مرجعية وئام وهاب كما بات معروفاً الولي الفقيه في إيران، والذي انتُدب بهبة مالية متواضعة لم تتجاوز ستين مليون دولار
 

أولاً: نظام المتصرفية

في تاريخ لبنان، نظام " المتصرفية" الذي أعقب الحرب الأهلية الدامية التي شهدها جبل لبنان بين الدروز والمسيحيين أواسط القرن التاسع عشر، وبلغت ذروتها عام ١٨٦٠، ممّا أدّى إلى تدخل القوى الأوروبية (فرنسا، بريطانيا، النمسا، روسيا، وانضمت إليها إيطاليا عام ١٨٦٧) ، وأعاد النظام الجديد دمج قائم-مقامتي جبل لبنان حسب نظام ١٨٤١-١٨٦١ في "متصرفية" واحدة، والمتصرفية هي أول وحدة إدارية عثمانية تلي الولاية يحكمها "متصرف"، ويتمتع المتصرف بصلاحيات واسعة، ويجب أن يكون عثمانياً مسيحياً من غير العرب، وتعود مرجعيته للباب العالي في اسطمبول.

إقرأ أيضًا: أحمد الايوبي ومارسيل غانم ... حرّية الرأي ونعمة الحرية أقوى من سيف النقمة

ثانياً: وهاب المتصرف

يتصرف الوزير السابق وئام وهاب هذه الأيام باعتباره متصرفاً واسع الصلاحية في الجبل اللبناني، يصول ويجول في كافة الشؤون والمجالات آمرا ًناهياً، يوزع صكوك الوطنية والقومية، ويوجّه تُهم العمالة والخيانة، وفي إطلالاته التلفزيونية التي أعقبت استقالة الرئيس سعد الحريري لم يُوفّر أحداً من المقامات حتى أذاقهُ نصيبه، ولم يسلم هذه المرة الزعيم الجنبلاطي، فشنّ عليه عبر قناة الotv هجوماً حاداً ، ودعاهُ صراحةً "حلّ عنّا بقى" ، على وليد جنبلاط أن يخرس "بقى"، فقد ضاق ذرعاً به المتصرف، وهو إذ تأخذهُ الحميّة على النساء الدرزيات لن "يُساير" أحداً بعد اليوم، وإذ يزهو وهاب بانتصارات المقاومة، فهو يستطيع التطاول والتجريح والتّشنيع بحقّ قادة المملكة السعودية، ولم لا؟ فهو منذ زمن استعمال "صرمايته" للتّشبيهات المختلفة لا يتعرض للمساءلة والملاحقة القضائية بتُهم بثّ الفتن، ونشر الأضاليل والترهات وتعريض السلم الأهلي للمخاطر، والقدح والذم لشخصيات عامة ومسؤولة، أو تعكير العلاقات مع الدول العربية والصديقة، أو الاستعراض "شبه الميليشياوي"، وهذا غيضٌ من فيض معالي الوزير وهاب، في حين يُستدعى للمساءلة صحافيٌ من هنا وإعلاميٌ من هناك، بمسائل لا ترقى إلى "صرماية" وهاب. لذا من الممكن تشبيه الوزير وهاب بمتصرف جبل لبنان أواسط القرن التاسع عشر، كانت مرجعية المتصرف للباب العالي، ومرجعية وهاب كما بات معروفاً الولي الفقيه في إيران، والذي انتُدب بهبة مالية متواضعة لم تتجاوز ستين مليون دولار، أنفقها كلها الوزير في بناء مستشفى. أمّا "الأزلام" فيصرف عليهم وهاب من جيبه الخاص.
أيام المتصرفية قيل: " هنيئاً لمن له مرقد عنزة في جبل لبنان " واليوم يُقال: " هنيئاً لمن له موطئ قدم في متصرفية وئام وهاب."