عيب. والله عيب. هذا رجل تاريخي، فتوقفوا عن مساواة صورته بفكرة تقبيل الأحذية
 

أحببته أو كرهته، وافقت على توجهاته السياسية والعسكرية أو رفضتها، أُعجِبت بـ7 أيّار أو اعتبرته اجتياحاً غادراً لبيروت والجبل، قبلت قتاله في سوريا أو رأيت فيه احتلالاً لبلد عربيّ بأجندة إيرانية... أياّ كان موقفك السياسي منه، فإنّ الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله هو شخصية تاريخية.

لا بأس، لا يجفلنّ كارهوه ولا محبّوه. صلاح الدين الأيوبي شخصية تاريخية، وكذلك جمال عبد الناصر، ومثلهما أدولف هتلر. ومن قرأ سيرة حياة هتلر وشاهد أفلاماً عنه، يعرف أنّه كان بطلاً في عيون مناصريه، كذلك كان مجرماً في عيون ضحاياه.

نصر الله أيضاً شخصية إشكالية سيكون لها صفحات كثيرة في كتب تاريخ لبنان والمنطقة بعد مئات السنوات. من دوره في تأسيس حزب الله إلى دوره في مقاومة إسرائيل مروراً بدوره في احتلال سوريا وتحويل ثورتها إلى حرب أهلية، وصولا إلى دوره في محاولات هزّ أنظمة الحكم في البحرين والكويت والسعودية ودوره في حرب اليمن وفي عمليات داخل دول عربية وغربية.

إقرأ أيضًا: أهالي حي السلم يشتمون نصرالله على الهواء مباشر

أحببته أو كرهته، فإنّ هذا الرجل شخصية تاريخية، فلماذا يصرّ مناصروه على ربطه بفكرة تقبيل الأحذية؟ لماذا يصوّر أحد نواب حزب الله كِبرَ قدر نصر الله في فرحته بأن يقبّل مريدوه كعب حذائه؟ ولماذا إصرار مسؤولي الحزب أن يعتذر هذا من نعله، وأن يكون ذاك فداء لقدمه، وأن يقول ثالث: أنا فداء نعلك !
بدل أن يربطوا صورته بالعقل والحكمة والعفو والتسامح والحبّ والمساعدة والإنسانية، تراهم يندفعون إلى أن يختصروا "عظمته" بقدرته على مساواة الناس بفكرة تقبيل حذائه وقدمه.

أيّ قائد هذا؟

أيّ زعيم يرمي حذاءه بين الناس ليتهافتوا على تقبيله؟

أيّ إنسان يقبل أن ينحني نائب ليقبّل صرمايته؟

وأيّ سياسي يسمح لمقدمة نشرة إخبارية أن تتحدث عن قداسة "غبرة صبّاطه"؟

ولو كان رافضاً هل كان ليتجرّأ مناصروه ومساعدوه على الإعادة والتأكيد والإصرار على هذه الصورة.

لماذا يقبل السيد نصر الله بهذا التجديف الديني والإساءة المعنوية لصورته؟

كيف وافق على هذه السفاهة في القول والفعل ممن يحبونه أو يخافون منه أو حتّى يريدون مسايرته؟

عيب. والله عيب. هذا رجل تاريخي، فتوقفوا عن مساواة صورته بفكرة تقبيل الأحذية.