شو يا أشطة، أكيد ماما كانت نحلة علشان تخلف العسل ده كلو، والأكيد أن مشكلة التحرش الجنسي تتضخم بشكل خطير لا يمكن تجاهله أبدًا
 

التحرش.. قضية غير مستجدة، فهي آفة إجتماعية متفشيّة في لبنان والعالم العربي والغربي، وبالرغم من شيوع هذه الظاهرة إلا أنه يتم السكوت عنها، والأخطر هو تعايشنا معها بوصفها أمرًا طبيعيًا.
وللأسف يشكل التعتيم على قصص التحرش نتيجة الخجل والخوف عاملاً أساسيًا في تكرارها عوضًا عن ردع المتحرش، ولهذا فإن تسليط الضوء على هذه القضية الخطيرة سيُشكل رادعًا لمن يمارس هذه الأفعال المقززة، ويُساعد للحد من الجرائم الجنسية.
"أكيد ماما كانت نحلة علشان تخلف العسل ده كلو"، "شو يا أشطة"، هذه الكلمات ليست إلا أمثلة بسيطة عن التحرش اللفظي أي (التلطيش) التي توجّه للنساء في الأماكن العامة أكان لباسها محتشمًا أو متحررًا، عدا عن الإعتداءات الجنسيّة التي تزداد بشكل مضطرد، وقد تخطّت في الفترة الأخيرة المعقول في شناعتها.
كثيرة هي الحملات التي أُطلقت محليًا وعالميًا لإدانة التحرّش الجنسي، والتضامن مع ضحاياه وتشجيعهن على عدم السكوت، وكسر حاجز الخوف لدى الضحايا وتشجيعهن على الكلام والإصرار على المواجهة قانونيًا، وآخرها حملة "أنا أيضًا" (me too) وهذه العبارة أحدثت ضجة واسعة على مواقع التواصل الإجتماعي، واختصرت ما تعانيه النساء في كل مكان، في الشرق والغرب ومختلف أنحاء العالم.

إقرأ أيضًا: البلدان النامية ستخسر تريليونات الدولارات بسبب الزواج المبكر
وقد انتشر هاشتاغ (metoo#) أو (#أناأيضًا) بعد أن نشرت النجمة الأميركية أليسا ميلانو تغريدة على حسابها عبر تويتر دعت فيها كل النساء اللواتي تعرضن للتحرش أو لإعتداء جنسي إلى نشر تجاربهن، وقد انتشر الهاشتاغ عالميًا وتفاعلت الملايين من النساء مع الهاشتاغ، وتحدثن عن تجاربهن مع الإعتداء الجنسي أو تعرضهن للتحرش.
وسلط الهاشتاغ الضوء على ظاهرة التحرش، والأثر النفسي الذي يتركه على من تعرّضن له، وكان التأثير مضاعفًا في العالم العربي الذي يعاني من أزمة مستعصية في ظاهرة التحرش وشاركت العديد من النساء بكل أطيافهن الإجتماعية والثقافية تجاربهن، في محاولة لكسر الصمت.
هذا التفاعل الملحوظ مع الحملة، من خلال مواقع التواصل، عكس تراكمًا للوعي وإدراكاً لمخاطر السكوت وتأثيراته على الضحايا، وجعل النساء يجتمعن على معاناتهن من خلال دعمهن لبعضهن البعض، وتأكيدهن بأنهن لسن وحدهن بل هناك من يعاني مثلهن ويتفاعل معهن.
إذًا، على أمل أن تحقّق جهود هذه الحملة نتائج حقيقية على قدر التوقعات، ليتحول الجيل الصاعد إلى شعب مثقف وواعٍ لا يعاني من عقدٍ جراء هوس بعض الأشخاص الجنسي الشاذ، الذي قد يؤدي إلى تطرّف أفراد أو حتّى شعب بكامله.