الحل ليس عندي وليس بيدي ولكنني أبحث عن عقلاء في صناعة الحياة
 

نتعب ونشقى ونبحث عن موارد الرزق والعيش في كل أسبوع، وننتظر يومه المبارك لنذهب إلى بيتٍ من بيوت الله، للشكر والصلاة والدعاء، ونفضفض له ما في قلوبنا ونفوسنا من مآقي وأشجان وشجون، وحزن وأحزان، وألمٍ وآلام، وها هم طبقة رجال الدين ومعهم الطبقة السياسية الملتحية بتلك اللحى، كيف يبتاعوننا ويبيعوننا قبل أن يسمعوننا ويفهموننا، وهم يعيشون في أبراجهم المحمية من كل همٍ وغمٍ ودَينٍ وبطالةٍ، ويخاطبوننا بالصبر والأجر وعظيم الثواب. في مجتمعاتنا حيث نسبة البطالة مرتفعة وعالية وتبقى الديانات من التجارات الرابحة التي يسرها لهم ربهم، لذلك نحن نقترح على هذا المجتمع الذي يبحث عن مصدر عيشه، أن يرسل أولاده ذكوراً وإناثاً إلى الحوزات الدينية والمدارس الفقهية ليتعلموا الفقه والأصول والعقيدة، بدلاً من بعثهم إلى المدارس التعليمية والجامعات والمعاهد الفنية.

إقرأ أيضا : لماذا يرفض الشعب اللبناني حركات الاصلاح ؟
 أولاً: هذا  يحتاج إلى دفع المال .
ثانياً: تتعب عليه بصرف عمرك ومالك وتعبك.

وعندما يتخرج لا يجد وظيفة أو عمل، ويبقى أمامك تندب حظه وحظك، أما عن إقتراحنا فإنه لا يحتاج إلى وقت من صرف عمره من أجل تحصيل العلم والشهادة، فبمجرد إرساله إلى تلك المعاهد سرعان ما يتخرج ويتقن فن الوعظ والموعظة، وإن كان سريع البديهة فيتقن فن التمثيل في مواعظه ودروسه، حينها سيوظَّف فوراً من غير أن يتحمل أي مسؤولية، ومن غير أن يتحمل مسؤولية الطبيب أو المهندس أو المحامي، لأننا لم نسمع عن مفتي أو قاضي شرع أو موظف في دائرة الدين أن أعطى الحق لمن له الحق،أو لمطلقة أن تلاحقه في المحاكم كما سيفعل هو بالذات إذا ما كان الطبيب الذي يعالجه أو يعالج أحد أبنائه العظماء أو المهندس الذي يشرف على بناء قصره ومحميته فيما لو ارتكب الطبيب أو المهندس أي خطأ.

إقرأ أيضا : فقه القومة والخروج على الحاكم المستبد
وأضيف على هذا المقترح أن نوظف أولادنا في الأحزاب فحينها نضمن لهم الوظيفة في مجتمعنا الطائفي الذي نراه تحفة تاريخية قلَّ مثيلها تأكلها جراثيم الفساد السياسي والإقتصادي والإجتماعي والديني والمذهبي والطائفي، لأننا نعيش في جمهورية ساهمت في صناعة الأكل والهضم وبمباركة أهل الحل والربط الذين نراهم يفرحون بمقولة فرِّق تسد، في كل الطوائف والمذاهب الذين ضيَّعوا علينا المعايير ونحن بدورنا وإرادتنا أضعنا جوهر الإيمان بالوطن والدولة، وفرحنا بغسل الأدمغة وبتغليف الرسالة الإلهية وحصرناها فقط وفقط  كلٌّ في مذهبه وطائفته.
الحل ليس عندي وليس بيدي ولكنني أبحث عن عقلاء في صناعة الحياة، وإلاَّ سوف نرجع في كل أسبوعٍ إلى بيت العبادة رافعين رؤوسنا وأيدينا بالدعاء ونطلب العون والحل.