كلفة الحرب ستكون باهظة على كل من يتورط فيها وأن إجتنابها بالوسائل الدبلوماسية أفضل من النفخ فيها
 

المنطقة تغلي في مرحلة التهديدات على نار الإتهامات المتبادلة بين الأطراف المتناحرة في الدول التي تشهد حروبا ومعارك منذ سنوات والحروب تقرع طبولها في ظل التهديد الأميركي بتعليق العمل بالإتفاق النووي الإيراني الذي تم توقيعه خلال عهد الإدارة الأميركية السابقة برئاسة باراك أوباما بين إيران والدول الغربية الست وتلويح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوضع الحرس الثوري الإيراني على لائحة الإرهاب  والرد الإيراني العنيف بالتهديد بقصف القواعد العسكرية الأميركية في المنطقة إذا ما اتخذت الإدارة الأميركية أية تدابير بحقها.

إقرأ أيضا : الله يخلي الحرس الثوري لأمريكا
فسيد البيت الأبيض يعتمد سياسة أكثر تشددا تجاه إيران ومبنية على التهديد بعدم التصديق على الإتفاق النووي ومواجهة الأنشطة الإيرانية المختلفة وأهمها محاولات إيران الحثيثة لتطوير منظومة الصواريخ الباليستية والتدخل في شؤون دول المنطقة ومنها سوريا ولبنان والعراق واليمن والبحرين ودعم جانب من العمليات الإرهابية في العالم. 
والإدارة الأميركية الحالية توجه أنظارها على تصرفات إيران وتركز على سلوكها الإقليمي وهذا ما كانت تتغاضى عنه إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما وفريق عمله. 
شن الرئيس ترامب هجوما عنيفا على النظام الإيراني واعتبره الداعم الأكبر للإرهاب ووصفه بالمتطرف ورفض المصادقة على الإتفاق النووي كما أدرجت إدارته الحرس الثوري على لائحة الإرهاب واعتبرته من ضمن التنظيمات الداعمة للإرهاب. 
وفي المقابل  نقل عن رئيس مجلس الشورى الإيراني علي لاريجاني قوله أن إنسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الإتفاق سيعني نهايته وقد يشيع الفوضى في العالم ورأى أن موقف واشنطن المناهض للإتفاق إهانة للأمم المتحدة. 
وجاء على لسان الدكتور علي أكبر ولايتي ردا على التهديد الأميركي بتصنيف الحرس الثوري من المنظمات الإرهابية قوله " على الولايات المتحدة وقبل إقدامها على هذه الخطوة أن تقوم بإبعاد قواعدها العسكرية على مسافة تزيد عن الألفي كيلومتر عن حدود إيران وهو مدى الصواريخ الإيرانية. "

إقرأ أيضا : هذا ما يريده الولي الفقيه
من جهته نائب وزير الخارجية الروسي أعرب عن قلقه حيال إجراءات إدارة ترامب ولفت إلى أن موسكو ترى أن مهمتها الأساسية هي منع إنهيار الإتفاق النووي. 
وكذلك فإن كل من بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين شددت على أهمية الإتفاق وعلى التزامها به وضرورة تطبيقه بالكامل من قبل جميع الأطراف أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد هنأ ترامب على خطواته معتبرا أنه "  واجه بجرأة نظام إيران الإرهابي وخلق فرصة لإصلاح إتفاق سيء وللتصدي لعدوان إيران ومواجهة دعمها الإجرامي للإرهاب". فيما رأى وزير الإستخبارات الإسرائيلي بأن خطاب ترامب قد يؤدي إلى حرب ووصف إيران بأنها كوريا الشمالية الجديدة. 

إقرأ أيضا : بالفيديو : كلمة قالها ترمب أغضبت الإيرانيين ... ليست عن الإتفاق النووي !
وكان ترامب قد ألقى خطابا ناريا يوم أمس الأول في البيت الأبيض ندد بسلوك الديكتاتورية الإيرانية واعتبرها أكبر داعم للإرهاب في العالم ورأى أن طهران إستفادت من الإتفاق النووي وجنت بليون دولار لتنفقها على الإرهاب ولوح بإمكان الإنسحاب الكامل من هذا  الإتفاق وقال أن طهران تزرع الموت والدمار والفوضى في العالم فيما شجب الرئيس الإيراني موقف ترامب وقال أنه لا يملك الحق بتوجيه التهم لإيران وأن طهران لن ترضخ لأميركا. 
وبموازة ذلك فإن إسرائيل وحزب الله يتبادلان التهديدات بالسقوف العالية ويكاد لا يخلو خطاب من خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله من التهديد بإستهداف العمق الإسرائيلي إذا ما أقدمت إسرائيل  على أي حماقة ووصل التهديد إلى ضرب المفاعل النووي في ديمونا أما الرد الإسرائيلي فبلغ درجة التهديد بضرب كافة البنى والمرافق اللبنانية بعد إتهام الجيش اللبناني بانحيازه للمقاومة الإسلامية. 
إلا أنه ومع كل هذه الأجواء المتفجرة فإن كافة الأطراف تدرك أن كلفة الحرب ستكون باهظة على كل من يتورط فيها وأن إجتنابها بالوسائل الدبلوماسية أفضل من النفخ فيها سيما أن إيران تجيد جيدا لغة البراغماتية وهذا يقود إلى الإعتقاد المؤكد بأن قرع طبول الحرب لا يعني بالضرورة إشعال فتيلها والإنزلاق إليها.