هل شهدت إيران في تاريخها الطويل زلزالًا أكبر من أحمدي نجاد؟!
 

زلزال عنيف ضرب المنطقة الحدودية بين العراق وإيران مساء الأحد 12 نوفمبر 2017 بقوة وصلت إلى 7.3 درجة على مقياس درجة العزم وترك دمارًا واسعًا وخسائر مادية وبشرية هائلة. 
وبينما يقول الإعلام الحكومي أن عدد الضحايا أقل من 500 شخصًا إلا أن المصادر المحلية من مختلف البلدات والمدن المنكوبة تقول أن عدد الضحايا يفوق الرقم الرسمي بأضعاف ذلك لأن الإحصائيات الرسمية تقتصر على الموتى الذين تم نقلهم إلى المستشفيات للتأكد من موتهم وأغلبيتهم من المدن أو المناطق القريبة من المدن وتم تسجيل هؤلاء على لائحة الأموات وأما الذين كانوا يقيمون في القرى والمناطق النائية لقوا حتفهم خلال الزلزال دفنوا من دون تطبيق الإجراءات اللازمة ولهذا ليس هناك إحصاءات لعدد هذا الصنف من الضحايا. 

إقرأ أيضًا: ترامب يمهد للحرب بين السعودية وإيران
وعليه هناك حاجة للتريث لمدة أسبوع أو اكثر لإحصاء العدد النهائي للخسائر البشرية. 
ولكن فيما يتعلق بالمباني المنهارة خلال الزلزال يقال بأن 11 وحدة سكنية دمرت في مدن محافظة كرمنشاه كما أن هناك مبان إدارية حكومية وحتى عدد من المستشفيات التي بنيت خلال السنوات الأخيرة تضررت وسط إستغراب الجمهور حيث أن المباني القديمة كانت أكثر صمودًا أمام الهزة الأرضية مقارنة مع المباني الجديدة. 
ومن تلك المباني الجديدة تلك التي تم بناؤها في عهد الرئيس السابق أحمدي نجاد ويصل عددها في جميع البلاد إلى أكثر من مليونين وحدة وتم بناء تلك المباني بشكل مستعجل ومخالف للأصول. 

إقرأ أيضًا: سفير إيران السابق يخّطئ الصورة النمطية عن السعودية
وقد أطلق أحمدي نجاد هذا المشروع في نهاية ولايته الأولى تحت عنوان مساكن المحبة دعمًا للفقراء والمحتاجين، ولكن تلك المساكن تفتقد إلى المواصفات الضرورية واعترض حينها الكثير من المختصين على اللامبالاة في بناء تلك المباني ولم يكن رد حكومة أحمدي نجاد إلا السخرية وتوجيه الإتهامات للمحتجين. 
وفعلًا سقطت تجربة مساكن المحبة خلال أول إختبار طبيعي له في زلزال كرمنشاه وحصدت المئات إن لم نقل آلافا وتحولت تلك المباني إلى توابيت للمواطنين في غرب إيران وبما أن إيران تتعرض كل عشر سنوات تقريبًا إلى زلزال كبير فإن الخوف يسود الملايين من الذين يسكنون في تلك المباني. 
هل شهدت إيران في تاريخها الطويل زلزالًا أكبر من أحمدي نجاد؟!

الشقق التي بنتها حكومة أحمدي نجاد لذوي الدخل المحدود لم تكن مجانية بل الحكومة أخذت أقساطها وتأخذ لكن ذهبت ضحية تلك الشقق الرخيصة المئات من الأرواح إذا لم نقل الآلاف حتى اللحظة.