حزب الله تعاطى مع القضية على أنها نوايا حسنة لباسيل على الرغم من رفض الحزب للفكرة
 

قدم رئيس التيار الوطني الحر وزير الخارجية جبران باسيل في الجلسة الحكومية بالأمس طلبا بفتح سفارة لبنانية في القدس المحتلة كإعتراف بالمدينة عاصمة لفلسطين وفي سياق الرد على قرارات الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن الموضوع.
لاقى طلب باسيل إعتراضا من قبل معظم الوزراء داخل الحكومة على الرغم من " النوايا الحسنة " للوزير باسيل كما قالوا.
لكن الطرح فتح باب التساؤلات والحيرة عن توقيته ودلالاته بغض النظر عن النوايا خصوصا أن هكذا طلب لو نفذ فهو دعوة للتطبيع وإعتراف غير مباشر بإسرائيل.
ولأن باسيل هو حليف حزب الله الوثيق ، تأخذ القضية أبعادا أخرى خصوصا أن الحزب لطالما إنتقد بالمباشر وغير المباشر أي زيارة لإسرائيل وصنفها على أنها زيارات تطبيع، وهذا ما شدد عليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه الأخير.

إقرأ أيضا : بانوراما لبنان الجديد : المسار القانوني للتنقيب عن النفط إنطلق وتصعيد أميركي ضد إيران


وعندما قام البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بزيارته الشهيرة إلى فلسطين تم إنتقاده بكثرة من قبل أوساط حزب الله وإعلامه وإعتبروها زيارة تطبيع، لكن طرح باسيل على الرغم من رفضه من الحزب وطلبهم التريث،  لم يصفوه بأنه تطبيع بل وضعوه في سياق النوايا الحسنة.
وهذا التعاطي المتناقض مع قضية التطبيع  سيفتح باب التساؤلات في المستقبل عن سبب تراخي حزب الله بهذه القضية عندما يكون من طرحها حليفه وتشدده إتجاه خصومه في حال طالبوا بأقل من هذا بكثير كالدعوات التي كثرت عن الحج إلى القدس.
فهل موضوع القدس هو شعار للمتاجرة إعلاميا من أجل تحصيل منافع سياسية أو أنه تحول إلى وسيلة لتصفية الحسابات مع الخصوم السياسيين ؟