ماذا لو كان ثمن إستمرار الأسد بالسلطة هو مهمة إخراج حزب الله من سوريا؟
 

الأخبار المفاجئة التي ترد من اليمن حول المعارك الضارية في العاصمة صنعاء بين حلفاء الأمس، الحوثيون من جهة وقوات الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح من جهة أخرى والتي أدت بحسب المصادر الإعلامية إلى ما يشبه طرد الحوثيين من أكثر المواقع حساسية (وزارة المالية - مبنى التلفزيون - مقر الرئاسة - البنك المركزي) وسقط نتيجة هذه المعارك حتى اللحظة أكثر من 80 قتيل و150 جريح.
هذه الأخبار الصادمة، وبالرغم من فجاعتها كانت لتعتبر شبه عادية في بلد تعمه الفوضى والحروب لو أنها لم تتزامن مع طبخة تسووية كبرى وضعت على نار حامية في المنطقة، عنوانها الأساسي (التسوية)، هو تقويض النفوذ الإيراني بالمنطقة مما يوحي بأن ما يجري باليمن من تحولات ما هو إلا واحدة من معالم هذه التسوية وليست حادث عابر بالخصوص إذا ما أخذنا بعين الإعتبار نداء الرئيس المخلوع للقبائل والعشائر بضرورة المواجهة، وخطاب عبد الملك الحوثي بعيد المعارك وتوصيفها بأنها معارك تهدف إلى السيطرة على العاصمة.

إقرأ أيضًا: مشاورات في الزمان الخطأ
وبالعودة إلى سوريا، وما يخطط لها وما يحكى عن تجاذبات عنوانها الأول تقاسم النفوذ على جغرافيتها في مرحلة ما بعد داعش، والإصرار الإسرائيلي لعدم تواجد أي قوات إيرانية أو من يدور في فلكها ليس فقط في الجنوب السوري وإنما على كل الأراضي السورية، وهذا ما حملته رسالة الغارة الإسرائيلية الأخيرة (بالأمس) على قاعدة إيرانية في منطقة الكسوة قرب دمشق.
يضاف إلى هذا، تقاطع المصالح الروسية الإسرائيلية بإخراج الإيراني وحلفائه من سوريا، واعتبار الأسد المتمسك بكرسي السلطة مهما كلف الثمن هو روسي الهوى أولًا وأخيرًا، وهذا أيضًا ما أكده بزيارته المفاجئة ولقائه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في إستدعائه الأخير.
يصبح من بديهيات الأمور طرح السؤال الكبير: ماذا لو كان ثمن إستمرار الأسد بالسلطة هو مهمة إخراج حزب الله من سوريا كما يتم إخراج الحوثيين من صنعاء؟!