إن الإيرانيين جميعا يعتبرون أن التفوه بالخليج العربي إساءة إلى كرامتهم وقوميتهم
 

قلنا مرات عدة منذ الحملة الإنتخابية الرئاسية الأميركية بأن إيران لن تخسر شيئا بمجيء أي من المرشحين الرئيسيين هيلاري كلينتون ودونالد ترامب،  ثم عنونت مقالا لي بأن إيران هي التي إنتصرت في الإنتخابات الرئاسية الأميركية. 
ويمكن القول حاليا وبعد الخطاب الأخير للرئيس ترامب بأن إيران يجب عليها أن تشكر ترامب لأسباب عدة. 
أولا: إن ترامب عبر مواقفه غير الحكيمة تجاه إيران والتي تتناقض مع مواقفه السابقة دفع الكثيرين من معارضي الإتفاق النووي في البرلمان ومجلس الشيوخ الأميركيين إلى داعمين لتنفيذه والإستمرار في العمل بمفاده خاصة بعد إلتزام إيران به. 

إقرأ أيضا : الله يخلي الحرس الثوري لأمريكا
ثانيا: إن ترامب هو الرئيس الأميركي الوحيد الذي يحرص على عزل بلاده عن المجتمع الدولي وخاصة عن محيطه الغربي ويقوض ثقة المجتمع الدولي ببلاده ولأول مرة في التاريخ نرى رئيسا أمريكيا يعجز عن صنع تحالف دولي أو حتى أوروبي ضد إيران وقد إستطاع سلفه بوش الإبن من تحقيق شبه إجماع دولي وعربي في إحتلال العراق كما إستطاع بوش الأب من تحقيق إجماعا دوليا في حرب الخليج الثانية ولكن ما يصنعه ترامب هو إجماع دولي أوروبي لدعم إيران وحمايتها أمام هجوم ترامب الهمجي  والدليل على ذلك الرد السريع الذي جاء من قبل المنسقة الأوروبية للسياسة الخارجية فدريكا موغريني على ترامب ثم أعربت فرنسا عن دعمها للإتفاق النووي وتابعتها بريطانيا.
ثالثا: تمكن ترامب من إزالة الخلاف بين حكومة روحاني والحرس الثوري ودفع الرئيس روحاني للوقوف بجانب الحرس الثوري ووضع خلافاته معه جانبا. هذا والجميع يعرف بأن الحرس الثوري كان يشكل مصدرا لقلق روحاني داخليا حتى وقت قريب إلا أن تهديدات ترامب وحدت بين روحاني والحرس. 

إقرأ أيضا : أميركا تنكث بعهدها مع إيران كما نكثت مع كوريا الشمالية
رابعا: تعبير الرئيس ترامب عن الخليج الفارسي بالخليج العربي أثار إستياء واسعا بين جميع الإيرانيين بما فيهم أعداء النظام والمعارضين في بلدان الإغتراب.
 إن الإيرانيين جميعا يعتبرون أن التفوه بالخليج العربي إساءة إلى كرامتهم وقوميتهم  وبينما تعبر وزارة الخارجية الأميركية عن الخليج بأنه الفارسي فضّل ترامب ءن يعبر عنه بالعربي.
 هذا حصل وترامب يحاول إستمالة الشعب الإيراني عبر تمجيد تاريخه العريق ومجده الوطني. الإيرانيون يتساءلون بأن ترامب الذي لم يجرؤ على تغيير إسم خليج المكسيك فكيف يتجرأ بتغيير إسم الخليج الفارسي؟! 
خامسا: إن ترامب إعترف سابقا وخلال الحملة الإنتخابية الرئاسية بأن الرئيس أوباما ووزيرة خارجيته هما من ولّدا داعش.
 فهل عاقب ترامب بلاده على إنتاج تلك الجماعة الإرهابية الوحشية حتى يحق له معاقبة الحرس الثوري على دعم حزب الله وحماس؟
إن ترامب يتجه لا شعوريا إلى تقوية الإتفاق النووي لا تقويضه وهذا ما سيثبته المستقبل عاجلا أم آجلا.