الرئيس سعد الحريري أثبت بإستقالته بأنه يحظى بشبكة علاقات دولية واسعة عبرت عن نفسها بإعلان مواقف لجهة الإهتمام بوضعه الحالي
 

لا زالت تداعيات الإستقالة التي أعلنها الرئيس سعد الحريري لحكومته من العاصمة السعودية الرياض تتفاعل في الداخل اللبناني بين مختلف الأطراف السياسية والحزبية والمراجع الدينية وكذلك فإن أصداؤها لا زالت تتردد في العواصم العربية والإقليمية وعواصم القرار الدولي. 
وبالرغم من مرور أكثر من أسبوع على هذه القنبلة التي فجرها الرئيس الحريري في هذه اللحظة الحرجة التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط  فإن المعلومات لا زالت شحيحة جدا عن الظروف الشخصية التي يعيشها رئيس الوزراء اللبناني في المملكة العربية السعودية بحيث يكتنفها الكثير من الغموض،  الأمر الذي أطلق العنان للتكهنات التي قاربت درجة التنبؤات عن تفاصيل حياته الخاصة في الأيام الماضية والتي تتفاوت بين الإقامة الجبرية وحرية الحركة مرورا بالمنع من مغادرة المملكة والإملاءات السعودية على قراراته والتقيد بها دون إمتلاك أي مساحة من الحرية للإعتراض والتعبير بحرية عن قناعاته.
 ومما يزيد من هواجس اللبنانيين صعوبة التواصل مع رئيس حكومتهم المستقيل وعدم مبادرته للإتصال بأي من المكونات اللبنانية بمن فيهم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري وحتى مع أي من الفريق السياسي الذي ينتمي إليه بمن فيهم الفعاليات البارزة في تيار المستقبل. 
وحتى اللقاء الذي جمع الرئيس الحريري بالملك سلمان بن عبدالعزيز في قصر اليمامة الملكي والزيارات القصيرة التي قام بها إلى أبو ظبي فإنها في رأي بعض الأوساط السياسية اللبنانية ليست أكثر من محاولات سعودية للإيحاء بأن الحريري يمتلك كامل الحرية في تحركاته، فيما الواقع يعطي إنطباعا عكس ذلك ويشي بأنه يرضخ لضغوط ملكية وأميركية سعودية وقراراته داخلة ضمن روزنامة المملكة كمفردة من مفردات الصراع السعودي - الإيراني. 
وكان لافتا إهتمام العواصم الدولية بهذه القنبلة التي فجرها الرئيس الحريري بإستقالة حكومته وبتداعياتها على الساحة اللبنانية  وما يمكن أن تتركه من آثار سلبية قد تهدد إستقرار الوضع الأمني في لبنان. 

إقرأ أيضًا: رسالة إسرائيلية مزدوجة لروسيا وإيران
فالمجتمع الدولي بدا حريصا على إستقرار البلد  وأقدم على إتخاذ جملة مواقف تثبت تمسكه بحماية هذا البلد وأمنه وصونه وعدم تعريضه لأي هزة أمنية وعسكرية وسط نيران الحروب المشتعلة من حواليه في المنطقة، مع الإشارة إلى أن الرئيس الحريري أثبت بإستقالته بأنه يحظى بشبكة علاقات دولية واسعة عبرت عن نفسها بإعلان مواقف لجهة الإهتمام بوضعه الحالي ومن خلال تقاطر السفراء والموفدين والممثلين الدبلوماسيين إلى السعودية للقائه في منزله بالرياض. 
وفي هذا السياق صرح ناطق بإسم وزارة الخارجية الفرنسية بالقول  "سفيرنا في السعودية زار سعد  الحريري في منزله " وأضاف " نتمنى أن يحصل الحريري على كامل حريته في التحرك  ويكون قادرا تماما على القيام بدوره الحيوي في لبنان".
من جهته وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون حذر من إستخدام لبنان مسرحا لخوض نزاعات بالوكالة وحث كل الأطراف في الداخل اللبناني وخارجه على إحترام وحدة وإستقلال المؤسسات الوطنية الشرعية في لبنان بما فيها الحكومة والقوات المسلحة. 
وفي تحذير موجه إلى إيران وحزب الله شدد تيلرسون على أنه " لا مكان ولا دور شرعي في لبنان لقوات أو ميليشيات مسلحة أجنبية غير قوى الأمن الشرعية التابعة للدولة اللبنانية وهي السلطة الوحيدة المخولة حفظ الأمن. "
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس أجرى إتصالات بكل من السعودية وإيران ولبنان وقال :" إن ما يجري يدعو إلى القلق الكبير عندنا وما نريده هو صون السلام في لبنان ". 
وإذا كان من المبكر الحكم على التحركات والمواقف الدولية وما قد تؤول إليه من نتائج  إلا أن هناك سعي جاد من المجتمع الدولي لإحتواء مفاعيل الأزمة الناتجة عن إستقالة الحريري  والحؤول دون تطور الأمور إلى مواجهة بين أطراف إقليمية على الساحة اللبنانية.