هل يكون الشيخ سامي الجميل قائداً لمرحلة سياسية تُعيد للكتائب ما فقده من دور مسيحي ووطني؟
 

هل لأنه خارج التسوية ولم يدخل إلى الحكومة اضطر كي يكون معارضاً ؟ سؤال ليس برسم حزب الكتائب فقط بل برسم كل من يصبح خارج السلطة وتبدو الإجابة عليه سهلة وغير صعبة ولكنه يطرح اشكالية العلاقة مع السلطة من قبل القوى السياسية التي تهادن وتدافع وتعارض السلطة على ضوء بُعدها أو قربها منها لا على ضوء صلاحها أو فسادها وهذا ديدن أحزاب الشرق التي تعتبر السلطة ضرعاً حلوباً وعصاً غليظة وسحرية بنفس الوقت.
 ماهمنا هنا هو متابعة حزب الكتائب في معركته الجدية للتسوية القائمة من جهة وللحكومة من جهة ثانية كونهما تجربة مكررة وفاشلة ولم تصمد أمام أيّ تحد داخلي أو خارجي، لقد أعلن رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل صراحة أن هناك حنين لزمن الوصاية من خلال اتباع الطرق التي كانت سائدة في السياسة والقضاء بعد أن وجه اليه ما يُشبه الاستدعاء على خلفية كلام له اعتبر بمثابة الخبر الذي يهدد الاستقرار العام وقال راداً على ذلك "عنواني واضح و أنا موجود في بيت الكتائب هذا البيت الذي لم يقل نعم في زمن الوصاية ولم يبخل في تقديم الشهداء ولم ولن يتراجع في دفاعه عن حقوق الناس و أن من يحق له محاسبة الحزب هو الشعب اللبناني".

إقرأ أيضًا: الحريري بعباءة سعودية وعمامة إيرانية
سبق رئيس الحزب انعقاد حكومة التسوية الجديدة ليعلن موقفاً منها من خلال المكتوب الموجه إليه من بريد القضاء وهذا ما سيدفع به الى تحمل مسؤولية مرحلة صعبة عليه كونه يقف وحيداً في شارع المعارضة بعد أن جمعت التسوية كل حلفائه ولم تبق أحداً بانتظار ما ستُسفر عنه مساع لمّ الشمل بين تيّار المستقبل وحزب القوّات على خلفية الخلاف الذي أتاحته تبعات وترتيبات استقالة رئيس الحكومة الشيخ سعد الحريري وإمكانية بقاء القوّات في الحكومة بعيد تغيير مواقف الحلفاء من الأخصام السياسيين.
 لم يعد حزب الكتائب الحزب المسيحي الأوّل أو الأم إلاّ بالمعنى التاريخي وقد حافظ على حضور لا بأس به ولكن ظروف كثيرة لم تساعده على عودة على بدء كي يكون لسان حال المسيحيين خاصة وأن هناك من حمل خشبة الخلاص بطريقة أنجح واستطاع الوصول الى السلطة بعد أن فقدتها التيارات المسيحية التقليدية ويبدو أن الشارع المسيحي غير معني أو مهتم بموضوع المعارضة كونه قد تربى على السلطة وحزب الكتائب نفسه هو أستاذ مسيحيي السلطة وبالتالي شعارات المعارضة بهذا المعنى مفقودة ولا يمكن التعويل على معارضة بحسابات مسيحية وهنا تقف نقطة ضعف حزب الكتائب وفي الوسط المسيحي تحديداً وهذه النقطة يقابلها نقطة ضعف في الشارع الإسلامي لذا لا تتوفر تقاطعات عملية بين مكونات ذات مصلحة مشتركة بتفعيل صوت المعارضة السياسية.

إقرأ أيضًا: الحريري وجعجع على مفترق طرُق
بتقديري لا توجد يدّ مبسوطة لحزب الكتائب سوى يد واحدة هي تلك المتضررة من الحكم وهي ليست جماعة أو حزباً ولا جهة طائفية أو مذهبية و إنما هي تيار وافد من مشارب مختلفة حاولت أن تخلق فرصاً جدية لمعارضة فعلية ولكنها انتكست نتيجة لأسباب كثيرة ونتيجة لغياب عناصر تقليدية في أي مشروع مقاوم للسلطة المحلية من هنا يبدو أن الفضاء المفتوح أمام حزب الكتائب هو الفضاء الوطني ومن أفق إجتماعي وغير سياسي كيّ يتمكن من مزاولة دوره كطليعي في معارضة السلطة وعليه أن لا يعيد تجربته في دعم محدود لتيار الشارع ومن ثم الإنسحاب منه بعد نفي الأسباب التي تعني الحزب كحزب وترك الآخرين تحت سياط الجلادين.
يبدو أن المرحلة مؤاتية لنائب ورئيس حزب الكتائب كيّ يكون معارضاً قائداً خاصة اذا ما تقاطع دوره مع مصالح داخلية وخارجية محتاجة إلى من يخلق ظروفاً معطلة للظروف التي تسيطر بثقلها على بلد ولصالح مسار سياسي اتضح قوّة تعاطيه مع الآخر من خلال امتصاص غضبه وتوظيف ذلك لغير صالحه وايهامه أنه ربح في معركة خاسرة.
فهل يكون الشيخ سامي الجميل قائداً لمرحلة سياسية تُعيد للكتائب ما فقده من دور مسيحي ووطني؟ وهل يكون الجميل بطلاً لعام 2018؟