أزيز ال Mk هذه الفترة هو أكثر من مجرد أزيز
 

ليس نعيق طائرة ال Mk الإسرائيلية على مدار الساعة في سماء الجنوب هي ما يقلق أهالي الجنوب، فهي للأسف قد أصبحت جزء من يومياتهم حتى كأنهم اعتادوا على وجودها فوقهم، وصار إختفاء صوتها هو محل تساؤل: (لك وين الأم الكا)؟ 
إلا أن تواجد هذه اللعينة في سماء الجنوب، مصحوبة مع نعيق دونالد ترامب شبه اليومي والتصعيد السياسي والإعلامي بين أميركا وإيران هي ما يقلق الجنوبيون، ولا داع هنا لإستحضار التحرشات الإسرائيلية الميدانية بدءًا من المناورات التي أجراها العدو منذ أسابيع والتي قيل أنها الأكبر منذ أمد بعيد وليس آخرها ما أنزله أدرعي على صفحته لصورة قيادي في حزب الله مدعيًا أنه مسؤول منطقة الجولان بعد إتهام السيد حسن شخصيًا بالوقوف وراء إطلاق قذيفتين بإتجاه الكيان الإسرائيلي من نفس المنطقة. 

كل هذا مضافًا إلى تذكّر إدارة ترامب لحادثة تفجير مقر المارينز التي حصلت في ثمانينات القرن الماضي والإحتفال بهذه الذكرى مع التأكيد على القول من أكثر من مسؤول أميركي بأن معاقبة الفاعلين هو أمر حتمي وقريب.

إقرأ أيضًا: هل بدأت الحرب الإسرائيلية على حزب الله من تدمر؟
وفي هذا السياقات المتوقعه أصلًا من قيادة الحزب قبل حتى وصول ترامب إلى البيت الأبيض والخشية التي كان يبديها في حال وصوله، لا بد من التذكير بالخطأ الإستراتيجي الذي أوقع حزب الله ومن ورائه ايران نفسيهما به، عبر الإستمرار بسياسة الإتكاء على الأمان من الجانب الأميركي الرادع بنظرهم لأي مغامرة إسرائيلية ممكنة بفضل بركات الإتفاق النووي، وحاجة الطرفين إليه، مما ساهم بالإندفاعة المتهورة نحو العداء للمحيط العربي وفي مقدمته السعودية وباقي دول الخليج.
بدل الإستفادة من فترة خفض التوتر على الجبهة الأميركية - الإسرائيلية لمد جسور التعاون وبناء أفضل العلاقات مع المحيط العربي، راح الإيراني بغروره وعنجهيته إلى تحويل مخزون العداء المكنون بإتجاه المملكة السعودية وتحول شعار الموت لإسرائيل إلى الموت لال سعود، مما دفع بالعرب أيضًا إلى اعتبار أن الخطر الإيراني بالمنطقة والحد من نفوذه هو أولى أولويات المرحلة، والعرب حاضرون من أجل دفع هذا الخطر الإيراني المحتم لتقديم كل ما يمكن تقديمه من مغريات لأميركا وإسرائيل ومعهم روسيا أيضًا وهو حتما أكثر مما قدمته إيران عبر الإتفاق النووي.
وصار الإسرائيلي للأسف بموقع التفاضل بين التقديمات الإيرانية والتقديمات العربية، وأغلب الظن بأنه يتجه سريعًا إلى الميل نحو دفة التقديمات العربية، بما ينسجم أكثر مع مصالحه الإستراتيجية وأول إرهاصات هذا الميل هو ضرب التمدد الإيراني في المنطقة، وبالتالي فإن أهل الجنوب يعرفون جيدًا بأن أزيز ال Mk هذه الفترة هو أكثر من مجرد أزيز، وهو أشبه ما يكون بدقات طبول الحرب التي يعرفها جيدًا أهل الجنوب وينتظروها من خلف الباب حتى وإن بدأت في الجنوب السوري.