أكَّد وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، أنَّ لبنان «لن ينعم بالسلام إلا بنزع سلاح حزب الله... وما لم يتخل عن سلاحه ويصبح حزبا سياسياً»، وقال إن السعودية تدعم رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري، مشيراً إلى أنّ «حزب الله كان يضع العراقيل في طريق حكومة الحريري، وأنه اختطف النظام المصرفي اللبناني ويقوم بتهريب الأموال والمخدرات، وتدخل في البحرين واليمن وسورية، وهذا غير مقبول». 
وكان الجبير يتحدث أثناء زيارته مدريد، حيث التقى نظيره الإسباني ألفونسو داستيس أمس، فاعتبر أنه «لا يمكن السماح لميليشيا حزب الله الإرهابية بالعمل خارج إطار القانون»، فيما أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مساء أمس، أنه سيستقبل الحريري اليوم في قصر الإليزيه (أف ب) «كرئيس لوزراء لبنان»، لأن «استقالته لم تقبل في بلاده بما أنه لم يعد إليها». وسيعود بعد ذلك إلى بيروت «خلال أيام أو أسابيع».
واستبق الرئيس الحريري، الذي كان أعلن استقالته في 4 الجاري من الرياض التي مكث فيها منذ استقالته، انتقاله إلى باريس للقاء ماكرون اليوم مع عائلته، بتغريدة قال فيها: «إقامتي في المملكة هي من أجل إجراء مشاورات حول مستقبل الوضع في لبنان وعلاقاته بمحيطه العربي، وكل ما يشاع خلاف ذلك من قصص حول إقامتي ومغادرتي أو يتناول وضع عائلتي لا يعدو كونه مجرد إشاعات».
وفيما أوضح الجبير أن المملكة «من أكبر المانحين للبنان، ولدينا جالية كبيرة فيه وعدد كبير من رجال الأعمال اللبنانيين الذين يعيشون في السعودية»، أخذت التحركات حول الأزمة اللبنانية واستقالة الحريري بعداً متصلاً بالوضع الإقليمي.
وأعلن وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل في ختام جولة أوروبية انتهت بموسكو، حيث التقى نظيره الروسي سيرغي لافروف، أن «هناك محاولة لحرف لبنان عن المسار الإيجابي، وهناك حملة تهويل لتخويفه ونزع عناصر القوة التي يملكها في مواجهة الإرهاب». وقال باسيل في تصريحات بموسكو إن لدى لبنان القدرة على الرد لكنه عبر عن أمله بألا يستلزم الأمر ذلك. وتابع: «المطلوب عودة الحريري إلى لبنان، وليتّخذ القرار الّذي يراه مناسباً في بيروت، ويتعاطى معه اللبنانيّون على أساس الحرية النابعة منه». أما لافروف، فأكد «ضرورة الوصول إلى حلول لبنانية بعيداً من أي تدخل من الخارج، ومن خلال الحوار».
وقال وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق بعد لقائه الرئيس ميشال عون أمس، إنه شكره «على شجاعته وحكمته، وعلى قدرته على إدارة أزمة غياب رئيس الحكومة وجمع كل اللبنانيين على هذا العنوان وتجاوز كل العناوين الخلافية». ونقل عن عون أنه «أياً كانت طبيعة الأزمة السياسية التي نعيشها، فإن الانتخابات النيابية (في أيار/ مايو) ستجري في موعدها»، آملاً في عودة الرئيس الحريري. واعتبر أن «لاستقالة الحريري مضموناً سياسيا قد يكون من المناسب أن يناقشه المسؤولون الكبار ويطلعوا على مضمونه وما يمكن إصلاحه وما يمكن أن يساعد لبنان على استمرار استقراره».
وغادر المشنوق مساء إلى باريس وكذلك عدد من فريق الحريري أبرزهم مدير مكتبه نادر الحريري.
وفي باريس، قالت أوساط فرنسية متابعة الوضع اللبناني إنه إذا قرر الحريري خوض معركته السياسية إعداداً للانتخابات ينبغي لكي يكسبها أن يبني ميزان قوى لمصلحته على أن يتم تأمين الالتفاف السياسي حوله. وأضافت أن السؤال الرئيسي هو كيف يبني ذلك ويتموضع بالعلاقة مع إعلان استقالته وما ورد فيها؟ فعودته إلى بيروت تعني أن الأمور تغيرت هناك وتتيح له القيام بذلك. وأوضحت أن الحريري لم يقل للجانب الفرنسي إذا كان سيعود إلى بيروت ومتى، علماً أن القيام بمعركة سياسية من باريس ليس أمراً سهلاً. وإذا قرر خوض الانتخابات فهذا يعني أن عليه أن يجسد أكثر من أي وقت خيار لبنان أولاً والنأي بالنفس، وأن يظهر استقلالية عن الجميع، لأن «حزب الله» يمثل نقيض النأي بالنفس. كما سألت المصادر ماذا سيكون دور رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وغيره من الأطراف المسيحيين.