لم يعمد السيد نصر الله إلى إطلاق أية نيّة في زحزحة الحزب عن مواقعه المتصلّبة، كالدعوة إلى تنظيم حوار داخلي من أجل سلاحه مثلا
 

كما كان متوقعاً بدا أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في إطلالته التلفزيونة هذه الليلة هادئاً قدر الإمكان، بما يتناسب مع أوضاع البلد المتوترة، فاللبنانيون عندهم ما يكفي من القلق والإضطراب والخوف من تداعيات استقالة الرئيس سعد الحريري، فكان لا بدّ من إطلاق جرُعات "طمأنة" من قائد "المقاومة"، والذي يمسك بتلابيب الوضع الداخلي اللبناني، شاء من شاء وأبى من أبى، وقد أنجز السيد اليوم هذه المهمّة بأمانةٍ وحزم، فلا موجب، في رأيه ونظره، لخوفٍ داهم من اعتداءٍ إسرائيلي، فالاسرائيلي لا يعمل وفق مزاج وليّ العهد السعودي، الإسرائيلي لا يتحرك إلاّ وفق مصالحه الإستراتيجية، لذا فهو دائماً يشرُط أي فعل عدواني اتجاه لبنان باعتداءٍ من حزب الله أو استفزاز، والحزب على ما يبدو، والله أعلم، وكما يُضمر السيد، لن يُقدم هذه الأيام على أيّ استفزاز ضدّ إسرائيل، أمّا الشائعات والتهويلات بأنّ "عاصفة حزم" ربما تُقدم عليها السعودية مع حلفائها باتجاه لبنان، فهي من قبيل الترهات والأباطيل، لأنّ تنفيذها يبدو مُستعصياً، إن لم يكن مستحيلاً.

إقرأ أيضا : لبنان و (صُفين ) جديدة
وعليه يمكن القول بأنّ الوضع الأمني ما زال متماسكاً، ومرشحة للإستقرار، وعلى قدرٍ كافٍ من الطمأنينة، وهي "طمأنينة" ضرورية هذه الأيام، إلاّ أنّها ليست كافية، فالاشتباك الإيراني-السعودي في ذُروته، والسيد الذي دعا للاحتكام والاعتصام بالدستور والقوانين والمؤسسات، لم يعمد إلى إطلاق أية نيّة في زحزحة الحزب عن مواقعه المتصلّبة، كالدعوة إلى تنظيم حوار داخلي، قد يُمهّد إلى "حلحلة" بعض المواضيع الساخنة المتعلقة بالسلاح وقرارات الحرب والسلم، والنّأي بالنفس عن الصراعات الإقليمية الساخنة، قد تكون هذه الدعوة لم يحن أوانُ إطلاقها بعد، وهذا ما يجعلنا نطلق على ما أعلنه السيد هذه الليلة ب"الاطمئنان القلق".