إن أعظم مبدأ في الدولة الديمقراطية العلمانية هو مبدأ التداول السلمي للسلطة
 

 

أقول منذ 100 ألف سنة وحتى يومنا هذا أعظم ما أنجزته الإنسانية ليس الكمبيوتر ولا الطائرة ولا الغواصة النووية ولا الإنترنت ولا الفايسبوك ولا الهاتف ولا التلفزيون والمكيف إن أعظم ما أنجزته الإنسانية على مدار 100 ألف سنة هي الدولة الديمقراطية  العلمانية ( والدولة العلمانية غير الديمقراطية هي سرطان كالدولة الدينية الإستبدادية ) وإن أعظم مبدأ في الدولة الديمقراطية  العلمانية هو مبدأ التداول السلمي للسلطة هذا المبدأ وحده الذي يحمينا من سرطان الإستبداد الديني والعلماني  وشروره وفظائعه وكوارثه ومجازره وانتهاكاته ويؤسس لإقامة دولة عظيمة وشعب عظيم  بحقوق الإنسان وعظيمة بشتى حقول الحياة .
إن مبدأ التداول السلمي للسلطة ، به يشعر الحاكم رغم أنفه ويعرف أنه قد يفقد السلطة بعد أربع سنوات ، فلا يتجرأ أن يستبد  أو يسرق  أو يظلم ، لأنه سيُحاسَب ، كما ولن يسمح لغيره أن يمارس الفساد والسرقة ، وإن لم يحكم البلاد بدستور وقانون وبحكمة و عدل  سوف يعزله الناس ، و يحاسبوه بقوة القانون وبقوة الدستور .

إقرأ أيضا : فقه القومة والخروج على الحاكم المستبد
 إنَّ الحكومة الديمقراطية تنشدها جميع الشعوب ويؤمن بها كل فيلسوف ومشترع يهدف إلى الخير والصالح العام ويتغنى بها الأدباء والشعراء والأحرار والديمقراطية هي التي عناها الإمام علي( ع ) بقوله :
" وإنّ سخط الخاصة أي الأقلية يُغْتَفَرُ مع رضا العامة أي الأكثرية".
ومعنى هذا في واقعه أن الحاكم ليس هو إلاّ وكيل الجماعة لتأمين غاياتها وأهدافها وممثل للسلطة لا مالك لها.
هذا كلام ثقة مراجع الشيعة الفقيه العالم الجليل الشيخ محمد جواد مغنية رضوان الله عليه "  إنني وبشكل منطقي أؤيد الديمقراطية وهذا الفكر ينسجم مع الدين والذين يرفضون الديمقراطية سبيلاً فإنّهم يدعون إلى الديكتاتورية والقهر وهو ما ابتليت به المجتمعات الإسلامية على مدار 12 قرناً ، وأنا لا أحسب أنّ عاقلاً ينصحنا بترك الديمقراطية للبحث عن بديل آخر نعم إنّ للديمقراطية سلبيات لكن سلبياتها هي أقل ضرراً من سلبيات الأنظمة الديكتاتورية إنّ للديمقراطية عيوبها ولكن حين نلاحظ البديل فإنّنا لا نتردد في الأخذ بالديمقراطية ."
هذا الكلام من أقوال العلامة السيد محمد خاتمي رئيس جمهورية إيران الإسلامية " لن نذوق في الشرق طعم العدالة والإستقرار والتنمية والعمران وكرامة الإنسان بالأحزاب الدينية وبالأحزاب العلمانية غير الديمقراطية أو الأحزاب العلمانية التي مسخت مبادئ الديمقراطية كما مسخت الأحزاب الدينية مبادئ الدين وزورت سيرة نبيه وجعلته نبيا قاسيا عنيفا غليظا بعدما جعله الله رحمة للعالمين وعلى خُلُقٍ عظيم وعلى قلب لين رحيم."