نشرت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأميركية تقريراً عن تأثير جريمة مزيارة التي راحت ضحيتها الشابة ريا الشدياق (26 عاماً) على وجود النازحين السورييين في لبنان.


وروت الصحيفة تفاصيل الجريمة فقالت إنّ القاتل، وهو نازح سوري الجنسية يُدعى باسل حمودي، دخل إلى غرفة نوم الشدياق التي يعمل ناطوراً لدى عائلتها منذ 3 سنوات، فهددها بسكين ثم كبّلها واغتصبها قبل أن يخنقها بكيس من النايلون.

وتابعت الصحيفة بأنّ هذه الجريمة أدت إلى ارتفاع الأصوات المنددة بارتفاع عدد النازحين السوريين في لبنان، الذين يُقدّرون بـ1500، والداعية إلى مغادرتهم البلاد، لافتةً إلى أنّ أبناء مزيارة أحضروا شاحنات لنقل النازحين والعمال إلى البلدات المجاورة.

في السياق نفسه، قالت الصحيفة إنّ بلدية مزيارة طالبت بإلغاء عقود إيجار السوريين وإلغاء أنظمة الكفالة وطردهم من أعمالهم، وذلك قبل أنّ تسمح لهم بالعمل في البلدة على أن يغادروا بحلول نهاية يوم العمل وإلاّ فستتم محاسبتهم.

كما تطرّقت الصحيفة إلى قلق اللبنانيين من أنّ النازحين لم يتركوا أيّ عمل للبنانيين، مستندةً إلى أرقام البلدية التي تفيد بأنّ 5300 سوري يعيش في زغرتا، حضر 1500 منهم قبل الحرب، وأنّ نحو 14 ألف سوري يعيش في قضاء زغرتا.

إلى ذلك، تناولت الصحيفة الإجراءات التي اتخذت بحق النازحين السوريين في لبنان، ومنها فرض حظر تجوّل في عدد من البلدات والقرى، ومنعهم من التجمع في المناطق العامة.

الصحيفة التي تحدّثت عن رفض لبنان إقامة مخيمات رسمية للنازحين السوريين، قالت إنّ هذه الخطوة أدت إلى انتعاش سوق الإيجارات "غير القانونية"، إذ يستأجر السوريون المصانع والمستودعات والحظائر المهجورة أو ينصبون الخيم بالقرب من المزارع. وأضافت الصحيفة أنّ بعض النازحين يقيمون في غرف في الفنادق المخالفة للأصول، حيث يدفعون زهيدة لقاء الليلة الواحدة.

من جهته، أكّد غسان طيون، نائب رئيس بلدية زغرتا أنّ بلديات القضاء دُعيت إلى تنظيم عملية تأجير العقارات بعد مقتل الشدياق، قائلاً: "لا نعتقد بصراحة أنّ هذا النوع من الضغط سيستمر".

وعلى الرغم من أنّ طيون أكّد أنّ هذا الأمر ضروري من الناحية الإنسانية، قال إنّ دراسة كشفت أنّ أصحاب العقارات يجنون أرباحاً أكثر بأربع مرات عندما يؤجرون عقاراتهم بشكل "غير قانوني".

ختاماً، قالت الصحيفة إنّ مقتل الشدياق تزامن مع ازياد خطاب السياسييين اللبنانيين الذين يشتكون من وجود النازحين السوريين ويدعون إلى مغادرتهم البلاد حدة، ناقلةً عن وزير الخارجية جبران باسيل قوله في تغريدة على "تويتر": "كل أجنبي قابع على أرضنا من غير إرادتنا هو محتل من أي جهة أتى".