تملص اللاعب الإيراني من منافسة اللاعب الإسرائيلي تحول إلى موضوع إعلامي ساخن خاصة في إيران وإسرائيل
 

إنه صراع ليس على حصير المصارعة، بل على ساحة السياسة والإعلام.
 إنه صراع إعلامي سياسي بامتياز انطلق من ميدان الرياضة ويستمر لأسابيع وبدأ الصراع قبل ثلاثة أسابيع خلال مباريات بطولة العالم للمصارعة الحرة تحت 23 عاما التي جرت في بولندا عند ما اختار المصارع الإيراني علي رضا كريمي الهزيمة أمام منافسه الروسي جبريلوف بالرغم من تقدمه عليه ب3- 0 ، هروبا من مواجهة المصارع الإسرائيلي كلاشينكوف الذي تبين خلال الشوط الثاني من منافسة كريمي - جبريلوف بأنه سيكون منافس كريمي في المرحلة القادمة ، ذلك لأن اللاعبين الإيرانيين محظورون من خوض أي مباراة مع اللاعبين الإسرائيليين، لأن الجمهورية الإسلامية لا تعترف بالكيان الصهيوني.

إقرأ أيضا : هل تستخدم إيران طيرانها المدني لنقل السلاح إلى سوريا؟
 ومن جانب آخر إن رفض اللاعبين  خوض المبارة مع منافسيهم يرتب عليه عقوبات وغرامات وبغية الهروب من تلك العقوبات، فضّل اللاعب الإيراني الهزيمة أمام منافسه الروسي. 
تملص اللاعب الإيراني من منافسة اللاعب الإسرائيلي تحول إلى موضوع إعلامي ساخن خاصة في إيران وإسرائيل، وسرعان ما تحول إلى مادة استغلها رئيس الوزراء الصهيوني نتنياهو للهجوم على إيران.
وبادر نتنياهو بإرسال رسالة مصورة إلى علي رضا كريمي تهجم فيها على النظام الإيراني الذي أجبر لاعبه على عدم لقاء منافسه الإسرائيلي مضيفا بأنه يريد أن يعلّم إيران أن كراهية الآخرين لن تصنع أبطالا. وخاطب نتنياهو اللاعب الإيراني علي رضا كريمي:" إن الذين يأمرونك تعسفا بالهزيمة أمام المنافس الروسي سيخسرون."

إقرأ أيضا : قراءة في المواقف من الإتفاق الإيراني الغربي
لم يمرّ الإيرانيون على تلك الرسالة مرور الكرام  بل ردّت عليها السلطات الإيرانية واللاعب نفسه مذكّرا نتنياهو بجرائمه بحق الفلسطينيين الأبرياء وأطفال غزة، ووصل ردّ الفعل الإيراني ذروته عند استقبال المرشد الأعلى خامنئي اللاعب كريمي في بيته وتقديره لموقفه البطولي الذي اتخذه دفاعا عن الشعب الفلسطيني.
وبينما لا يتعود المرشد الأعلى على لقاء اللاعبين وحتى هؤلاء الذين يرفضون منافسة اللاعبين الإسرائيليين، إلا أنه يلتزم دوما على أن لا يترك أي تصريح أو موقف إسرائيلي فيما يتعلق بإيران من دون ردّ.
ويبدو أن المرشد الأعلى ربح الصراع، عندما استقبل اللاعب كريمي في لقاء خاص وأهدى له خاتمه، وأمر وزير الرياضة والشباب بعدم التقصير بحق هذا الشاب وإعطائه مكافأة مالية تعادل مكافأة الأبطال الرياضيين.