واشنطن ترى الأسد وحشًا لا مستقبل له في سوريا، وموسكو لا تمانع ترشّحه
 

في تباين واضح حيال مصير الرئيس السوري بشار الأسد، مع دخول الحرب على "داعش" مراحلها النهائية، قال وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون نقلًا عن صحيفة "الحياة" إن الأسد "وحش"، مشددًا على أن "لا مكان له في مستقبل سوريا". 
في موازاة ذلك، اعتبر ألكسندر لافرينتيف، مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا، أنه يجب إتاحة الفرصة للأسد للترشح في الإنتخابات الرئاسية المقبلة، موضحًا: "لا أرى ما يمنعه من الترشح، ولا أرى ما يدل على أنه لن يترشح لولاية رئاسية جديدة، القرار يعود إليه لا لغيره".
ويأتي الموقفان الأميركي والروسي المتصادمان فيما تُراوِح محادثات جنيف مكانها بسبب رفض وفد الحكومة السورية مناقشة الدستور والإنتخابات والمرحلة الانتقالية أو التفاوض المباشر مع وفد المعارضة.
من جهتها تواصلت محادثات جنيف أمس الثلاثاء، بين المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا وكل من الوفدين الرسمي والمعارضة، وأعرب وفد المعارضة عن إحباطه من المحادثات بسبب رفض وفد دمشق الدخول في مفاوضات مباشرة وإصراره على مناقشة ملف الإرهاب فقط، وقال الناطق باسم وفد المعارضة يحيى العريضي إن وفد دمشق أبلغ دي ميستورا رفضه التفاوض المباشر "ما يجعل المضي قدمًا في المفاوضات صعبًا".
وتضيف الصحيفة إن الوفد السوري بقيادة بشار الجعفري التقى المبعوث الأممي أمس، غير أنه لم تتكشف تفاصيل حول الإجتماع، لكن مصادر مطلعة أفادت بأن الدلائل تشير إلى عدم نجاح دي ميستورا في حلحلة معضلة التفاوض المباشر، ومن المقرر أن تُختتم الجولة الحالية من جنيف نهاية الأسبوع الجاري.
إلى ذلك، نفى مصدر في المعارضة تسريبات حول مضمون محادثات بين المبعوث الأممي ووفد المعارضة، مفادها أن دي ميستورا أبلغ وفد المعارضة بأن "تغيير النظام في سورية يكون عبر الدستور أو الإنتخابات"، و "أن فشل مسار جنيف يعني استبداله بمؤتمر سوتشي" الذي تجهز له القيادة الروسية بالتنسيق مع إيران وتركيا، وتأمل بانعقاده في شباط المقبل.
وقال مصدر في المعارضة: "إن التصريحات التي تم نسبها إلى دي ميستورا غير دقيقة بالمجمل".
من جهته، اعتبر مندوب روسيا الدائم لدى مقر الأمم المتحدة في جنيف أليكسى بورودافكين، أن مطلب المعارضة السورية برحيل الأسد يعرقل أي حوار بناء في جنيف، طالبًا من الأمم المتحدة والدول الغربية إعادة المعارضة السورية إلى "الواقع وإبعادها من نهج الحوار غير البناء مع دمشق".
في هذا السياق، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أطراف الأزمة السورية إلى التوافق حول حل سياسي، مشيرًا إلى أن موقف بلاده من الرئيس السوري لم يتغير، مشددًا على أن بلاده لا ترى للأسد دورًا في المرحلة الانتقالية، وتابع: "لا نعتقد أنه يمكن التحضير لإنتخابات جدية مع وجود الأسد في حكومة انتقالية".