ترقب وحذر لتداعيات الازمة العربية اللبنانية

 

المستقبل :

بلسان عربي مؤتمن على نقل الصورة بأبعادها الواضحة للبنانيين حيال مقررات اجتماع القاهرة أمس الأول، تحدث الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط بالأمس من بيروت تبديداً لأي لغط في قراءة الموقف العربي حيال لبنان وتأكيداً لاستمرارية الحرص العربي التاريخي على أمن واستقرار الساحة اللبنانية. وبهذا المعنى جاءت تصريحات أبو الغيط المتعاقبة منذ لحظة وصوله إلى مطار رفيق الحريري وصولاً إلى قصر بعبدا وعين التينة لتركّز على نقطة مركزية أساس تتمحور حول تظهير تفهّم العرب «لتركيبة لبنان وخصوصيته» وعدم رغبتهم في إلحاق «أي ضرر» به ولا جعله «مسرحاً لأي صدام عربي – إيراني».

الموقف الداعم لاستقرار لبنان الذي أكده الأمين العام لجامعة الدول العربية أمام رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري، وردّده مراراً وتكراراً على مسامع الإعلاميين واللبنانيين، أتى بالتوازي مع تسليطه الضوء بشكل واضح وصريح على رسالة الحزم العربية في مواجهة التدخلات الإيرانية تعبيراً عن «الضيق من النهج الإيراني في الإقليم العربي»، كما قال أبو الغيط في معرض توصيفه مضامين القرار الصادر عن اجتماع وزراء الخارجية العرب والذي أتى

في سياق «إحاطة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي بالأداء الإيراني» في المنطقة. أما في ما خصّ توصيف «حزب الله» بالإرهاب مع الإشارة إلى كونه مشاركاً في الحكومة اللبنانية، فأوضح أنّ «أحداً لا يتهم الحكومة اللبنانية بالإرهاب إنما هي إشارة تأتي في سياق لفت الانتباه إلى أنّ أحد شركاء الحكم متهم بهذا»، وأضاف: «نتصور أنها وسيلة بشكل غير مباشر لمطالبة الدولة اللبنانية أو الحكومة اللبنانية بالتحدث إلى هذا الشريك وإقناعه بضبط أدائه وإيقاعه على الأرض العربية، وبما لا يؤدي إلى تحالف مع قوى غير عربية، هذا هو المقصود»، مع تذكيره في هذا المجال بـ«الصواريخ الباليستية التي تلقتها الأطراف العربية وتحديداً المملكة العربية السعودية» من اليمن.

وكان عون قد شدد في حديثه مع الضيف العربي على ضرورة النأي بلبنان عن صراعات المنطقة مؤكداً أنه «ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية وهو لم يعتد على أحد، وبالتالي لا يجوز أن يدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي لا سيما وأنه دعا دائماً إلى التضامن العربي ونبذ الخلافات وتوحيد الصف»، مسجلاً رفضه «الإيحاء بأنّ الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية». وكذلك فعل بري من خلال اعتباره أنّ «القرار بعنوان الحكومة اللبنانية غير موفق على الإطلاق إن لم يكن مسيئاً في ظرف التموّج الحكومي الحاضر»، معيداً التشديد على أهمية «المصالحة بين المملكة العربية السعودية وإيران» بوصفها كما يراها بري «أوفر بكثير مما حصل ويحصل».

وأمس، برز على شريط العلاقات الديبلوماسية العربية – اللبنانية خبر وصول السفير الجديد لخادم الحرمين الشريفين في لبنان وليد اليعقوب إلى بيروت لمزاولة مهامه رسمياً. وكان في استقبال السفير السعودي في مطار رفيق الحريري الدولي عند مدخل الطائرة مدير المراسم في وزارة الخارجية بالتكليف السفير عساف ضومط، وسفراء الكويت، الإمارات، مصر، العراق، سلطنة عمان، تونس، المغرب، فلسطين، الجزائر، السودان، بالإضافة إلى الوزير المفوض القائم بالأعمال السعودي وليد البخاري وطاقم السفارة السعودية. وبعد استراحة قصيرة في صالون الشرف غادر اليعقوب المطار من دون الإدلاء بأي تصريح وسط إجراءات أمنية مشددة.

التسجيل الاغترابي

في الغضون، انتهت عند منتصف الليلة الماضية عملية تسجيل المغتربين اللبنانيين أسماءهم في قوائم البعثات الديبلوماسية في دول الانتشار وعلى الموقع الإلكتروني والتطبيق الهاتفي المخصصين لهذه العملية. وحتى ساعات الليل أظهرت النتائج الأولية الرسمية لدى وزارة الخارجية والمغتربين إقبالاً اغترابياً كثيفاً على التسجيل الانتخابي فاق الـ90 ألفاً في الموقع الإلكتروني حسبما أعلن الوزير جبران باسيل من مقر الوزارة قبيل ساعات من إقفال باب التسجيل.

 

الديار :

هل سقطت التسوية السياسية في لبنان نتيجة حرب اليمن وتصاعد المواجهة السعودية ـ الإيرانية الى اقصى حدود، لان رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والرئيس سعد الحريري عندما وصلا الى الحكم جاءا ضمن تسوية إيرانية ـ سعودية تحت رعاية دولية. 
وكانت التسوية ان الرئيس ميشال عون جاء بدعم من حزب الله، الذي لم يؤيد الوزير سليمان فرنجية، ووصل العماد عون أيضا عبر تحالف الدكتور سمير جعجع مع عون مما أدى الى جبهة مسيحية كبيرة أدت الى عدم وصول الوزير فرنجية ووصول الرئيس ميشال عون الى رئاسة الجمهورية.
في المقابل، تسلم الرئيس سعد الحريري تشكيل الحكومة ورئاستها، والتسوية كانت هي مشاركة السعودية في الحكم في لبنان من خلال الرئيس الحريري وحلفائها خاصة من الطائفة السنيّة وأحزاب مسيحية، وعندما وصل الرئيس الحريري منذ 10 اشهر كان يعرف ان حزب الله مضى على قتاله في سوريا 3 سنوات وعلى قتاله في العراق 3 سنوات وعلى دعم حزب الله للحوثيين في اليمن منذ 3 سنوات، ومع ذلك تولى تشكيل حكومة لبنان. فما الذي حصل الان كي يقرر الرئيس سعد الحريري استقالته مطالبا بالنأي في النفس عن التدخل خارج لبنان وهو عندما وصل الى رئاسة الحكومة منذ 10 اشهر كان حزب الله منذ 3 سنوات يقوم بالتحرك في دول المشرق العربي ودعم الحوثيين.
 

 

 

 حرب اليمن أسقطت التسوية السياسية


ان سبب سقوط التسوية السياسية في لبنان هي حرب اليمن، حيث ارتفعت المواجهة السعودية ـ الإيرانية الى اقصى حد، ذلك ان الحرب ضد نظام الرئيس بشار الأسد من قبل التكفيريين ودعم تركي ـ خليجي واميركي واوروبي سقط وانتصر نظام الرئيس بشار الأسد بفعل مشاركة حزب الله في القتال في سوريا والإيرانيين وخاصة الدعم الجوي الروسي والميداني لنظام الرئيس بشار الأسد.
ثم في العراق انتصر الجيش العراقي والحشد الشعبي الذي هو تحت النفوذ الإيراني والعراق تقريبا هو في تحالف او تحت النفوذ الإيراني وسقط المشروع الخليجي في العراق. 
اما في اليمن، فبعد انقلاب الرئيس علي عبد الله صالح والحوثيين على الرئيس عبد الهادي فان السعودية شنّت حربا هي عاصفة الحزم ضد اليمن. وواجهت حربا ضروسا مع الحوثيين وجماعة المؤتمر الشعبي التابع للرئيس علي عبدالله صالح. 
واستعملت السعودية أسلحة متطورة مثل طائرات الـ «اف -15» وصواريخ من الطائرات وقنابل واشتعلت حرب حقيقية في اليمن. لكن الحوثيين تلقوا دعما من ايران، كما قاتلوا أيضا قتالا شرسا هم وجماعة علي عبدالله صالح ضد الجيش السعودي. ولم تنجح الحرب السعودية ضد اليمن في ضرب الحوثيين والمؤتمر الشعبي، وبالتالي ازدادت المواجهة بين السعودية وايران.
 

 السعودية رفعت حجم مواجهتها مع ايران


ورفعت السعودية من حجم مواجهتها لإيران واعتبرتها انها تتدخل في البحرين وفي اليمن عبر انصار الله وفي العراق بواسطة الحشد الشعبي وفي سوريا والعراق واليمن ودول خليجية بواسطة حزب الله. 
فيما ايران كدولة قوية وارتاحت بعد توقيع الاتفاق النووي رفعت المواجهة أيضا مقابل المواجهة السعودية، وجرت حرب النفوذ بين ايران والسعودية على مدى الخليج والمنطقة كلها. ولان قطر تقيم علاقات مع ايران من خلال تنسيق مخابرات قطر وايران سويّة وتنسيق امني مشترك قررت السعودية مع دولة الامارات والبحرين فرض حصار على قطر. الا ان ايران استفادت من الحصار لاقتراب قطر اكثر اليها واقتراب ايران الى قطر اكثر. 
اما في شأن حرب اليمن، فالجيش السعودي لم يستطع الانتصار والحوثيون حققوا بعض الانتصارات، كما ان الحوثيين مع جماعة علي عبدالله صالح قاموا باطلاق قذائف مدفعية وصواريخ كاتيوشيا ثم صواريخ بعيدة المدى على المدن السعودية مع حدود اليمن، مما رفع من المواجهة السعودية ـ الإيرانية الى اقصى حد.
ولم تقم الولايات المتحدة او روسيا او أوروبا بأي دور للوساطة بين ايران والسعودية، بل تركت هذه الدول امر المواجهة بين ايران والسعودية تستمر وترتفع الوتيرة دون ان يكون هنالك أي وسيط بين السعودية وايران.
 

 نمو العلاقات بين اسرائيل ودول الخليج


وفي هذا الوقت، نمت علاقات بين الخليج وإسرائيل وعلى رأس هذه العلاقة الخط السعودي ـ الإسرائيلي، تحت عنوان مواجهة ايران.
وزار مسؤولون سعوديون وخليجيون إسرائيل كما اعلن وزير النقل الإسرائيلي اول امس، وقال ان السعودية محرجة في اعلان إقامة هذه العلاقات مع إسرائيل، نتيجة القضية الفلسطينية كذلك دول الخليج الأخرى. 
كما نشر موقع ايلاف السعودي مقابلة مع رئيس اركان الجيش الإسرائيلي معلنا التنسيق بين اسرائيل والسعودية ضد ايران. 
وإسرائيل وجدت عبر هذه الفرصة محطة لتطبيع علاقات إسرائيل مع دول الخليج العربي، والوصول الى اتفاقات سلام معها، لكن في الحد الأدنى إقامة تحالف ضد ايران، وشجعت واشنطن التحالف الخليجي الإسرائيلي.
واذا كانت السعودية تريد الوقوف في وجه ايران فان إسرائيل تريد ضرب حزب الله. وليس امام إسرائيل اما الحرب على حزب الله وهي لا تريد هذا الخيار حالياً كما ان أوروبا وأميركا لا تريد ان تشن إسرائيل حربا على لبنان، لان لبنان يشمله غطاء دولي للاستقرار الأمني والعسكري وحتى السياسي. 
 

 الساحة اللبنانية ستشهد فوضى كبيرة


فرأت إسرائيل مع الخليج ان افضل حل هو وضع حزب الله في موقع حرج على الساحة اللبنانية التي ستشهد فوضى كبرى من خلال استقالة الحكومة، وسقوط الوضع الاقتصادي في لبنان. 
ورأت السعودية ان في دعم إسرائيل للخليج امرا يشكل ضمانة ضد أي حرب إيرانية على الخليج إضافة الى الحماية الأميركية لدول الخليج. 
وعلى هذا الأساس قررت السعودية اسقاط الحكومة اللبنانية، ومواجهة حزب الله وتحميل الحكومة اللبنانية مسؤولية اشراك حزب الله في الحكومة اللبنانية وهذا الامر جاء في البيان الختامي لمؤتمر وزراء خارجية العرب الذي زاد بيانه الختامي الازمة اللبنانية تعقيدا. واذا كان امين عام الجامعة العربية قد جاء الى بيروت لتخفيف التوتر وشرح البيان الختامي لمؤتمر وزراء الخارجية العرب، وبتوجيهات من الرئيس المصري محاولة التهدئة على الساحة اللبنانية، الا ان الرئيس ميشال عون والرئيس نبيه بري واجها امين عام الجامعة العربية بأنه لا يجب تحميل الدولة اللبنانية مسؤولية الحرب الدائرة في المنطقة، وان الدولة اللبنانية نأت في نفسها عن الصراع الإقليمي الحاصل، وفق ما قاله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون.
 

 اتصال بري بوزير خارجية مصر


وكان الرئيس نبيه بري قد اتصل بوزير خارجية مصر متمنيا عليه، بعدما عرف مضمون البيان الختامي لمؤتمر القاهرة عدم تحميل الدولة اللبنانية اية مسؤولية، فيما ردّت مصر بأنها اذ تقف ضد التكفيريين وهي ساندت سوريا في هذا المجال، لكنها تعتبر ان ضرب امن الخليج والنفوذ الإيراني المتصاعد والذي يحاول السيطرة على المشرق العربي والهيمنة على الخليج مرفوض من قبل مصر.
لكن مع ذلك، صدر بيان عن الجامعة العربية اعتبر حزب الله إرهابياً، وهو احد اذرع ايران وقام بتحميل الدولة اللبنانية مسؤولية اشتراك حزب الله الإرهابي - على ما صدر عن مؤتمر القاهرة ـ وحمّل الدولة اللبنانية مسؤولية اشراك حزب الله في الحكومة.
 

 خطاب هادىء للسيد نصرالله


أطلّ امس امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله وكان خطابه هادئا، ولم يعلن موقف حزب الله من الازمة اللبنانية الداخلية، بل قرر السيد حسن نصر الله انتظار عودة الرئيس الحريري، وبعد اعلان مواقف الرئيس الحريري، كما قال رئيس الحكومة انه سيأتي ويحضر عيد الاستقلال ويزور رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ثم يعلن مواقفه، وعلى هذا الأساس قرر حزب الله الانتظار ان يعلن الرئيس سعد الحريري مواقفه، وعندها سوف يرد حزب الله بإعلان مواقفه أيضا سواء بالنسبة الى الحكم في لبنان ام للحكومة ام لدور لبنان ام لدور حزب الله في القتال في سوريا والعراق ودعم الحوثيين.
وفي خطاب السيد حسن نصر الله اشادة كبيرة بتحرير مدينة البوكمال السورية من داعش، واعلن السيد حسن نصر الله ان دولة الخلافة الإسلامية التي ادعتها داعش وهي خارج الدين الإسلامي ودولة داعش هي دولة وحشية وارهابية وقد هزمتها سوريا والعراق وحزب الله وايران وروسيا، انتهت نهائيا، فيما بقي خلايا لداعش لا بد من ملاحقتها، والانتباه الى خطرها، لكن الدولة الأساسية لدولة الخلافة التي تزعمتها داعش سقطت نهائيا.
وقال السيد حسن نصر الله ان حزب الله قاتل في جرود الحدود الشرقية وطرد داعش منها، كما انه قاتل في سوريا قتالا شرسا أدى الى منع تقسيم سوريا والى الانتصار على التكفيرين والحفاظ على سوريا، كما أشاد السيد حسن نصر الله بدور ايران عبر اعلان اللواء سليماني بتحرير مدينة البوكمال السورية وفتح خط الحدود الدولي بين سوريا والعراق وهو الممر الدولي المعترف به.
كما اعلن إضافة لاشتراك قوة عسكرية كبرى في القتال في سوريا من حزب الله انه ارسل خبراء وقياديين ولم يرسل قوات عسكرية الى العراق، بل شارك عبر نخبة من القياديين والخبراء في مساعدة العراقيين في القتال ضد داعش.
واتهم السيد حسن نصر الله الولايات المتحدة بدعم داعش في معركة البوكمال وان الطيران الأميركي قام بتأمين التغطية الجوية لداعش قرب نهر الفرات. 
 

 لا علاقة لحزب الله بالصاروخ الباليستي والسعودية تحاصر 20 مليون يمني


اما بالنسبة الى اليمن، فأعلن ان لا علاقة لحزب الله بالصاروخ البالستي، والاتهام اتهام وهمي كذلك لم يرسل حزب الله أي صواريخ الى اليمن لانه قال اننا نعيش مشكلة تأمين صواريخ لسلاح حزب الله ونعيش مواجهة مع إسرائيل في قصفها في سوريا لمنع وصول أسلحة الى حزب الله، وبالتالي، كيف نحاول الحصول على صواريخ ثم نرسلها الى اليمن، وان اتهام السعودية ودول الخليج لحزب الله في ارسال صواريخ والقتال في اليمن هو اتهام باطل، لكن السيد حسن نصرالله هاجم السعودية في قصفها الوحشي على شعب اليمن وأشاد بقوة الشعب اليمني وقال ان السعودية خسرت الحرب لان الشعب اليمني قاتل بشراسة وهو شعب قوي ومؤمن بأرضه.
وأضاف ان هنالك حوالى 20 مليون يمني يتم محاصرتهم وحرمانهم من الادوية والغذاء من قبل السعودية.
 

 كيف يرتسم الوضع اللبناني حاليا؟


الرئيس سعد الحريري سيقابل مساء الثلثاء الرئيس المصري السيسي وفق ما أعلنت الرئاسة المصرية، وسيتم التشاور بين الرئيس المصري والرئيس الحريري، والرئيس السيسي يسعى للتهدئة في لبنان ومنع انفجار الوضع، كما اعطى توجيهات الى امين عام الجامعة العربية وهو السيد أبو الغيط والذي كان وزير خارجية مصر بالسفر الى لبنان والبقاء حتى يوم الخميس، لمتابعة عودة الرئيس سعد الحريري وإعلان مواقفه ومواقف حزب الله والسعي لدى عون والحريري وبري لايجاد تسوية، لكن التسوية لا يبدو انها ستحصل، والازمة الحكومية ستكبر، وان مطالب الرئيس الحريري التي سيعلن عنها سيرفضها حزب الله، ويعتبرها سعودية وليست من قبل الرئيس الحريري او تيار المستقبل.
 

 السفير السعودي سيجمع القوى المعارضة لحزب الله


فيما وصل السفير السعودي الى بيروت لأول مرة منذ فترة طويلة والذي تم اعتماده منذ فترة، وسيبدأ مهامه، ويمكن اعتبار وصول السفير السعودي الى لبنان هو لتجميع القوى التي تؤيد موقف السعودية من خلال تحرك سياسي وديبلوماسي في مواجهة حزب الله. 
كذلك سيتحرك حزب الله في مواجهة مطالب الرئيس سعد الحريري، ويجمع حلفاءه حوله، وستكون الكرة في ملعب رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، في شأن كيفية معالجة استقالة الرئيس سعد الحريري، اذا اعلنها، وكيفية تشكيل حكومة جديدة، خاصة اذا قرر الرئيس الحريري عدم ترشيح نفسه لرئاسة الحكومة. 
 

 عون لابو الغيط: المقاومة والجيش حررا الجنوب


وفي محادثات الرئيس ميشال عون مع أبو الغيط امين عام الجامعة العربية، قال رئيس الجمهورية ان لبنان حرر بواسطة المقاومة والجيش اللبناني ارض الجنوب كلها، من دون مساعدة أي دولة في العالم، كذلك تصدى لبنان لحرب عدوانية إسرائيلية سنة 2006 ولبنان يعتبر حزب الله حزباً مقاوماً وليس حزباَ إرهابياً، ومشاركته في الحكومة تأتي من ضمن مشاركة كل المكونات السياسية، كما ان لبنان نأى في نفسه عن الحروب في المنطقة لذلك لا يجب ان يكون البيان الختامي لمؤتمر القاهرة يحمل الدولة اللبنانية المسؤولية بالنسبة الى الصراعات الإقليمية. كذلك فعل الرئيس بري عندما استقبل أبو الغيط ودافع عن المقاومة وابلغ أبو الغيط انه لم يكن يجب تحميل الدولة اللبنانية مسؤولية صراع إقليمي من خلال مؤتمر بيان القاهرة.
 

 لبنان يعيش ازمة كبرى غير معروفة النتائج


الرئيس المصري الذي سيقابل الحريري سيسعى الى التهدئة لكن مصر تريد التهدئة على الساحة اللبنانية وهي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد وارسلت أسلحة مصرية الى النظام السوري، لكن في المقابل، فان مصر تربطها علاقة قوية بالسعودية وتقف ضد ايران في مدّ النفوذ الإيراني الى الخليج العربي. ورغم مساعي الرئيس السيسي للتهدئة ومحاولة إيجاد تسوية بين الرئيس سعد الحريري والرئيس ميشال عون وبقية الأطراف ومع حزب الله فان الحل غير متوفر ولبنان سيعيش ازمة حكومية كبرى، فعلى الصعيد السياسي ستكون هنالك حرب سياسية عبر التصريحات فقط، ولن يتم السماح بأي تحرك شارعي او ميداني، بل سيقوم الجيش اللبناني بحفظ الامن بقوة مع كامل الاجهزة الأمنية ولن تحصل أي مشاكل امنية. اما على صعيد التسوية السياسية فقط سقطت في لبنان ويعيش لبنان ازمة غير معروفة النتائج، لانه يصعب تشكيل حكومة جديدة مع مقاطعة الطائفة السنية لتشكيل حكومة جديدة، كذلك لا يمكن تشكيل حكومة جديدة من دون اشتراك حزب الله ولذلك فالازمة الحكومية مفتوحة.
 

 الرئيس عون يملك تصوراً للحل هل سيقبل استقالة الحريري؟


ويقول البعض ان لدى رئيس الجمهورية تصوراً لحل الازمة الحكومية، ولكن هل سيقبل رئيس الجمهورية العماد ميشال عون استقالة الرئيس الحريري ويجري مشاورات نيابية لتشكيل حكومة جديدة، وهذه أسئلة لم يفصح عنها رئيس الجمهورية بل ابقاها قيد الكتمان بانتظار عودة الحريري وإعلان مواقفه واعلان حزب الله مواقفه، وبالتالي فان الرئيس عون متفق مع الرئيس بري على كيفية إدارة الأمور والتشاور سوية بعد حصول الازمة والصراع بين تيار المستقبل وحزب الله وبالتالي بين ايران والسعودية على الساحة اللبنانية.
 

 الحريري لن يستقر في بيروت بشكل كامل!


والى حين ان تتشكل الحكومة الجديدة، اذا حصل ذلك، فان الحكومة الحالية ستكون هي حكومة تصريف الاعمال لكن الحريري لن يقيم في بيروت بشكل دائم، بل بعد زيارته بيروت والاجتماع مع الرئيس عون سيعود الى السعودية، ثم سيذهب الى فرنسا، ثم يمر في بيروت، ولن يكون في موقع متابعة تصريف الاعمال، وسيكون على الوزراء تصريف الاعمال دون متابعة رئيس الحكومة، وهي إشكالية جديدة تقع للمرة الأولى في هذا الشكل في لبنان منذ بداية الحرب.
اما على صعيد العربي الدولي فتجري اتصالات فرنسية مع السعودية واتصالات فرنسية مع الأطراف اللبنانية من الرئيس عون الى الرئيس الحريري، الى اطراف أخرى، كذلك تشاور الرئيس الفرنسي مع الرئيس الأميركي في شأن ازمة لبنان والصراع السعودي ـ الإيراني. وكان الموقف الفرنسي والأميركي متوافقاً على وقف امتداد النفوذ الإيراني، إضافة الى محاولة منع ايران من تطوير الصواريخ البالستية.
 

 فرنسا لا تستطيع ايجاد حل للأزمة اللبنانية


لكن هل ستستطيع فرنسا إيجاد حل للتسوية السياسية في لبنان، والجواب كلا، لن تستطيع فرنسا لان المواجهة السعودية ـ الإيرانية هي في اعلى مستوى، ولم تلعب واشنطن ولا روسيا ولا أوروبا دور الوسيط بين طهران والرياض، من اجل إيجاد حوار إيراني ـ سعودي والحوار الإيراني - السعودي مقطوع كليا بل ان المواجهة حاصلة عمليا. وولي العهد السعودي اتصل بوزير خارجية اميركا وابلغه موقف السعودية خلال 48 ساعة الماضية وان السعودية ماضية في مواجهة امتداد النفوذ الإيراني وابلغه ان السعودية لن تقبل بأن يسيطر حزب الله على لبنان والاشتراك في القتال في سوريا والعراق ودعم الحوثيين في اليمن. 
وتجاوب معه وزير خارجية اميركا، الا ان وزير خارجية اميركا ابلغ ولي العهد السعودي ان واشنطن حريصة جدا على الاستقرار في لبنان، وتعتبر الاستقرار في لبنان خطاً احمر، وان واشنطن موقفها يختلف بالنسبة للحفاظ على الاستقرار في لبنان عن موقفها في شأن سوريا والعراق، فهي لم تتدخل بقوة في حرب سوريا والعراق، لكنها حريصة على استقرار لبنان وفصله عن الوضع العراقي - السوري - اليمني.
 

 المشكلة الاقتصادية في لبنان


على صعيد الحفاظ على سعر الليرة اللبنانية تجاه الدولار، فان مصرف لبنان هو الضمانة والضمانة الكبرى هو حاكم مصرف لبنان الأستاذ رياض سلامة الذي اقام هندسات مالية جعل مصرف لبنان يحصل على 43 مليار دولار، قوة احتياطية للحفاظ على الليرة اللبنانية، وانه يمكنه الدفاع لسنوات عن سعر الليرة اللبنانية تجاه الدولار.
اما الاقتصاد في لبنان فسيتراجع والهيئات الاقتصادية برئاسة الوزير السابق عدنان قصار قامت بإبلاغ الرؤساء وتريد ابلاغهم ان حدة الخلاف السياسي والازمة الحكومية ستؤديان الى تراجع الاقتصاد  اللبناني تراجعا كبيرا.
 

 مشكلة المصارف


اما على صعيد المصارف اللبنانية فهي قوية ولديها رأس مال من أرباحها قامت بحفظه بتعاميم من مصرف لبنان، الا ان مشكلة المصارف انها قامت بتسليف القطاع الخاص واللبنانيين، بقيمة 60 مليار دولار، ومع تراجع الاقتصاد اللبناني لن يكون باستطاعة الذين استدانوا قروضا من المصارف تسديد المبالغ المتوجبة عليهم لذلك سيكون هنالك تنسيق بين مصرف لبنان وجمعية المصارف لكيفية معالجة تحصيل ديون 60 مليار دولار من القطاع الخاص في لبنان ومن أصحاب شركات ومشاريع وعقارات وغيرها استدانوا هذه المبالغ من المصارف. وعلى الأرجح قد يتم جدولة الديون من جديد الا ان الفوائد المصرفية سترتفع، والأمور مرهونة لمدة الازمة السياسية عما اذا كانت ستستمر أسابيعاً او اشهراً او سنة واكثر.
 

 عهد عون يقف على مفترق طرق خطر


الا ان عهد الرئيس ميشال عون يقف امام مفترق طرق خطير جدا في الخمس سنوات الباقية من العهد فاذا كانت السنة الأولى ناجحة عبر التسوية السعودية ـ الإيرانية التي انعكست على وصول عون وعودة الحريري الى رئاسة الحكومة فان هذه التسوية سقطت وبات عهد الرئيس ميشال عون امام معادلة كيفية إقامة توازن جديد في لبنان ومعالجة انعكاس الصراع الإيراني ـ السعودي على الساحة اللبنانية.

 

 

الجمهورية :

ساعات ويعود الرئيس سعد الحريري إلى بيروت بعد فترة الغياب الثقيل، ومع عودته يبدأ البلد رحلتَه الطويلة في أزمة يصفُها المتفائلون بالدقيقة والحرجة، أمّا المتشائمون فيقولون إنّها حُبلى بعقدٍ ومطبّات متعدّدة الأشكال والألوان. ولعلّ الصورة الجامعة للرؤساء الثلاثة في مقدّمة الاحتفال بالعيد الـ74 للاستقلال ستكون محطَّ أنظار داخلية وخارجية، أكثر من العرض العسكري في المناسبة، ولعلّها صورةٌ أرادها اللبنانيون أن تظهر في لحظة شعور البلد ولو بتحسّنٍ شكليّ، وليس في لحظة أزمةٍ تُنغّص عليهم فرحة العيد وتُهدّد الجسمَ اللبناني بوجعٍ في كلّ مفاصله.

الواضح أنّ عودة الحريري في الساعات المقبلة تشكّل الحدّ الفاصل بين العودة بالوضع الى ما كان عليه قبل اعلانه استقالته، والانتقال الى أزمة كبرى يضيع فيها الوضع السياسي والحكومي في متاهة البحثِ عن حلول مفقودة. وكلّ ذلك وقفٌ على ما سيعلنه الحريري، مع أنّ المناخ العام يَشي صراحةً أنّه سيصِرّ على استقالته.

يأتي ذلك فيما الداخل اللبناني بكلّ مستوياته متهيّب الموقف، وقلِق من الرياح الخلافية التي تهبّ عليه من جبهة الاشتباك الاقليمي المحتدم بين ايران وجيرانها، ويراقب في أيّ اتّجاه ستدور العجَلة الداخلية وسُبل احتواء أو منعِ تعرّضِ لبنان لسلبيات لاحَت احتمالاتها من اجتماع وزراء الخارجية العرب وبيانِهم الختامي، وهو أمرٌ زرَع الخشية من منحى لوضعِ لبنان في مربّع لا يُحسَد عليه، على حدّ تعبير مرجع سياسيّ قال لـ«الجمهورية»: «لمستُ في الأيام الأخيرة إشارات ايجابية كانت تَرِدُني من وقتٍ الى آخر من بعض المراجع الدولية والاقليمية حيال الأزمة التي نمرّ بها، لكن بعدما اطّلعتُ على نقاشات وزراء الجامعة العربية انتابَني القلق من انعكاسات شديدة السلبية على البلد، خصوصاً وأنّ الكلام كان هجومياً على الحكومة اللبنانية، فأن توضعَ هدفاً لمعاقبتها ومعاقبة البلد من خلالها أمرٌ لا يُطمئن».

وعلمت «الجمهورية» أنّ لبنان الرسمي تابع عن كثب وقائعَ الاجتماع الوزاري العربي، وجَهد قبل انعقاده لمحاولةٍ للنأي بالبلد عن وضعه على منصّة التصويب، وذلك بعد ورود معلومات ديبلوماسية الى مراجع رسمية تعكس وجود منحى تصعيدي.

إتّصالات وأجوبة

وبحسب المعلومات فإنّ الاتصالات تكثّفَت اعتباراً من ظهر الأحد وفي اتجاهات دولية وإقليمية، وشارَك في جانب منها الرئيس نبيه بري الذي أجرى اتصالات شَملت كلاً مِن وزير الخارجية المصري سامح شكري وكذلك وزيرَي خارجية العراق والجزائر وآخرين.

وتضيف المعلومات أنّ اجوبةً ايجابية تلقّاها لبنان عبّرت عن تفهّمٍ لموقفه، وسعيٍ جدّي لعدم التصعيد ضدّه وضد حكومته. وكان الاتصال الليلي الذي تلقّاه بري من شكري قد حملَ ما يشير الى نجاح مِصر في تخفيف وطأة الكلام حيال لبنان.

وجاءت زيارة الامين العام للجامعة أحمد أبو الغيط لتحملَ الى المسؤولين اللبنانيين بعض التبريرات والتوضيحات حول مجريات الاجتماع الوزاري وما صدر عنه حيث أكّد «حِرص الدول العربية على سيادة لبنان واستقلاله ودوره وعلى التركيبة اللبنانية الفريدة، ورفض إلحاقِ الضرر به».

وبَرز هنا موقفٌ لرئيس الجمهورية العماد ميشال عون أبلغَ فيه ابو الغيط انّ لبنان «ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي يشهدها بعض الدول العربية، وهو لم يَعتدِ على أحد، ولا يجوز بالتالي أن يَدفع ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي، لا سيّما وأنه دعا دائماً إلى التضامن العربي ونبذِ الخلافات وتوحيد الصفّ».

وأكدّ أنّ «لبنان لا يمكن أن يَقبل الإيحاءَ بأنّ الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية، وأنّ الموقف الذي اتّخَذه مندوب لبنان الدائم لدى جامعة الدول العربية في القاهرة، يعبّر عن إرادة وطنية جامعة».

من جهته، قال بري بعد لقائه أبو الغيط: «ذكّرتُه بعشرات القرارات التي صدرَت عن الجامعة العربية على مستوى قِمم أو وزارء، والتي تؤكّد حقَّ المقاومة في التحرير وتدعَم لبنان في مقاومته ضدّ إسرائيل أو أيّ اعتداء عليه».

وسبقَ ذلك موقفٌ معبّر لبري حول قرار الجامعة وفيه: «شكراً وعذراً.. الشكر لله. وعذراً أنّنا في لبنان قاتلنا إسرائيل».

جولة رئاسية؟!

وفي سياقٍ آخر، علمت «الجمهورية» أنّ فكرةً تمّ تداوُلها في الساعات الماضية بأن يقومَ عون بجولة عربية لشرحِ موقف لبنان والطلبِ الى العرب النأيَ به عن ايّ خلافات في ما بينهم، أو بينهم وبين ايّ دولة اخرى وتحديداً ايران. إلا انّ هذه الفكرة لم تكتمل ولم تجد من يتحمّس لها، لأنها لا يمكن ان تؤدي الى ايّ نتيجة في ظلّ الجو المتشنّج ولا سيّما من بعض الدول الخليجية.

وبحسبِ المعلومات فإنّ مسؤولاً كبيراً أبلغَ صاحبَ هذه الفكرة قوله: «لا أرى ايَّ فائدة أبداً في القيام بأيّ جولة رئاسية على دول عربية، أقلّه حتى الآن، الافضل لنا أن نتشاور ونتباحث في الداخل وتقرير ما يمكن أن يُجنّبنا أيّ انعكاسات، علينا أوّلاً أن نعرف ماذا يجب أن نفعل وكيف نُحصّن بيتنا».

عودة الحريري

وبحسب روزنامة عودةِ الحريري، فغداً الأربعاء هو المحطّة المزدوجة لإنهاء فصلِ العودة ورسمِ المسار النهائي لاستقالته. وعشيّة العودة، وصَل السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب أمس الى بيروت. فيما استمرّ مسلسل التكهّنات حيال مرحلة ما بعد الإصرار على الاستقالة دون إمكانية رسمِ معالمِها بدقة.

والمناخ السائد منقسم بين نظرة سياسية تربط الإصرار على الاستقالة بمنحى تصعيدي قد يَسلكه الحريري وتحديداً في اتّجاه «حزب الله»، وبين نظرةٍ أخرى تحاول أن تقرأ ليونةً في موقفه، وتقول: «دعونا لا نستعجل الامور، فالرَجل سيعود ويقول ما عنده، فربّما يصرّ على الاستقالة، وربّما يفاجئ الجميعَ بموقف إيجابي».

واستبعدَت مصادر قريبة من الحريري تراجُعَه عن الاستقالة، وقالت إنه «مصِرّ عليها، وسيقول كلمتَه بإيجابية وانفتاح، ومِن موقع الحِرص على استقرار البلد وتعزيز روحِ التضامن التي تجلّت بين اللبنانيين في الآونة الاخيرة».

في المقابل، قال وزير بارز في فريق 8 آذار لـ«الجمهورية»: «كنّا وما زلنا متضامنين مع الرئيس الحريري، وكلّنا ننتظره لنسمعَ ما لديه، لا نريد ان نستبقَ الامور، فالرَجل لم يصل بعد، ولا نَعرف ماذا سيطرح.

إنّما إنْ كان الحريري آتياً بنفَسٍ يُظهّر فيه انّ استقالته ارادها بملء إرادته، والعودة عنها، تتمّ بتعديلٍ ما على خلل في الأداء الحكومي، أو على عناوين اخرى، كمِثل ان يقول إنّنا اتفقنا على مجموعة أمور في البيان الوزاري ولم يُعمَل بها، أو تمَّ خرقُها، فكلّ هذا الامر قابلٌ للبحث والنقاش. أمّا إذا كان آتياً وفق الأجندة التي ورَدت في بيان الاستقالة الذي تلاه في الرياض، فهنا الأمر يختلف، بمعنى أننا سنَدخل في أزمة كبرى».

ونُقِل عن مرجع رئاسي تفضيلَه أن تفتح عودةُ الحريري «الباب لمعالجة أزمة الاستقالة، والعودة بالبلد الى وضعٍ طبيعي ومستقر سياسياً وحكومياً، وعلى كلّ الصُعد».

وفي مكانٍ آخر، أبلغَ أحدُ المسؤولين بعضَ معاونيه في اجتماع مغلق عُقِد في الساعات الماضية قوله: «سأحاول جهدي لأثنيَ الرئيس الحريري عن الاستقالة، ولكن إنْ أصرَّ عليها، وأنا متأكّد من ذلك، فمعنى ذلك أنّ هناك مشكلة له ولنا وللبلد بحيث نَدخل في أزمة عنيفة.. بمعنى أنّنا «فِتنا بالقسطل».

إلى ذلك، خالفَ مصدر وزاري القائلين بعزمِ الحريري على اعتزال السياسة وقال لـ«الجمهورية»: إنّ هذه الفرضية مستبعَدة، بل مبالَغ فيها، فكلّ المؤشرات وكذلك سلوك الحريري يؤكّد عودته بأجندة ملتزم بتنفيذها.

ورأى المصدر «أنّ الاستقرار لا يزال مطلباً وحاجة ومصلحة للجميع من دون استثناء، مرَجّحاً أن يلجأ «حزب الله» الى ما سمّاها «خطوات استيعابية حوارية منفتحة»، دون ان يعنيَ ذلك «التنازلَ عن المسلّمات وخصوصاً إحراجه لإخراجه من المشهد السياسي. أمّا الأمور التفصيلية الثانية فتبقى موضعَ بحثٍ وحوار.

نصرالله

وكان الأمين العام لـ«حزب الله» السيّد حسن نصر الله قد قال في إطلالة تلفزيونية مساء أمس: «إنّنا ننتظر جميعاً عودةَ رئيس الحكومة الذي نَعتبره غيرَ مستقيلٍ الى أن يأتيَ ونرى». وقال: نحن منفتحون على أيِّ نقاش وحوار في البلد».

ومن جهةٍ ثانية، نفى نصرالله اتّهامَ مجلس وزراء الخارجية العرب «حزب الله» بتوزيع الصواريخ الباليستية، ووصَفه بـ«كلام سخيف وتافِه»، وقال: أؤكّد أن لا أسلحة أو صواريخ أو حتى مسدّس، لم نرسِل أيَّ سلاح لليمن أو البحرين أو الكويت أو العراق، لم نرسِل سلاحاً لأيّ بلدٍ عربي.

وأكّد أنّ «في لبنان إرادة شعبية عارمة بعدم العودة الى أيّ شكلٍ من أشكال التقاتل، أنتم فقط لا تتدخّلوا بلبنان ونحن نضمن لكم أن يبقى الأمنُ في لبنان نموذجاً للمنطقة».

دعم أردني

على صعيد آخر، أكّد ملك الأردن عبدالله الثاني «وقوفَ الأردن الكامل إلى جانب لبنان في جهوده لتجاوزِ التحديات والحفاظ على وحدتِه الوطنية وسيادته وأمنِه واستقراره، وصولاً إلى بناء المستقبل الأفضل للشعب اللبناني». كذلك أكّد عمقَ العلاقات التاريخية والأخوية بين البلدين.

هذا الموقف أبلغَه الملك الاردني لرئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل خلال استقباله له في قصر الحسينية في حضور رئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب الملك عبد الله.

وأكّد مصدر كتائبي مسؤول لـ«الجمهورية» استمرارَ الحزب «في تحمّلِ مسؤولياته الوطنية من موقعِه المعارض، وقال: «الزيارة إلى الأردن واللقاء مع الملك تندرج في إطار الحفاظ على علاقات لبنان العربية في وقتٍ تسَبّبت فيه سياساتُ أهلِ السلطة ولا تزال، بتعكيرِ هذه العلاقات وتعريضِها للمخاطر ممّا ينعكس سلباً على مصالح اللبنانيين.

وحركةُ رئيس الحزب العربية والدولية في هذه المرحلة تُركّز على الحفاظ على الحدّ الأدنى من أحزمة الأمان التي يحتاج إليها لبنان لمواجهة المخاطر التي يجتازها».

وأكّد حِرص الجميّل «على إسماع المجتمعَين العربي والدولي في هذه الظروف، صوتَ العقل والمنطق المتمثّل في قراءةٍ رصينة للمصلحة اللبنانية في الحفاظ على الحياد وعلى علاقات وثيقة بالدول العربية، في وقتٍ تعلو المزايدات وتزداد التحديات التي تنعكس سلباً على الاستقرار السياسي والأمني والاقتصادي والاجتماعي».

 

 

اللواء :

بين الشرح والتحذير من الذهاب إلى مجلس الامن لمواجهة إيران، والتأكيد على الحرص العربي على استقرار لبنان وتفهم خصوصية تركيبته والقرار باحترامها، والرد اللبناني الذي تراوح بين رفض تحميل لبنان مسؤولية الخلافات العربية، أو الإقليمية أو نعت حكومته بالارهاب، في بعبدا، والعتب والاستياء الذي سمعه أمين عام الجامعة العربية احمد أبو الغيط في عين التينة أنهى الموفد العربي «مهمة دبلوماسية» شاقة، وإن كان أوضح انه حضر إلى لبنان للمشاركة في اجتماعات الجامعة مع اللجنة الاقتصادية - الاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة.
والاهم ان أبو الغيط كشف طبيعة الرسالة التي نقلها إلى كبار المسؤولين من ان «لا أحد يبغي الاضرار بلبنان، ولا يمكن القبول بأن يكون لبنان مجالاً لمثل هذا الوضع».
في مثل هذا الجو، وفي خضم التحضيرات لاحياء عيد الاستقلال الـ74، حيث يقام عرض عسكري يترأسه الرئيس ميشال عون ويشارك فيه الرئيسان نبيه برّي وسعد الحريري، الذي يصل إلى بيروت آتياً من مصر، حيث سيستقبله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي عند الساعة السابعة من مساء اليوم ليشكره الرئيس الحريري على مواقفه، ودعمه للاستقرار اللبناني، والمرحلة التي ستلي قرار مجلس الجامعة العربية، واستقالة الرئيس الحريري.
وعلمت «اللواء» ان الاستقبال يقتصر على الرئيسين فقط.
وفي تطوّر داخلي، متصل بالبحث عن ترتيبات تسمح بتجاوز الأزمة الناجمة عن استقالة الرئيس الحريري، شكلت إطلالة الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله في معرض التعليق على التطورات، ومن ضمنها قرار المجلس الوزاري العربي، اعتبار حزب الله «تنظيماً ارهابياً» يدعم بالسلاح، ويتدخل في دعم الأعمال الإرهابية في الدول العربية، مناسبة لاطلاق سلسلة مواقف تصب في إطار البحث عن مخارج، ووصفت بأنها غير مسبوقة في أدبيات الحزب، وتهدف للحفاظ على صيغة التسوية والاستقرار.
فحزب الله نفى على لسان أمينه العام، وبصورة رسمية، ان يكون ارسل أسلحة إلى اليمن أو البحرين، معلناً عن الاستعداد لسحب قواته من العراق، بعد هزيمة «داعش» في هذا البلد، مشيراً إلى ان «لا علاقة لأي رجل من حزب الله بإطلاق الصاروخ الباليستي» على الرياض..
توضيحات ابو الغيط
وفي تقدير مصادر عربية مطلعة ان المحادثات التي أجراها أبو الغيط في بيروت، مع الرئيسين ميشال عون ونبيه برّي، هدفت الى التخفيف من وطأة الصدمة التي احدثتها قرارات مجلس الجامعة بخصوص الانتهاكات الإيرانية وتدخلها في الشؤون العربية، ولا سيما البند التاسع الذي أوصى باتهام الحكومة اللبنانية بأنها شريكة في الأعمال الإرهابية لحزب الله، بعد الاعتراض الذي سجله مندوب لبنان لدى الجامعة السفير انطوان عزام.
ومع ان زيارة أبو الغيط إلى بيروت، كانت مقررة اساساً قبل اجتماع مجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية العرب، بطلب من المملكة العربية السعودية، للمشاركة في اجتماعات الجامعة مع اللجنة الاقتصادية - الاجتماعية لغرب آسيا التابعة للأمم المتحدة «الاسكوا»، وحضور مؤتمر اتحاد المصارف العربية اليوم، فإنه رغب في ان ينقل للرئيسين عون وبري طبيعة المداولات التي جرت في اجتماعات وزراء الخارجية العرب والمواقف التي صدرت عن هذه الاجتماعات، مؤكداً حرص الدول العربية على سيادة لبنان واستقلاله ودوره وعلى التركيبة اللبنانية الفريدة، ورفض إلحاق الضرر به، لافتاً إلى ان «لا أحد يبغي أو يمكن ان يقبل أو يرغب في إلحاق الضرر بلبنان ذي التركيبة الخاصة والخصوصية المعينة»، مشيراً إلى انه «اذا كان القرار يتضمن بعض المواقف في ما يتعلق بطرف لبناني (حزب الله) فليس ذلك بالأمر الجديد، بل هو أمر موجود منذ أكثر من سنتين، ملاحظاً بأن الاشارة الى الحكومة اللبنانية أتت ضمن الإشارة الى المشاركة وليس المقصود بها لبنان ككل».
وأعطى أبو الغيط مزيداً من الايضاحات، حول فقرة «حزب الله» الشريك في الحكومة اللبنانية بالقيام باعمال إرهابية، عندما كشف بأنها «وسيلة ملتوية بشكل غير مباشر لمطالبة الدولة اللبنانية أو الحكومة اللبنانية بالتحدث إلى هذا الشريك واقناعه بضبط ادائه وايقاعه على الأرض العربية وبما لا يؤدي الى تحالف مع قوى غير عربية»، بحسب تعبير أبو الغيط الذي قال ان هذا هو المقصود.
غير ان هذه التوضحيات لم تؤد المطلوب منها على الصعيد اللبناني الرسمي على الأقل، إذ اعتبر الرئيس عون ان «لبنان لا يمكن ان يقبل الايحاء بأن الحكومة اللبنانية شريكة في أعمال إرهابية، وأن الموقف الذي اتخذه مندوب لبنان الدائم لدى الجامعة في القاهرة يعبر عن إرادة وطنية جامعة». وأكّد عون، بحسب مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، ان لبنان واجه الاعتداءات الإسرائيلية التي تعرض لها منذ العام 1978 وحتى العام 2006 واستطاع تحرير أرضه، فيما الاستهداف الإسرائيلي لا يزال مستمراً، ومن حق اللبنانيين ان يقاوموا ويحبطوا مخططاته بكل الوسائل المتاحة.
وقال ان لبنان «ليس مسؤولاً عن الصراعات العربية أو الإقليمية التي تشهدها بعض الدول العربية، وهو لم يعتد على أحد، ولا يجوز بالتالي تحميله ثمن هذه الصراعات من استقراره الأمني والسياسي، لا سيما وانه دعا دائماً إلى التضامن العربي ونبذ الخلافات وتوحيد الصف.
اما الرئيس برّي، فقد اسمع ضيفه أبو الغيط نفس المواقف تقريباً، مذكراً اياه بعشرات القرارات التي صدرت عن الجامعة العربية، على مستوى قمم أو وزراء والتي تؤكد حق المقاومة في التحرير وتدعم لبنان في مقاومته ضد إسرائيل أو أي اعتداء عليه، لافتاً نظره إلى ان القرار بعنوان الحكومة اللبنانية غير موفق على الإطلاق، ان لم اقل انه مسيء في ظرف التموج الحكومي الحاضر.
وكان برّي علق على مقررات اجتماع القاهرة، قبيل استقباله أبو الغيط بنحو ساعة، قائلاً عبر حسابه على «الفايسبوك»: «شكراً وعذراً، الشكر لله، وعذراً اننا في لبنان قاتلنا إسرائيل».
إلى ذلك، أوضحت مصادر مطلعة على لقاء عون - أبو الغيط، ان أمين عام الجامعة العربية كرّر ثلاث مرات على مسامع الرئيس عون ان القرار الذي صدر عن الاجتماع الوزاري ليس موجها ضد لبنان وشعبه إنما ضد الطرف المساقة بوجهه الاتهامات أي إيران.
 وقالت المصادر إن ابو الغيط أكد أن جميع الأطراف تدرك أن للبنان وضعا داخليا صعبا نتيجة الصدام الحاصل وان الدول العربية ليست في وارد أقحامه في الصراع الإقليمي كما عبر عن تفهمه للموقف اللبناني الذي اتخذ في الاجتماع.
 وأشار ابو الغيط إلى أنه سيصار إلى تكليف مجموعة من وزراء خارجية الدول العربية (المملكة العربية السعودية، مصر، البحرين والإمارات ) بزيارة نيويورك لاطلاع الأمم المتحدة على القرار الذي صدر. وفهم أن توجها برز في الاجتماع لتقديم شكوى مستعجلة ضد إيران في مجلس الأمن.
 وذكرت المصادر أن الأطراف المشاركين ركزوا على أهمية المحافظة على الاستقرار في لبنان. وقالت إن الرئيس عون أشار أمام ضيفه إلى المناخات التي سادت في المنطقة وبروز حركة للمتطرفين منبها من خطورة هؤلاء.
 وكشفت أن رئيس الجمهورية أكد أن لبنان لا يمكن أن يكون ساحة تنطلق منه أي فتنة طائفية وهذه مسألة التزم بها لبنان منذ العام 2005. وعلم أن الرئيس عون سأل أبو الغيط عن الحكمة من استهداف لبنان في هذا الظرف وهو الذي يستضيف مليوني نازح سوري ولاجئ يشكّلون ما يشكلونه من ضغط اقتصادي وتربوي وصناعي على بنية لبنان وشعبه ولبنان