هناك ملف آخر لا يقل خطورة عن الأنشطة الصاروخية في عيون الديموقراطيين وهي قضية حقوق الإنسان في إيران
 

مرّ الكونغرس الأميركي مرور الكرام أمام مهلة ترامب بشأن فرض عقوبات على إيران بحجة خرقها الإتفاق النووي. 
وسمح الكونغرس بانقضاء تلك المهلة مهملًا إياها مما يعني بقاء الولايات المتحدة في الإتفاق النووي كما أكد وزير الخارجية تيلرسون على أن بلاده تلتزم حاليًا بالإتفاق النووي، حيث شهد الأسبوع الماضي توافد دبلوماسيين أوروبيين وعلى رأسهم فدريكا موغريني منسقة الإتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية إلى واشنطن ولقاءاتهم الكثيفة مع نواب الكونغرس محاولة لإقناعم بعدم الخروج من الإتفاق النووي وعدم وقوعهم في فخ ترامب الذي تملص عن تصديق إلتزام إيران بالإتفاق النووي بالرغم من تصديق المنظمة الدولية للطاقة الذرية وحتى تلميح وزارة الخارجية الأميركية، وبما أن إهمال مهلة ترامب سجل فضيحة للرئيس المتفرد، سارعت سارة سندرز المتحدثة بإسم البيت الأبيض إلى القول بأنه لم يعد هناك مهلة للكونغرس، حيث أن الرئيس لم يطلب إقرار موضوع من الكونغرس مضيفة بأن البيت الأبيض وصل إلى مستوى من التعاون مع الكونغرس لحل مشاكل الإتفاق مع إيران والبت في قضايا توسيع السلاح النووي على المدى البعيد. 

إقرأ أيضًا: قاسم سليماني يرفض تسلم رسالة مدير المخابرات الأميركية
وسارع البيت الأبيض إلى صرف الأنظار عن تلك الفضيحة التي أصابت ترامب بالمسرحية التي لعبتها مندوبة الولايات المتحدة نيكي هيلي خلال مؤتمرها الذي تخلله عرض شظايا للصاروخ الذي أطلقه أنصار الله إلى الرياض وادعت هيلي بأن الصاروخ كان إيراني الصنع وكشفت هيلي عن الخلاف بين البيت الأبيض والكونغرس عندما دعت أعضاء الكونغرس لمشاهدة الأدلة على أفعال إيران. 
وتجاهلت هيلي ومعها داعميها في البيت الأبيض أن قضية الصواريخ الإيرانية الباليستية وغير الباليستية لا دخل لها بشأن الإتفاق النووي ويجب الفصل بينهما ولهذا نرى الديموقراطيين إذ يعترفون بأن الأنشطة الصاروخية الإيرانية تزعزع الأمن في المنطقة، إلا أنهم يرون بضرورة التزام بلادهم بالإتفاق النووي طالما تبقى إيران ملتزمة به.

إقرأ أيضًا: قائد الحرس الثوري يخالف اللواء سليماني
وهناك ملف آخر لا يقل خطورة عن الأنشطة الصاروخية في عيون الديموقراطيين وهي قضية حقوق الإنسان، ولكنهم يرون بعدم الخلط بين تلك الملفات، ولكن الرئيس الأميركي يرى بعيون تاجر مستعجل على عقد صفقات كبيرة عبر مساومات سوقية، بينما الصفقات السياسية مع دولة مستقلة متمردة كإيران لن تتم بتلك البساطة التي تتسع مخيلة الرئيس ترامب لها. 
أعاد الكونغرس كرة القرار بشأن الإتفاق النووي إلى البيت الأبيض، ويبقى مهلة شهر للرئيس ترامب لحسم الموقف تجاه الإتفاق النووي، فهل يستطيع الوقوف في وجه المجتمع الدولي وإيران بإعلان خروج بلاده عن الإتفاق النووي، أم يبقى مضطرًا لتصديق إلتزام إيران ويوقع على ورقة التصديق بدموع عينيه؟
لا نعرف كثيرًا عن الموقف الذي يتخذه ترامب بعد شهر، ولكن المعروف هو أن الإيرانيين نسجوا نص الإتفاق النووي على غرار السجاد الإيراني بدقة عالية لا يشوبه خلل ولا ثغرات وهذا هو سرّ غضب الرئيس ترامب.