أحسنت يا سيد مرزوق الغانم، وأجدت ووفّيت
 

لربما يكون مرزوق الغانم (مندوب الكويت في مُؤتمر البرلمانيين الدولي) لم يطّلع على تنظيرات القوميّين العرب خلال المائة عام المنصرمة، وهو بالطبع لم يكن عضواً في حركة القوميين العرب أواسط القرن الماضي، أو ناشطاً في حزب البعث العربي الإشتراكي (أمةٌ عربية واحدة ذات رسالةٍ خالدة) ، إلاّ أنّه كان حاضراً في هذا المؤتمر عن دولة صغيرة في الخليج العربي، لم يكن ممثلاً لمجلس التعاون الخليجي، ولا الجامعة العربية، ولا عن المؤتمرات الإسلامية، ولا عن تجمّعات العلماء المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، كان حاضراً عن دولة الكويت، ووقف في وجه رئيس البعثة الإسرائيلية في المؤتمر، ليتّهمهُ بالإرهاب، وأنّه يُمثّل إرهاب الدولة (الدولة المغتصبة لأرض فلسطين) وهو أشدُّ أنواع الإرهاب، وأن لا مكان له في محافل تُقدّس حرية الإنسان وكرامته، وتُدين كافة أشكال الإرهاب، ومع أنّ السيد الغانم لا يملك سلطة طرد المبعوث الإسرائيلي خارج القاعة، إلاّ أنّه أمرهُ بلهجةٍ حازمة أن يخرج من القاعة (مدحوراً مذموما) بعدما أدانته كافة وفود المؤتمر: أخرج إن كانت عندك ذرّة كرامة، مُمثّل دولة الإرهاب والإغتصاب والقتل والتهجير، ممثّل قتلة الأطفال.
وبما أنّ المندوب الإسرائيلي وجد أخيراً في مكامن نفسه هذه "الذرّة" من الكرامة، امتثل لأمر الغانم وغادر القاعة يجرُّ خزيهُ وعارهُ وراءه.
أحسنت يا سيد مرزوق الغانم، وأجدت ووفّيت، كان بنو نُمير أشراف قيسٍ وذوائبها حتى قال جريرٌ فيهم:
"فغُضّ الطّرف إنّك من نُميرٍ 
فلا كعباً بلغت ولا كلابا.
فما بقي نميريٌ إلاّ طأطأ رأسه."