صباحًا ضجت صفحات التواصل الإجتماعي بفيديو سقوط طفل من الطابق الرابع في الرويس - الضاحية الجنوبية، هذا الطفل مجهول الهوية والذي أثار موجات محبة وإنسانية وتعاطف، بدا بخير أثناء تصوير مشهد بكائه من قبل أحد الحاضرين وان كان التصوير وصل أحيانًا لحد إختراق حرمة الأشخاص فإن هذا المشهد خال من أي عيب.
ناس متجمهرة وطفل يبكي، مشهد كالأفلام ربما لكنّ بجولة سريعة على التعليقات الواردة على هذا الفيديو الذي انتشر بأكثر من صفحة، يبدو أن الجميع أصبحوا أولياء أمر هذا الطفل وربما ابنهم وليس إبن والدته.
المستفز في هذه التعليقات والتي تراوحت بين حدة الكلام الجارح والتعاطف المتوقع مع الطفل، الكلمات الجارحة التي انهالت على الأم، فما بين " ملتهية عالواتس اب والتلفزيون" وما بين " ليش الصبي متروك لوحدو" استقرت غالبية التعليقات وان كان الأمر لا يخلو من متعاطف مع الوالدة بحجة أنها "ساعة غفلة".

إقرأ أيضًا: مديرية الدفاع المدني فوضى ثمنها ارواح
كيل الإتهامات الصادرة من مخيلة العالم الإفتراضي تم توضيحها من قبل أحد الناشطين على فيسبوك والذي أكد أن " الطفل بخير الآن، وان حقيقة ما حصل تعود إلى أنه أثناء تواجد الأهل مع الضيوف، استيقظ الطفل النائم في غرفته وفتح باب غرفته متوجهًا للخارج فوقع"، لكن حتى هذه الحقيقة لم تخرج الأم من قفص المحاكمة فكان التنظير سيد الموقف ومن هؤلاء من اعتبرت أنه يجب أن يكون باب غرفته الخارجي مقفلًا وأخرى رأت أنه لا يمكن ترك الطفل حتى لو كان نائمًا وغيرها من محاضرات التنظير التي إن برهنت عن شيء فإنها بعيدًا عن التعاطف تدل على أن " كل شخص صار يفهم أكتر من الإم" وأن " كل شخص أصبح لديه حرية التدخل بحياة هذه الوالدة التي استيقظت لتجد أن إبنها ليس إبنها بل هو إبن العالم الإفتراضي!
تدخل  ومحاضرات كأنهم أنجبوا هذا الطفل بدلًا من الوالدة لكن هل وضع أي أحد نفسه مكانها قبل مهاجمتها؟ بالطبع لا والحقيقة تكمن أنه لم يشعر أي شخص بوهلة ما عانته وربما كاد قلبها أن يتوقف رعبًا، فكفانا تدخلًا وإصدار أحكام.