب، لاسيما بعد توقيف عدد من شباب المنطقة على خلفية تمزيق الصور. ووجه مختار جبل محسن عبداللطيف صالح انتقادات لطريقة تعاطي أمن باسيل مع أهل الجبل، فعلق قائلاً: "يقولون إن حزب الله يرتدي القميص الأسود، لكن تبين أن التيار الوطني الحر يرتدي البدلة السوداء كاملة". 

في هذا الوقت، لم يقم باسيل بالزيارة المقررة للمجلس الإسلامي العلوي، بعدما ترددت شائعات عن رفض المجلس استقباله. ورغم أن المجلس أصدر بياناً ينفي ما تتناقله وسائل الإعلام، استنكر النائب خضر حبيب رفض استقبال المجلس لباسيل، واعتبره تصرفاً مداناً وغير مقبول ولا يصب في مصلحة أبناء الطائفة العلوية. 

كذلك، أحاطت زيارة باسيل جملة من الشائعات، حول اشكال وقع بين أمن باسيل وشباب من منطقة البداوي قاموا برشق موكبه بالبيض والبندورة والحجارة. لكن المكتب الإعلامي لباسيل نفى هذا الاشكال، مؤكداً أن "الخبر عار عن الصحة جملة وتفصيلاً". وعن رشق موكب باسيل بالحجارة في جبل محسن، علق قائلاً: "هلقد مقهورين من الزيارة ليطلعوا هيك أخبار". 

ووفق معلومات "المدن"، فإن الخلفية الحقيقية للإشكالات التي رافقت زيارة باسيل تصب في المعركة بين التيار الوطني الحر وتيار المردة. فقبل أشهر، عندما بدأ عدد من العلويين بالانضمام إلى صفوف التيار، ووصل عددهم الى أكثر من 650 شخصاً، تلقوا وعداً من باسيل بافتتاح مكتب لهم. لكنهم سرعان ما بدأوا بتقديم استقالات جماعية، بحجة أن التيار لم يف بأي وعد قطعه تجاهههم.

لكن رواية أخرى، تشير إلى أن الوزير سليمان فرنجية لم يتقبل دخول باسيل إلى جبل محسن، وتجيير أصوات الجبل لمصلحة التيار البرتقالي. وكي "لا يسحب باسيل البساط من تحت قدمي فرنجية، أجرى الأخير اتصالاته الخاصة، التي أثمرت عن تقديم أعضاء منسقية التيار في الجبل استقالاتهم. وهو ما جرى تصويره إعلاناً لبدء المعركة الانتخابية"، لاسيما أن قيادات في جبل محسن سعت إلى ترجيح الكفة لمصلحة فرنجية، معتبرة أنه عند المفاضلة بين المردة والتيار الوطني، فالخيار الطبيعي سيكون لمصلحة فرنجية.