قد ولّى على ما يبدو عهد الصقور والرؤساء الأقوياء، وباتت الكلمة الفصل لسيد المقاومة كما يُغرّد صُبح مساء سيدُ الشاشات علي حجازي دام ظلُّه
 

أولاً: الرئيس بري: المجلس سيد نفسه

لطالما تباهى الرئيس نبيه بري، فيما مضى، بالقول أنّ المجلس (النيابي) هو سيد نفسه، وكرّر ذلك في أكثر من مناسبة وأكثر من مرّة. والأدهى أنّ ذلك الادعاء لم يخرج عن تلك "البهورات" التي كان يطلقها الرئيس بين الفينة والأخرى، فينال لقاء ذلك التصفيق والمباهاة، حتى داهمته معضلة التمديد للرئيس الراحل الياس الهراوي عام ١٩٩٦ في ظل الوصاية السورية، وإذ بالرئيس الراحل حافظ الأسد يُعلن من القاهرة العزم الأكيد على التمديد لولايةٍ ثانية للرئيس الهراوي، وإذ بالمجلس "سيد نفسه" ينقلب بين ليلةٍ وضحاها بأمر السيد القابع في القرداحة من قاهرة المعزّ.

إقرأ أيضا : بري : العلاج الشافي لكل ما في المنطقة هو بالمصالحة الايرانية ـ السعودية

ثانياً: عقاب صقر: الحريري سيد نفسه

اليوم، يقول النائب عقاب صقر و"ببهورة" مشهودة هذه المرة بأنّ الرئيس الحريري هو سيد نفسه، وليس موظّفاً عند الأشقاء السعوديّين، ولك أن تُخمّن بعد ذلك: هذا تصعيد في وجه المملكة السعودية، أم هو نوع من "شرب حليب سباع" في وجه الداخل اللبناني، وتبقى الطامة الكبرى أنّ ما حصل في المملكة في الرابع من تشرين الثاني ٢٠١٧، لا يسمح بتاتاً لرئيس الحكومة أن يكون سيد نفسه اتجاه السعودية، كما أنّ الوضع الشاذ للرئيس "المُتريّث"، مع توافقٍ مُستجد وطارئ بين رئاستي الجمهورية والمجلس النيابي لا تسمح أبداً في مواجهة جادة داخلية بوجه حزب الله "سيد نفسه، فقد ولّى على ما يبدو عهد "الصقور" والرؤساء "الأقوياء"، وباتت الكلمة الفصل لسيد المقاومة كما يُغرّد صُبح مساء سيدُ الشاشات علي حجازي دام ظلُّه.