بات اللبنانيون يمرّون أمام ترهات الوزير مرور الكرام، فقد اعتادوا رفع هذه الشعارات عند كل مُنعطف سياسي
 

أولاً: حملة باسيل الدائمة ضد النازحين

يحضر ملفّ النازحين السوريين يومياً في خطابات وزير الخارجية جبران باسيل، مُحرّضاً على "الأشقاء" الذين بات حضورهم مصدر قلق اجتماعي- نفسي واضطراب أمني، واختلال ديمغرافي، إلى ما هنالك من "هواجس" الوزير الذي بزغ نجمُه كحاملٍ لهموم الوطن وهموم سيادته واستقلاله وديمومة كيانه، حتى بات اللبنانيون يمرّون  أمام "ترهات" الوزير مرور الكرام، فقد اعتادوا رفع هذه الشعارات عند كل مُنعطف سياسي يكون التيار الوطني الحر ورئيسه بحاجةٍ ماسة للشّحن الطائفي واستغلال النفوذ وتبوُّء المناصب الحكومية والأمنية والإدارية. وهذه الأيام، يبدو ملفّ النازحين ملفّاً دسماً عشية المعارك الإنتخابية القادمة، لذا يُحكى هذه الأيام عن خُطّة "ترحيل" من إعداد وإخراج وزير الخارجية، يأمل عرضها على مجلس الوزراء علّها تنال موافقته.

إقرأ أيضًا: معالي الوزير باسيل: ١٣ ت١ يوم الذُّل والهوان لا يوم العزّ والفخار

ثانياً: دخول رئيس الجمهورية على الملف

الجديد اليوم، دخول رئيس الجمهورية بقوة على هذا الملف، فيستدعي سفراء الدول الخمس الكبرى لوضعهم أمام "مسؤولياتهم" التاريخية (مع الأمم المتحدة طبعًا) للإهتمام الكافي بهذا الملف، ودقّ ناقوس الخطر من إنفجارٍ قريبٍ لا تُحمدُ عقباه في وجه لبنان، إذا لم يُبادر الجميع ويستعجل عودة النازحين إلى ديارهم، مع التّرويج بأنّ بلادهم باتت "واحة أمان" تحت رعاية نظام بشار الأسد، والذي لن يألُ جهداً في حُسن استقبالهم، وتوفير كافة مستلزمات العودة، بعد أن عمّ السلام ربوع القطر السوري وبدأت عمليات إعادة الإعمار بنجاحٍ تام، مع تقدُّم العملية السياسية على العمليات الحربية، واستعداد القوات الروسية والأميركية والتركية والميليشيات الإيرانية للانسحاب فورًا مع بوادر عودة النازحين إلى بلدهم الذي غادروه مُكرهين.

إقرأ أيضًا: الرياشي: الحكومة في خطر... وباسيل يدفع بها نحو الهاوية

ثالثاً: ملفُّ النازحين ليس ملفّاً سيادياً يا سادة 

هذا الملف، وفي هذه الحقبة بالذات، ليس ملفاً سيادياً، ولعلّه ملف وهمي في رؤوس مُخترعيه وصانعيه، وذلك لتغطية ملفّات سيادية أكثر راهنية وحيوية ومفصلية في مصير لبنان الكياني والمستقبلي، وهؤلاء النازحين ليسوا رهائن كما يحلو للبعض إظهارهم، ويجب أن لا يُستعملوا كمادة للاستغلال والتوظيف السياسي والأمني، كما أنّه لا يجوز لأحدٍ أن ينذُر تقديمهم قرابين على مذبح الأوهام والعنتريات الفارغة. 
قالت إمرأةٌ أنصارية كانت مأسورة ونجت على ناقة النبي (ص) وقالت: "إنّي نذرتُ يا رسول الله إن نجّاني الله عليها أن أنحرها"، قال النبي: "بئسما جزيّتيها، ولا نذر لأحدٍ في ملك غيره".