الموقف اللافت كان من حزب الله الذي أعلن موقفه بكل وضوح وعدم تخليه عن الرئيس سعد الحريري كونه رئيساً للحكومة اللبنانية
 

الخلاف لا يمنع من الإنصاف،والإختلاف لا يمنع من الموضوعية، وانطلاقاً من الهوية الوطنية اللبنانية وإيماناً ببناء الدولة والانتماء والعيش تحت سقف الدولة والقانون، حتى لا نبقى مكشوفي الرأس في العراء التاريخي ولا تقذفنا السياسات الخارجية في البيع والمزاد العلني في سوق التجار والباعة، ليبقى الولاء في الوطن الذي هو الجامعة المشتركة بين جميع أبنائه ومكوناته السياسية وجميع الطوائف والأحزاب مهما تباينت في العرق والاتجاه بالرغم من وجود الفوارق الطائفية والقومية مهما بلغت من القوة فإنها لا تستطيع التغلب بحال من الأحوال على تلك الجامعة الوطنية،والتي برهنت صدقيتها وتجلت حيال وضع الرئيس سعد الحريري في المملكة السعودية من دفعه إلى إعلان إستقالته المشوبة بشيء من عدم وضوح بالرؤية حول وضعه الشخصي أولاً، وحول مبررات الدافعة للإستقالة ثانياً، فكان الموقف الوطني من كافة شرائح اللبنانيين جمعيات وجماعات، وطوائف وأحزاب وأقليات وأفراد، ومن ضمنها الموقف اللافت من حزب الله الذي أعلن موقفه بكل وضوح وعدم تخليه عن الرئيس سعد الحريري كونه رئيساً للحكومة اللبنانية، ومن حيث كونه رئيس تيار أساسي في بناء الدولة، رغم الإختلاف في السياسة والأدلجة، هاتيك أيضاً موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أثبتت مواقفه في تلك المرحلة حرصاً وطنياً على أساس الشراكة الحقيقية، والداعمة من رئاسة المجلس النيابي دولة الرئيس نبيه بري.

اقرأ أيضا : ثقافة كنس الإمبريالية!
لهذا نحن نؤمن بأن الجميع من خلال مواقفهم هم جديون وصادقون عندما أكدوا تمسكهم وتماسكهم ببقاء الدولة وبنائها رغم المعاناة التي حلَّت على بلدنا، أليست هذه المواقف دليل خير وعافية وتحمل المسؤولية اتجاه لبنان وحمايته، فكما كانت الحماية عسكرية كانت بعينها سياسية من أجل بقاء الدولة، إذن فلا ننظر إلى حزب الله كونه مرتبطاً عقائدياً، وهذا أمرٌ لا ضير فيه، كما أنَّ جميع الأحزاب اللبنانية والطوائف على إختلافها هي مرتبطة من هذا الجانب، نعم يكون الخوف فيما لو كان الإرتباط على حساب البلد وشعبه، من هنا نرى أن النبي عيسى المسيح (ع) مجدَّ قومه وأتباعه وكذلك النبي محمد (ص) قائلاً: " أنتم ملح الأرض،" وهم حقاً ملحها، لأنهم يحملون طعام الأنبياء الذي باركته السماء، وهذا الوطن والوجه المضيء الذي طوَّبه أنبياءه وأوصيائه بالمحبة والعطاء، نراه في هذه المرحلة يتغلَّب على ظلام الفتنة، نعم ما أحوجنا إلى هذه الروح العالية والحس الوطني بعيداً عن أي تدخلٍ خارجي على حساب الوطن، فنرى المحبة والإيمان في كل مسجدٍ وكنيسةٍ للدفاع عنه في كل المحن والقضايا الساسية والأمنية والإقتصادية والثقافية، وأن يبقوا جميعاً على الأرض بعيداً عن هدم كيان المؤسسة التي تحمي الجميع،وتعلمنا محبة الوطن والناس وبالتالي هي محبة الله تعالى.