البيان (المسخ) المنتظر يريده حزب الله طوق نجاة لسعد الحريري
 

قال، ينتظر اللبنانيون (من غير شر)، البيان الحكومي الجديد الذي على أساسه سيعلن رئيس الحكومة المتريث عودته النهائية عن الإستقالة، وإستئناف عمله والدعوة إلى إنعقاد إجتماعات مجلس الوزراء (السلعدة)!
طبعًا لن يتفاجأ اللبنانيون لا بالنص العربي البليغ الذي سوف يصاغ به البيان، ومن المؤكد أن أحدًا منهم لن يتعب نفسه بالوقوف على مضامينه السياسية وأبعاده الإستراتيجية وخلفياته التأسيسية (اللهم إلا المحللين الإستراتيجيين على شاشات التلفزة). 
معروف بأن البيانات الوزارية وحتى الإتفاقات الخطية والوثائق التفاهمية، لا تعدو أكثر من نصوص إنشائية لا وظيفة لها في القاموس السياسي اللبناني، وأنها تكون مطاطية لدرجة أن الجميع (كلن يعني كلن)، يمكنه الرجوع إلى واحدة من فقراتها عند الحاجة، والمقصود بالحاجة هنا ليس أكثر من الإستشهاد بها في المحاججات والمناكفات الكلامية ليس إلا.
البيان (المسخ) المنتظر، والذي يريده حزب الله طوق نجاة لسعد الحريري، من أجل إنقاذه من "براثن" مخالب محمد بن سلمان، ويؤمن له جسر عبور (كلامي) نحو جمهوره "المستقبل" المتعطش لقطرة إنجاز تروي تصحر إحباطه المزمن. 

إقرأ أيضًا: هل يُطلب من الأسد بسوريا، ما طُلب من صالح في اليمن؟
لن يمانع حزب الله في هذه الفترة، من إعطاء سعد الحريري ومعه ميشال عون من الكلام المعسول والعبارات السيادية ما لا يتوقعونه، طالما أن الهدف الأكبر الآن يكمن في إسقاط "متراس" الحريري من أمام العدو السعودي.
أيها اللبنانيون، لا تتفاجأوا، فالنأي بالنفس عن أزمات المنطقة تحصيل حاصل، والسلاح هو فقط لمحاربة إسرائيل، وحماية لبنان لا يمكن أن تتم إلا من خلال إستراتيجية دفاعية، وعظام طاولة الحوار ستبعث من جديد لمناقشة مسألة سلاح كل الميليشيات، العروبة والعرب والإنتماء العربي هو وجه لبنان الأول والأخير، الدستور والطائف والقوانين مرعية الإجراء هي الحكم، مؤسسات الدولة والمواعيد الدستورية هي قدس الأقداس عند أقطاب الحكومة، الإقتصاد والقطاع المصرفي خصوصًا هو في أعلى إلتزامه بالقرارات الدولية، (وما تشاؤون من عبارات السيادة والعبور نحو الدولة).
أيها اللبنانيون المنتظرون للبيان الحكومي الجديد، أبشركم بأن حزب الله سيعطيكم "نص" قد ينسيكم حتى إعلان بعبدا وورقة التفاهم والإتفاقات الدولية بكل أرقامها... تسلوا به كثيرًا وأفرحوا كثيرًا،  فالحزب مشغول عنكم الآن وعيونه وجل همه على أحداث صنعاء.