يدفع رئيس سلطة الانقلاب، عبدالفتاح السيسي، الأوضاع في مصر إلى جميع الاحتمالات في ظل انسداد الأفق السياسي أمام الجميع، وانهيار الوضع الاقتصادي على الجميع، وفق مراقبين ومحللين.

ويكتنف الغموض المشهد السياسي في مصر في أعقاب حملة السيسي الشعواء على منافسيه المحتملين لانتخابات الرئاسة سواء من المدنيين أو العسكريين، وسط تكهنات بتأزم موقف السيسي على المستوى الداخلي والخارجي، وتراجع شعبيته حتى في أوساط مؤيديه السابقين.


العسكر والشعب خارج الرهان

في هذا الصدد، أعرب رئيس مركز العلاقات المصرية الأمريكية، صفي الدين حامد، عن اعتقاده بأن "الشعب المصري لم يثر ولن يثور إلا إذا وصل إلى حالة ‏من الفقر والجوع تكاد تصل إلى المجاعة والقحط؛ فهو بطبيعته شعب هادئ ومسكين ومستكين، ‏وقد جربه السيسي طوال أربع سنوات ولم يجد أي مقاومة".


وأضاف لـ"عربي21": أنه "يجب الاعتراف أن ثورة 25 يناير ‏قام بها شباب من الطبقة الوسطى، أما الشعب ‏على نطاق واسع فقد تشرب من التعليم الحكومي الفاسد، والإعلام الحكومي الغبي، وسمع للمؤسسة الدينية المنافقه للحكومة والديكتاتور".
 
وشكك في وجود الشجاعة الكافية لدى رجالات الدولة العميقة في الانقلاب على نظام السيسي، قائلا: "لا أعتقد أن هناك في الدولة العميقة من يجد الشجاعة أو المبادئ العليا التي تحثه على المخاطرة، والصدام مع السيسي وعصابتة، أما المجلس العسكري فيبدو لي أنه يعيش في رفاهية بحيث إنه ليس لديه السبب في قلقلة ‏الوضع الذي يعيش فيه".

 وخلص إلى أن "سيناريو ثورة الجماهير، وصورة الجماهير في الشوارع غير واردة، وأن انقلاب العسكر، أو انقلابا على الانقلاب ‏فهو أيضا غير وارد؛ وبذلك لا يبقى إلا سيناريو ثورة الجياع".
 
الانقلاب على السيسي

وتوقع رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي بمجلس الشورى السابق، رضا فهمي، أن تشهد مصر تحولات ضخمة جدا خلال الفترة المقبلة، ولكن يبقى الترقب سيد الموقف لحين اكتمال المشهد بالكامل"، ولكنه أكد أنه "في كل الأحوال أصبح مصير السيسي مهددا، سواء بثورة أو انقلاب عسكري، وأنه في وضع صعب، وربما لا يخرج من تلك التحولات بمصر سالما".

وأكد لـ"عربي21": أن "ترشح ثلاثة أشخاص من المؤسسة العسكرية، هم السيسي، وشفيق، وقنصوة، يضاف لهم احتمال انضمام الفريق سامي عنان، واللواء مراد موافي( رئيس المخابرات العامة السابق) يشي بوجود صراعات وانقسامات داخل المؤسسة العسكرية، وسنرى لأول مرة تنافس 5 أشخاص من الجيش على السلطة".

واعتبر أن مثل هذا التشرذم "يفيد وزير الدفاع صدقي صبحي، ويعطيه مبررا للانقلاب على السيسي؛ بدعوى الحفاظ على تماسك الجيش، وعدم دخوله في صراعات وتحزبات على السلطة؛ وأن من شأن ذلك أن يؤدي إلى انهيار الدولة المصرية، وتعريض أمنها القومي للخطر".


ورجح "فهمي" أن "يحدث انقلاب على السيسي، إذا ظلت الأجواء على ما هو عليها من تفكك وتشرذم، إلا إذا حدثت تفاهمات بين متنافسي المؤسسة العسكرية، ولكنه أمر صعب بسبب التجاذبات الإقليمية والدولية بشأن من يحكم الآن، ومن يعتزم الترشح، والتصدي للمشهد بمصر".

جميع الاحتمالات متاحة


من جهته؛ قال رئيس مركز الحوار المصري الأمريكي بالعاصمة الأمريكية واشنطن، عبد الموجود الدرديري، لـ"عربي21": إن "الوضع في مصر الآن منفتح على جميع الاحتمالات، ولايمكن استبعاد أي احتمال إلا استمرار الوضع على ما هو عليه الآن".


وأوضح أن "الوضع الآن على كل المستويات أسوأ من وضع مصر قبل ثورة يناير 2011؛ فالمجال السياسي مغلق تماما، وأمام الجميع حتى على من هم محسوبون على المؤسسه العسكرية".


وأكد أن "الوضع الاقتصادي يزداد سوءا كل يوم، وكذالك الوضع الإجتماعي والسياحي وغيره، فمن الممكن أن ينفجر الوضع الشعبي، ومن الممكن أن يتحرك بعض الشرفاء من المؤسسة العسكرية، ومن الممكن تحرك الدولة العميقة ضد السيسي"، ولكنه رجح "أن يكون السيناريو المحتمل هو خليط من هذه الاحتمالات".

 

محمد سندباد