تحاول إيران أن تزرع الشك في الشارع السني اللبناني حول مصير الممثّل الأول للسنّة في لبنان
 

لم يكن أحد يتوقع أن يعمد محور الممانعة للتهليل لإستقالة الحريري، ولكن أحداً لم يعتقد أن طريقة التعاطي مع الإستقالة بهذا الإستخفاف والإسفاف في التخاطب بين الدول وإتهام المملكة العربية السعودية بإختطاف رئيس حكومة لبناني هو أيضاً مواطن سعودي ترك عائلته في السعودية حرصاً على أمنهم من مخاطر جديّة من عمليات إغتيال وتكفي الإشارة إلى حجم تجهيزات مواكب الرئيس سعد الحريري التي تضمّ أحدث التقنيات لكشف أي خلل ممكن أن يعترضها.
تحاول إيران أن تزرع الشك في الشارع السني اللبناني حول مصير الممثّل الأول للسنّة في لبنان، وتثير موجة هلع في هذا الشارع حول مصير الرئيس الحريري ودور السعودية في احتجاز حريته وتهديد عائلته، وذلك بغية كسر الصورة النمطية في الوجدان السني اللبناني الذي يُطلق عليها لقب "مملكة الخير"، فيما تأخذ إيران من خلال ممثليها في لبنان صفة المُدافع عن الرئيس سعد الحريري والمؤتمن على حياته وحريته رغبة في إستمالة الشارع السني اللبناني على نحو يشابه سنّة سوريا الموالين لإيران.

إقرا أيضا: لستَ وحدَك... البلادُ كلُّها في الإقامة الجبرية

هذه المحاولات التي نجحت إلى حدّ ما في زرع القلق، فشلت في إبعاد سنّة لبنان عن السعودية ودورها الطليعي وإمتدادهم العربي الطبيعي تاريخياً وجغرافياً، وبالتأكيد لم تنجح في إستمالتهم صوب إيران المتهمة أصلاً عبر أدواتها بإغتيال قادتهم وعلى رأسهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وعلى العكس من ذلك، فالشارع السني الذي ينتظر توضيح مصير رئيس الحكومة سعد الحريري، إلا أنه مؤيد تماماً للإستقالة ومسبباتها وظروفها وأصبح من الصعب العودة إلى ما دون سقف الإستقالة والعودة إلى نقطة الصفر وكأن شيئاً لم يكن، وبعد إنفضاح كذب محور الممانعة، التصلّب سيكون سيد الموقف رداً على المحاولات الإيرانية المكشوفة، وهذا الشارع لن يسامح من يحاول إغتيال زعيمه سياسياً كما لم يسامح من إغتال والده الشهيد جسدياً.