أثارت الاتهامات التي وجهها مستشار الأمن الوطني السابق في العراق، موفق الربيعي، إلى وزير الخارجية العراقي الحالي إبراهيم الجعفري، بالتسبب في إشعال حرب أهلية بالبلد عام 2006، الكثير من التساؤلات حول توقيت هذه التصريحات، وما يمكن أن يترتب عليها؟


وقال الربيعي في مقابلة تلفزيونية مع قناة عراقية، أمس الأحد، إن "أكبر خطأ ارتكب هو عدم فرض حظر التجوال أثناء تفجير مرقد الإمامين العسكريين في سامراء، ويجب على من ارتكبه أن يقدم للمحاكمة".


وكشف أن الجعفري، رفض إعلان منع التجول بعد تفجير مرقد "الإمامين العسكريين"، لافتا إلى أنه "كان هناك كلام خلف الكواليس للجعفري وكان رئيسا للوزراء وقتها، بأنه من غير المعلوم أن حظر التجول زين (جيد)، لأن هذا يكبت الناس، ودع ردة فعل الشارع والناس تنفس عن غضبها".


معلومات خطيرة


وتعليقا على المعلومات التي كشفها الربيعي، قال حسين الزبيدي عضو الائتلاف الحقوقي الدولي لأجل العراق إن "ما تكلم به موفق الربيعي خطير جدا، وبدأت تظهر مثل هذه المعلومات من العديد من السياسيين العراقيين، وتحديدا الشيعة منهم وإن كان ما يقولونه حقائق، لكن الغاية منه التسقيط في الساحة السياسية قبل الانتخابات".


وأضاف في حديث لـ"عربي21" أنه من الناحية القانونية، فقد يعد هذا اعترافا رسميا أمام الملأ، فيجب أن تطالب المنظمات الحقوقية الدولية بمحاكمة الجهات التي تسببت بمقتل مئات الآلاف من الضحايا في العراق.


ورأى أن الربيعي من المفترض أن يدعى إلى الشهادة أمام المحاكم الدولية، ويدلي بمعلوماته، حتى تحاكم جميع الشخصيات التي كانت سببا فيما حدث في العراق.


ولفت إلى أن ما يعزز قوة تصريحات الربيعي، هو أنه كان في موقع المسؤولية، ومطلع على تفاصيل الأمور، وأيضا هو ألقاها على الملأ عبر وسائل الإعلام وأنه لا يستطيع التراجع عنها، وهذه فرصة أمام الجهات الحقوقية الدولية لمحاكمة المتسبب في الأحداث التي جرت في العراق عامي 2005 و2006. 


تنابز سياسي


من جهته، قال المحلل السياسي العراقي يحيى الكبيسي: "سمعنا في السنوات الأخيرة الماضية عشرات التصريحات التي كانت تتحدث عن جرائم صريحة ولم يلتفت لها أحد، ومنها حديث وزير العدل السابق حسن الشمري عن تواطؤ المالكي في تهريب سجناء من سجن أبي غريب لالتحاق بسوريا وتغيير الوضع فيها".


وأضاف الكبيسي لـ"عربي21" أن "الادعاء العام في العراق من واجبه تحريك الدعاوى في مثل هذه القضايا، لكن الادعاء العام في العراق دخل في سبات عميق على مدى السنوات الماضية ولم يتحرك على مدى سنوات سوى مرة أو مرتين بأوامر سياسية".


ورأى أنه "في ظل قضاء وادعاء عام مسيس وفي ظل الوضع العراقي اليوم، فإنه لا يمكن التخيل أن تقوم أجهزة الدولة أو مؤسساتها بشكل مهني".


وأكد الكبيسي أن "تصريح الربيعي يندرج ضمن التصريحات الانتخابية والتنابز السياسي أكثر منها تعبيرا عن حقيقة ما، والدليل أن الربيعي نفسه عليه عشرات الاتهامات يوم كان مستشارا للأمن الوطني العراقي".


وشدد على أنه "كلما اقترب موعد الانتخابات في العراق سنستمع إلى الكثير من مثل هذه التصريحات التي تحاول أن تظهر صاحب التصريح أنه المهني الوحيد والوطني الوحيد بالبلد".


وفي 22 شباط/ فبراير 2006 حدث تفجير ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء علما بأن له قدسية لدى الشيعة. وقد أدى إلى إشعال فتنة طائفية بالعراق، حيث كانت بغداد مسرحا لأعنف عمليات حرق للمساجد وقتل للمدنيين على الهوية.


مصطفى الدليمي