حزب الله لا يملك حرية قراره ليقدم على هكذا سياسة
 

طرحت أزمة إستقالة الرئيس سعد الحريري العديد من المواضيع الخلافية والمتراكمة منذ عام 2005 حتى اليوم وفي طليعتها مشكلة سلاح حزب الله ومشاركته في حروب المنطقة.
وإن كانت إستقالة الحريري التي أعلن عنها من الرياض جاءت بسياق التصعيد ضد حزب الله ولرفع الصوت عاليا ضد مشاركته في حروب المنطقة من اليمن إلى سوريا مرورا بالبحرين والعراق فإن الإشكالية الأكبر هي هل يملك حزب الله هامش من الحرية يسمح له لأن ينأى بنفسه عن حروب إيران في هذه البلدان؟
وهكذا سؤال يعتبر جوهري وأساسي لكن المطلعون على أحوال حزب الله يدركون جيدا أن الحزب مرتبط إرتباطا وثيقا بولاية الفقيه وهذا الإرتباط قائم على مفهوم الطاعة العمياء للولي الفقيه بإعتباره ظل الله على الأرض وبالتالي ما يصدر عنه هو كلام الله والراد عليه كالراد على الله ورسوله.

إقرأ أيضا : بانوراما لبنان الجديد : الحريري يتريث بإستقالته وإجتماع للمعارضة السورية في الرياض
وإنطلاقا من هذه الخلفية العقائدية والجهادية لحزب الله يرى كثر إستحالة في أن يقدم الحزب فعليا على هكذا خطوات كونه يدرك أن قرار حياته ومماته بيد الإيرانيين وبالتالي سيكتفي حزب الله بالأقوال ولن يترجمها أفعالا كون معارك إيران في المنطقة لم تنته بعد والتسوية لم تحن.
وعليه ، فإن سياسة النأي بالنفس تبدو ثقافة بعيدة كليا عن مفاهيم وأولويات حزب الله في هذه الفترة بسبب ولائه التام للسياسة الإيرانية التي تطلب منه  المشاركة في حروب المنطقة.