ملكة جمال المحجبات تجتاح مواقع التواصل الإجتماعي، واللبنانيون ينقسمون
 

مسابقة "ملكة جمال المحجبات"، فكرة أطلقتها المصرية "آية محمود" منذ ثلاث أعوام بهدف وضع الفتاة المحجبة في دائرة الضوء، وإثبات أن المحجبة بإمكانها الدخول في هكذا نوع من المسابقات والفوز بها.
وقد جاءت هذه الفكرة من منطلق الإيمان بحق الفتاة والسيدة المحجبة في العمل بأي مهنة تحلم بها، وممارسة حياتها بشكل طبيعي دون التعرض لأي مضايقات،على أساس أن حجاب الفتاة جزء من هويتها، ولا ينقص من تفكيرها أو شخصيتها شيئًا.
وتُقام هذه المسابقة سنويًا منذ ثلاث سنوات في "مصر"، وفي كل مرة لايتوقف الجدل بين مؤيد ومعارض لها أي بين الحلال والحرام، أما اليوم جاء دور لبنان.
"مس حجاب" هو جديد الإبتكارات اللبنانية حيث قرر أحد الشبان تنظيم "حفل ملكة جمال للمحجبات في لبنان"، والتي روجها عبر مواقع التواصل الإجتماعي ما دفع عددًا من الشابات إلى الإشتراك وبلغ عددهن إثنتي عشرة، والهدف منه إختيار ملكة في النهاية هي صاحبة الوجه الأجمل، والثقافة الأوسع، بحسب المنظمين.

إقرأ أيضًا: أنتِ وأنا أيضًا معًا ضد التحرش الجنسي
لم يمر سوى ساعات حتى ضجت مواقع التواصل الإجتماعي بين مؤيد يرى أنه من حق "المرأة المسلمة" أن تعبر عن نفسها وتثبت وجودها في مباريات الجمال والإضاءة على ذكاءها وثقتها بنفسها دون أن تنتقص قيمة الحجاب.
وبين معارض يعتبر أن وظيفة الحجاب إخفاء مفاتن المرأة، وليس لكي تعرض نفسها به، وبإمكانها أن تشارك في مسابقة جمال عادية دون حجاب.
وإعتبر هذا الفريق أن هذه الفكرة مشبوهة تحاول الإساءة إلى حجاب الفتاة اللبنانية، متسائلين كيف يسمح أي رجل لإبنته بأن تشارك في هذا الحدث، حيث أن شبانًا كثرًا سينظرون إلى صورها ويتمعنون فيها، داعين المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى ودار الفتوى إلى التحرك لوقف ما أسموه "تشويه الحجاب"، وعلى خلفية ردود الفعل الرافضة هذه أقدم عدد من الفتيات إلى الإنسحاب من المسابقة التي لن تبصر النور بعد أن قرر منظمها إلغائها.
بين الحلال والحرام، بين الدين والعلم، وبين الإنفتاح والإنغلاق.. أُلغيت مسابقة جمال المحجبات في لبنان بعد أن أدت إلى إنقسام اللبنانيين مجددًا حول فكرة لا تستدعي الإهتمام كما تحتاج الإهتمام بأمور مصيرية كمواجهة الدولة ورفض الضرائب الجديدة مثلاً، أو محاربة الفساد....