حري بالخزعلي أن يبني دولة العدالة في بلده العراق لا أن يتحالف مع رموز الفساد هناك وينظر بالشفافية في جنوب لبنان
 

لا يمكن إيجاد كلمة لتوصيف زيارة قائد ميليشيا عصائب أهل الحق قيس الخزعلي إلى جنوب لبنان بمرافقة عناصر من حزب الله إلا بأنها زيارة صادمة ومفاجئة للجميع.
وعلى الرغم من أن الزيارة كانت منذ حوالي ال 10 أيام إلا أن مجرد الإعلان عنها في هذا التوقيت بالذات من قبل الإعلام الحربي لحزب الله  ، هو إشارة واضحة أن الحزب يتقصد إيصال رسائل معينة للداخل اللبناني قبل الخارج.
فالخزعلي الذي تجول في منطقة الحدود اللبنانية - الفلسطينية وبالتحديد عند بوابة فاطمة في كفركلا ، إرتدى بزة عسكرية وحمل جهاز لاسلكي وكان يرافقه الناطق الرسمي بإسم العصائب نعيم العبودي وبرفقة عناصر من حزب الله ، والمشهد بأجمعه هو إنتهاك لسيادة لبنان وإهانة للشعب اللبناني وللجنوبيين بالأخص.

إقرأ أيضا : مكتب الخزعلي يهين رئيس الحكومة ويتهمه بالعمالة
وإن حاولت بعض الأوساط المقربة من الحزب تبرير الزيارة وإظهارها على أنها رحلة سياحية إلا أن الشكل والمضمون والتوقيت يوحي بغير ذلك فلو أراد السياحة لأمكنه ذلك في أماكن أخرى مثله كمثل باقي العراقيين الذين يزورون لبنان وهم مرحب بهم بين أهلهم  ولا يغطي نشاطهم الإعلام الحربي التابع لحزب الله وبالتالي هذا التبرير ساقط من أساسه.
والمضحك في الأمر أن الخزعلي زار منطقة الحدود وهدد العدو الإسرائيلي  قبل أيام فقط من خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله الذي دعا فيه إلى التضامن  مع القدس والتصدي لإسرائيل عبر التغريد لعلم السيد نصر الله بواقع الأرض وأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إقتنص فرصة الإقتتال في الساحات العربية ليمرر مشروعه الشيطاني عن القدس.
فعنتريات الخزعلي في هذا السياق لا تفيد أبدا ولا تقدم أو تؤخر بل هي إستعراضات إعلامية وشعارات فارغة من قبل مسؤول ميليشيا عراقية هو نفسه قاتل في العراق تحت غطاء الطيران الأميركي.
أما الطامة الكبرى فهو حديثه عن التمهيد لدولة العدل والحق بقيادة الإمام المهدي ( عج ) من جنوب لبنان ، ولعل الخزعلي لا يعرف أن فاقد الشيء لا يعطيه فحري به أن يبني دولة الحق ونموذج العدالة في العراق حيث هو وميليشياته تتحالف مع رأس الفساد المتمثل برئيس الحكومة السابق نوري المالكي، والتجارة بإسم الإمام المهدي ( عج ) من قبل الخزعلي وأمثاله أصبح رخيصا ولا يمر على العقلاء في لبنان.