الدعارة أو بائعات الهوى هي المهنة الأقدم والأكثر درًا للمال، ولكن إنتشارها في الفترة الأخيرة أصبح بشكل مخيف داخل المجتمع اللبناني!
 
لا يخفى على أحد إنتشار ظاهرة "بائعات الهوى" في المجتمع اللبناني بشكل لافت في الفترة الأخيرة.
فنادق، شقق الزبائن، دليفري حتى على الطرقات وعلى "عينك يا تاجر" والخدمات متوافرة للجميع، أما الأسعار فتبدأ بأرقام صغيرة لتصل إلى أرقام خيالية وفقًا للمكان ونوعية الزبون، وتعمل أغلبية الفتيات ضمن شبكات سريّة يديرها قوّادون يشرفون عليها ويستحصلون على نسب كبيرة من مداخيلهن، في حين يعمل البعض بشكل مستقل، وهن يصطدن الزبائن بعبارة "لقدام شوي" وهي المسافة المطلوبة لتحديد السعر والمكان.
وقد ساعد إنتشار الهاتف ومواقع التواصل الإجتماعي على نطاق واسع في تطور هذه المهنة وإتساعها حيث تصل الفتاة إلى الشاب أينما كان وبأي وقت يريد، فكل ما يتطلبه الأمر الإتصال على رقم رئيس الشبكة أو حتى إرسال رسالة عبر " الواتس آب " وتصل الفتاة إليك ولمدة ساعة تقريبًا مقابل حوالي 100 ألف ليرة، وإذا كنت ترغب بنهار كامل فلا مانع ولكن هنا تزيد التسعيرة بشكل كبير خاصةً إذا كانت "دليفري"، وعلى رغم توقيف أعداد كبيرة من شبكات الدعارة إلا أن المهنة الأقدم في العالم لا تزال في إزدياد يومًا بعد يوم في ظل إزدياد إقبال الشباب على تلك الأماكن، وتفضيل العديد منهم أن يخرج من مشاكله عبر الجنس.
 
 
"الإدمان" على "بائعات الهوى" 
 
إن الأشخاص الذين يدمنون "بائعات الهوى" هم ذو شخصية مضطربة نفسيًا، بحسب التقرير الذي نشرته صحيفة "النهار"، فضلًا عن الظروف الإقتصادية الصعبة التي تمنع العديد من الشبان من الزواج، والنظرة الذكورية الدونية للمرأة، حيث يحاول البعض منهم إثبات رجولته بهذه الطريقة، ولا ننسى  دور العلاقة الأسرية فغياب الروابط العاطفية فيها يدفع البعض إلى البحث عن علاقة عاطفية خارج إطار محيطه.
وأضاف التقرير، إن إختيار طريق "بائعات الهوى" يعود إلى الإضطرابات والضغوطات  النفسية والإكتئاب، أو لتعرض المدمن في طفولته إلى إعتداء جنسي، فيعتاد ذلك وينغمس في النشاط الجنسي معتقدًا أن الشعور باللذة هو عند قيامه بالعملية الجنسية وتعرضه لإضطرابات نفسية في حال توقف.
 
تداعيات " الدعارة وبائعات الهوى" إجتماعيًا
 
للإدمان على بائعات الهوى آثار سلبية على تشكيل الأسرة كمؤسسة مترابطة وكوحدة أساسية مكونة للمجتمع كذلك يساهم في تراجع معدلات الزواج ( إرتفاع ظاهرة العنوسة ) والطلاق.
وتتجلى العلاقة بين العزوبية والدعارة والإدمان عليها ضمن السرد التالي :
- العزوبية المفروضة على الرجال في مقتبل العمر نتيجتها الحتمية اللجوء إلى الدعارة، فالشاب ليس بمقدوره الزواج قبل الخامسة والثلاثين أو الأربعين.
- هناك من يرى أن إستغراق الرجال وتلذذهم بممارسة الدعارة، هو في حد ذاته عاملًا في تزايد العزوبية، فبائعات الهوى كثيرات ويسهل الوصول إليهن وكن سببًا رئيسيًا في إشباع رغبات العزاب بشكل تحول إلى إدمان يصعب الإقلاع، عنه وكأنها المرأة العاطفية الوحيدة القادرة على إعطائه الحب الحقيقي.
 
 
- إن بلوغ الشاب لـ 35 عامًا وما فوق من دون أن يدخل في علاقة جدية، وإكتفائه بالمصاحبة يبعد فكرة الزواج بإعتبارها مؤسسة فاشلة تنتهي بالدخول في الروتين اليومي أو بكم هائل من الكذب والخداع بين الطرفين أو تنتهي بالطلاق. 
- إن الوضع الإقتصادي الصعب وعدم الإتفاق مع الزوجة أو عدم الإنسجام يحتم الخيانة واللجوء إلى بائعات اللذة، فيكون ذلك من باب التغيير وحب التجربة وتلبية الرغبات التي لا يمكن للزوجة تلبيتها.
إذًا، مشكلة الدعارة وبائعات الهوى لها تداعيات سلبية خطيرة على الشاب اللبناني خصوصًا وعلى بنية المجتمع عمومًا، فكيف إذا وصلت هذه الآفة إلى حد الإدمان القادر على تدمير ليس فقط مستقبل أجيال بل مجتمعات.