أشارت مصادر غربية إلى تفهم روسيا للهواجس الإسرائيلية في ما يتعلق بأبعاد إيران وحزب الله عن الجنوب السوري
 

الإشتباك السياسي بين مختلف الأطراف الدولية والإقليمية على الساحة السورية بحثا عن تسوية ترضي كل من دفع فواتير للحرب الدائرة منذ ما يقارب السبع سنوات  والتي طاولت كافة المناطق في سوريا لا زال  عاجزا  عن إجتياز بعض العقبات والعراقيل الناتجة عن الرؤى الإستراتيجية المتناقضة لحل الأزمة السورية ما يفتح المجال لأعمال عسكرية وضربات جوية تتراكم حتى تصل إلى لحظة خطيرة ما قد يؤدي إلى إنفجار كبير يعم أغلب دول المنطقة. 
فالولايات المتحدة الأميركية وروسيا لم تتفقا حتى اليوم على مصالح إسرائيل في سوريا وعلى ما يمكن أن يكون عليه الوضع مستقبلا فيها  وأيضا لم تتفقا على مصالح إيران التي إنخرطت في الحروب التي دارت منذ اللحظة الأولى لإشتعال الثورة فيها وما ترتب على ذلك من تضحيات باهظة ومرعبة تكبدها الشعب السوري من دمار مريع لبلدهم  بحيث أفرغت الثورة من مضمونها  وتحولت إلى ما يشبه المنافسة بين الأطراف المتحاربة للحصول على حصص والإستئثار بمغانم تتلائم مع حجم فواتير الحرب المدفوعة. 
وإسرائيل التي تحظى بتفهم أميركي ودعم مباشر من إدارة الرئيس دونالد ترامب يقلقها إستمرار إيران في عملية بناء مصانع للصواريخ على الأراضي السورية واللبنانية  ولن تستطيع البقاء مكتوفة الأيدي وتسعى إلى إفهام إيران أنها لن تتغاضى عن أي مصانع للمنتوجات الصاروخية على مرمى حجر من حدودها والتي تشكل خطرا داهما على أمنها وعلى شعبها  وبالتالي يهمها تذكير روسيا بالتفاهمات التي قد تم الإتفاق عليها بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق بشأن ضمان أمن إسرائيل. 
وإذا كانت الغارة الجوية التي قامت بها مقاتلات إسرائيلية منذ أيام قليلة مستهدفة مصنعا للصواريخ الإيرانية قرب حمص  ورد الدفاعات السورية بصاروخ أطلقته باتجاه الطائرات المغيرة التي نفذت الضربة تزامنت مع الزيارة التي قام بها الرئيس الروسي بوتين إلى طهران فهذا يؤشر إلى أن إسرائيل وجهت بهذه الغارة رسالة مزدوجة إلى روسيا وإيران في ذات الوقت  سيما وأن إسرائيل تعول على دور روسي لأنها ما تعتبره حالة إيرانية شاذة على الأراضي السورية واللبنانية. 

إقرأ أيضًا: لبنان بين التشدد الأميركي والتباين الأوروبي
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي قد أبلغ الرئيس بوتين شخصيا خلال الزيارة التي قام بها نتنياهو إلى موسكو منذ ما يزيد عن الشهر أن إسرائيل لا تستطيع أن تقبل بانشاء أي مصانع للصواريخ في سوريا  وترافقت هذه الزيارة مع غارة إسرائيلية قصفت مصنعا للصواريخ في بلدة مصياف القريبة من مدينة حماة. 
وأشارت مصادر غربية إلى تفهم روسيا للهواجس الإسرائيلية في ما يتعلق بأبعاد إيران وحزب الله عن الجنوب السوري الذي يشمل منطقة الجولان الحدودية وعدم إنتاج صواريخ إيرانية في سوريا ولبنان ،  إذ أن إسرائيل تتخوف من أن تنتهي هذه الصواريخ لتصبح ضمن المنظومة الصاروخية للمقاومة الإسلامية التي سبق أن قامت بقصف مناطق مدنية في إسرائيل أثناء حرب تموز في العام 2006. 
وفي السياق ذاته فإن إسرائيل وجهت عبر أطراف أوروبية عدة تحذيرات إلى النظام السوري من التداعيات التي قد تؤول إليها ما تعتبره أعمال عدوانية إيرانية منطلقة من الأراضي السورية. 
وإذا كانت القوى الدولية والإقليمية تسعى لتجنيب المنطقة من التعرض لحرب واسعة وخصوصا أوروبا التي تخشى من حرب قد تشنها إسرائيل في سوريا ولبنان وما تخلفه من فوضى كبيرة سيكون لها انعكاساتها السلبية المباشرة على دولها وخصوصا تلك المطلة على البحر المتوسط إلا أن هناك تخوف من أن يؤدي التصعيد المستمر بين إسرائيل وإيران في سوريا إلى زلزال كبير يهز المنطقة وينفجر نتيجة الوقوع في حسابات خاطئة على نمط لو كنت أعلم .