طهران تحتكر إدارة ملف سلاح حزب الله، وتربط حل أزمة لبنان بصواريخها الباليستية
 

تسعى إيران إلى تبني جهود حثيثة لتخليص حزب الله من نقاش الأزمة اللبنانية في مجملها، عبر الإعلان عن أن سلاح الحزب غير قابل للتفاوض، ضمن محاولة لدفع المجتمع الدولي إلى مناقشة هذه المسألة الإستراتيجية مع النظام الإيراني مباشرة.
ونقلت صحيفة "العرب اللندنية" عن مصادر برلمانية لبنانية أن إيران تؤكد من خلال موقفها أن لبنان ورقة في يدها من ضمن أوراق عديدة في المنطقة، كما تؤكد دون لبس أن حزب الله أداة لا يملك أي هامش في المسائل الاستراتيجية كمسألة سلاحه.
وفي هذا السياق أطلقت إيران عبر الحديث عن سلاح حزب الله، رسائل إلى النظام السياسي العربي برمته كما إلى الرياض وباريس والقاهرة، مفادها أن مفتاح أي حل في لبنان موجود في إيران وعلى من يهمه الأمر التفاوض معها.
وتسعى طهران إلى تخفيف الضغوط الخارجية والداخلية على الحزب، والتي تزداد وتيرتها منذ إعلان رئيس الحكومة اللبنانية استقالته من الرياض في 4 نوفمبر الجاري.
ومن ناحيته نقل التلفزيون الرسمي عن قائد الحرس الثوري الإيراني محمد علي جعفري أن الحرس الثوري سيلعب دورًا نشطًا في تحقيق وقف إطلاق نار دائم في سوريا، مؤكدًا أن نزع سلاح حزب الله غير قابل للتفاوض، مضيفًا يجب تسليح حزب الله لقتال العدو الإسرائيلي وحماية أمن لبنان، هذه مسألة غير قابلة للتفاوض، مكررًا الحديث عن موقف طهران في ما يتعلق بتطوير صواريخ باليستية، قائلًا إن أهداف البرنامج الصاروخي الإيراني دفاعية وإنه ليس محل تفاوض، وختم حديثه بقوله لن تتفاوض إيران على برنامجها الدفاعي ولن تجرى محادثات بشأنه.
وتأتي تصريحات جعفري في وقت تبدو إيران فيه في مأزق متصل ببرنامجها للصواريخ الباليستية. وربطت طهران مسألة سلاح حزب الله بحديث دولي عن ضوابط جديدة لبرنامج الصواريخ الباليستية في إيران، وكأنها توحي بأن كافة الملفات يجب أن تطرح على الطاولة لتحديد مستقبل إيران ودورها وحصتها في شؤون المنطقة.
وأضافت الصحيفة نقلًا عن مصادر دبلوماسية غربية في بيروت إن التصريح الصادر من طهران يراد منه إعادة مسألة سلاح حزب الله إلى المربع الأول الذي بناء عليه خرجت تسوية أنتجت العهد برئاسة ميشال عون، إذ أن اعتبار سلاح الحزب مشكلة إقليمية تتم مقاربتها وفق ترتيبات من خارج لبنان.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد قال أثناء زيارته الخليجية، التي شملت الإمارات والسعودية (8-9 تشرين الثاني الجاري)، إن الإتفاق النووي لم يعد كافيا، مطالبًا باتفاق جديد يشمل البرنامج الصاروخي أيضًا، وأضاف ماكرون أن على طهران أن تكون أقل عدوانية تجاه المنطقة ويجب أن توضح الإستراتيجية المتعلقة ببرنامجها للصواريخ الباليستية.