هل تصدق ايها اللبناني ان ابناءك هم ضحية هذه السياسة العمياء التي استنسخت هذا العام طبق الأصل عن الاعوام السابقة والماضية ؟
 

ودع تشرين شقيقه الثاني وانتفض كانون يسأل عن العام الدراسي ومصير الكتاب المدرسي وعن اولياء وأهالي معذبين يجوبون المكتبات الخاوية من الكتاب المدرسي على مدى ايام الأسبوع
يكاد ينقضي الفصل الأول ولم يتعرف حوالى اربعين بالمئة من تلاميذ البقاع الا على لوائح واغلفة كتب مفقودة من المكتبات الا بعض من تلاميذ محظوظين حصلوا على بعض من كتبها فيما غابت الكتب عن القسم الآخر منهم.
لم يكن هذا الا لافتقاد وغياب الرقابة والمتابعة من الجميع وخصوصاً من وزير التربية الذي يصدر المذكرات تلو المذكرات الا ان الكلمة الأقوى هي للعابثين بمستقبل الأجيال  بعدما ادخلوا  مصير  الاجيال من ابناء الفقراء في ميزان ارباحهم. 
هل تصدق ايها اللبناني ان ابناءك هم ضحية هذه السياسة العمياء التي استنسخت هذا العام طبق الأصل عن الاعوام السابقة والماضية بعدما امنت الأمم المتحدة جميع الكتب للطلاب السوريين وبقيت انت وعائلتك باحثاً بين مراكز دور النشر والمكتبات وبدون جدوى عن كتاب ولو بسعر اعلى من ثمنه الرسمي ودفع ثمنه عشرات المرات ذهاباً واياباً من قريته او بلدته مهما كانت هذه المكتبات قريبة.  
لقد وقع هذا اللبناني ضحية دور النشر «المتكالبة» على طبع الكتاب المدرسي في مناقصات تم تخفيضها هذا العام 46 بالمئة عن العام الماضي في وقت يتحدثون بها عن خسارة ويشكون بها مظلوميتهم، وقد اوصلت المنافسة بين دور النشر  سعر الكتاب الى500 ليرة لبنانية للتربية المدنية و1800 ليرة لكتاب الجغرافيا في مرحلة التعليم الأساسي الابتدائي فكتب الروضات والحلقة الاولى مفقودة تماما من الأسواق والمكتبات، فطباعة الكتاب اعلى من كلفة الطباعة ولكن ما هو السر وما يكمن او يختبىء وراء الأكمة؟ 
والطالب لا يستطيع الحصول على كتاب الا اذا كان محظياً في بداية العام الدراسي 
ان وراء القضية شيئاً ما كما يروي صاحب احدى المكتبات فيقول لم اكن اعرف ما هو سر القطبة المخفية في الكتاب المدرسي الرسمي المقرر حتى جاءت الى مكتبتي امرأة افريقية من اصول لبنانية تسأل عن كتاب للتربية المدنية العام الماضي ولما ناولتها الكتاب سألت عن سعره فقلت لها خمسمئة ليرة لبنانية فعادت وكررت السؤال اكثر من مرة وفي المرة الثالثة قلت لها لا اريد ثمنه احتفظي به مجاناً وعلى حسابي. 
ساعتئذ نادت زوجها من سيارته الفارهة وسألته امامي بكم اشترينا هذا الكتاب من افريقيا. 
فرد بستة عشر دولاراً فدمعت عينا المرأة وتركت الف ليرة على الطاولة وغادرت وهي تتمتم ولم اعرف سر التمتمة ربما كشفت السر.

إقرأ أيضا : أهالي البقاع : خذوا كل مساجدكم وأعطونا مصنعاً واحداً

تهريب الكتاب المدرسي   

لكني تيقنت وبعد بحث مستفيض ان  الكتاب المدرسي اللبناني يتم تهريبه الى اكثر من قارة في افريقيا واوروبا واميركا اللاتينية وهو يطبع بدون سعر عكس الكتاب اللبناني وكل ذلك بدون رقابة او محاسبة ويباع بسعر اعلى الى الدول المستوردة بينما يحرم طلابنا الكتاب المدرسي المقرر بحجة الخسارة هذا الكتاب الذي اجهد دار البحوث والانماء عناء التأليف. 
كل هذا يجري على مرأى ومسمع من وزير التربية الذي  اصدر تعميماً  على المدارس ان هناك ازمة وان الكتب المفقودة ستصدر وتتأمن تباعاً. 
ابشروا ايها الطلاب كاد ان ينقضي ثلث العام الدراسي والكتب مفقودة حتى ان بعض المكتبات في مدينة بعلبك تطالب بآلاف الكتب وطلب بعض النسخ منها وصل الى الستمئة كتاب هذا في مكتبة واحدة فكيف بسائر المكاتب الموزعة على المدينة والمحافظة والبقاع.

 اسباب الازمة  

ويلخص صاحب المكتبة الذي زودنا بالمعلومات دون ان يذكر اسمه أسباب الأزمة :
1 - تسليم الكتب المدرسية مباشرة الى الundp 
 2- تهريب الكتاب المدرسي الرسمي وبكميات تفوق الخيال الى افريقيا وأوروبا وسائر اقطار الوطـن العربي واميركا اللاتينية حيث يبـاع الكتـاب مثل كتـاب التربية للرابع الابتدائي بـ 500 ليرة فيما يباع الكتاب نفسه المطبوع في لبنان بأفريقيا بـ 16 دولاراً اميركياً.
3- توزيع الكتاب مباشرة من دور الطباعة الى موزعين في المناطق ما يجعله مفقودا في مكان وموجوداً في مكان اخر قبل نفاد الكمية المطبوعة فيكون المتعهد نفسه هو الموزع في آن واحد وبسبب التوزيع الزبائني وفق المحسوبيات دون اي اهتمام بوصول او عدم وصول الكتاب للطالب او المنطقة. 
4 -عدم تخزين الكتاب الرسمي في مكان مخصص واحد ليسهل نقله الى المناطق وانما تخزينه في ثلاثة  مستودعات مما يحد من عملية توزيعه ونقله. 
5 -حصر الطباعة بثلاث شركات رست عليها المناقصة وهي :
شركة شمص للطباعة والنشر، شركة المطبوعات للتوزيع والنشر، شركة مكتبة لبنان. 
اما الشركات التي لم تفز بنعمة الطباعة لهذ الكتاب فهي شركـة دار المـفيد، شركـة سبيـرال، شركة الشمال. 
فأذا كانت ثلاث شركات تطبع هذا الكتاب يحق لنا كمواطنين ان نسأل عن هذا الكتاب من اجل انقاذ ما تبقى من العام الدراسي.

 كتب مفقودة  

صاحب مكتبة ثانية في بعلبك يقول ان كتب الحلقة الأولى مفقودة تماما من الاسواق والمكتبات لان نصيب لبنان من الكتب المطبوعة في لبنان لا يتعدى العشرين بالمئة بينما تهرب باقي الكميات الى الخارج وبدون تسعير لتباع في الخارج وفق الدولة التي يهرب اليها الكتاب ما بين 16 الى 20 دولاراً اميركياً. 
ويضيف لقد جنى متعهدو الكتاب الرسمي المليارات بينما تركوا اطفالنا وطلابنا بدون كتاب او مستقبل حصروه بأيديهم بسبب جشعهم. 
ويسأل صاحب المكتبة لماذا لا نضع جدولة للطباعة في فصل الصيف اذا كانت المسألة مسألة وقت بدل الانتظار حتى كانون ليبقى الطلاب بدون كتب. 
ويتابع الانكى ان مفتشي وزارة التربية يتابعون ويقومون بجولات على المدارس من باب رغع العتب وبدون  نتيجة تسجل لهم في هذا لمضمار.  
ويسأل لماذا لا يمر الكتاب الرسمي الوطني عبر وزارتي الاقتصاد والتربية لتحدد هي  سعر الكتاب ولماذا لا تتابع  قضية  الكتب المهربة او المصدرة الى الخارج بدون تسعيرة وبدون حسيب او رقيب. 
وهنا لن ندخل في موضوع تزوير الكتب الأجنبية ونوعية الطباعة والورق وهناك بعض الكتب التي تستورد من اوروبا لتباع بلبنان بـ 57 دولاراً تطبع في لبنان بكلفة خمسة الى ستة دولارات وتباع بالسعر نفسه رغم رداءة نوعية الورق وعدم وضوح الصور فمن يتابع ؟
المدرّسة ف. ك. في احدى مدارس غرب بعلبك. 
تقول وصلتنا دفعة جديدة  من الكتب الى المدرسة التي ادرس فيها كمتعاقدة  اليوم لكن ما زالت معظم الكتب غير متوافرة لا في المدرسة او في المكتبات رغم الالحاح والمتابعة الدائمة من مدير المدرسة هناك قسم كبير من الطلاب ما زالوا يفتقدون الكتب علما اننا اصبحنا على ابواب الفصل الثاني وعلى مسافة قريبة من عطلة  الأعياد. 
واضافت نعاني مع الطلاب بسبب تصوير الحلقات والدروس وبعض من الطلاب يهمل ذلك
علي. ش. ولي امر احد ثلاثة طلاب جاء يبحث عن كتب مفقودة في المدرسة وفي المكتبات يقول اعمل بالزراعة  الا يكفي هذه المنطقة ما تعانيه من الحرمان في قطاعات الدولة التي حرمنا منها نسعى لتعليم اولادنا في المدارس الرسمية من اجل مستقبل لائق  وعلى ابواب الفصل الثاني لم نتمكن من العثور على الكتب وكأن لعنة الآلهة قد حلت على هذه المنطقة. 
كفانا اذلال حتى ان الامور وصلت الى الكتاب المدرسي.
نكتفي بهذا العرض البسيط دون التطرق الى الكتب التي تتبدل وتطبع بنفس المحاور لكن بطبعات جديدة مع تغيير سنوي في الاسعار واحيانا تصل بالطابع الى تغيير جملة واحدة او جملتين على سبيل المثال  كتاب تاريخنا الجديد يرتفع كل سنة خمسة الاف ليرة مع طبعة جديدة تحتوي الدورات الرسمية للعام الذي قبله علما ان هذه الدورات موجودة في الشامل للدورات الرسمية. 
وهناك طبعة 2011 و2012 و2018 مع زيادة سعرية خمسة الاف ليرة تصاعدية  لكل طبعة جديدة. 
ويبقى السؤال لماذا يحدد سعر الكتاب الرسمي 1800 ليرة ونفس الكتاب بنفس المقرر والمحاور في الصف نفسه بـ 20000 ليرة في المدارس الحاصة وهو يطبع بنفس الشروط والمواصفات. 
ناهيك بحصرية بيع الكتاب في المدارس وما تحققه هذه المدارس من ارباح.