أحد مزايا وجود الحرس الثوري هو توفير ذريعة للأمريكيين لإدانة إيران وإخافة العرب وإبتزازهم
 

ركز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خلال خطابه أمس على تحركات الحرس الثوري في المنطقة حيث اعتبر أنه يدعم منظمات إرهابية من أمثال حزب الله وحماس وطالبان. 
هذا وقد توعد الأمريكيون قبل أيام بإدراج الحرس الثوري على لائحة المنظمات الإرهابية ولكنهم تنبهوا إلى خطورة ما يترتب على تلك المبادرة وأنها لا تعني سوى إعلان الحرب ضد إيران. 
وبناءً على دراسة تلك التداعيات اكتفت وزارة المالية الأمريكية بإدراج الحرس الثوري على لائحة العقوبات وليس لائحة المنظمات الإرهابية. 
وكان لافتًا أن وزارة الخزينة الأمريكية سارعت فور طلب الرئيس ترامب منها بالإستجابة للطلب الرئاسي أو الأمر الرئاسي إرضاءًا له ليعتبر ترامب أن هذه المبادرة بحد ذاتها إنجاز كبير، بينما الحقيقة هي أن إدراج الحرس الثوري على لائحة العقوبات تحصيل حاصل وأنها  مبادرة لا طائل من وراءها بل أنها مثيرة للسخرية حيث أن الحرس الثوري لا ناقة له ولا جمل عند الشركات الأمريكية وهو فعلًا كان معاقب منذ عشرات السنين أمريكيا حتى الشركات الأوروبية التي تتعامل مع إيران ترفض العمل مع الحرس الثوري مخافة الأمريكيين. 

إقرأ أيضًا: أميركا تنكث بعهدها مع إيران كما نكثت مع كوريا الشمالية
إن أحد مزايا وجود الحرس الثوري هو توفير ذريعة للأمريكيين لإدانة إيران وإخافة العرب وإبتزازهم فالحرس الثوري يملأ حاليًا دور المعسكر الشيوعي الشرقي في فترة الحرب الباردة حيث كانت الولايات المتحدة تبتز أوروبا عبر تغويل الخطر الشيوعي. 
أما الآن يحاول ترامب تحويل الحرس الثوري إلى الخطر الشيعي وهو يتجاهل أن قواته يقاتلون مع قوات الحرس الثوري جنبًا إلى جنب في العراق وبمستوى من التنسيق ضد داعش. 
يبدو أن العلاقة بين الحرس الثوري والحركات الثلاث (حزب الله وحماس وطالبان) لا يبرر موقف ترامب المشدد حيث أن قطر وهي حليفة أمريكا لديها علاقات رسمية معهم وهي الدولة الوحيدة التي لديها علاقات رسمية ووديّة مع طالبان بينما إيران تنفي وجود تلك العلاقة مع طالبان. 
تغويل الحرس الثوري من قبل الولايات المتحدة إنما يعطي ثماره في صفقات السلاح مع عرب الخليج حيث أن الولايات المتحدة تعمل من أجل تخويف العرب من الحرس الثوري لتبرير صفقاتها لبيع السلاح فهذه عادة قديمة أمريكية. 
إنها بحاجة ماسة إلى أعداء وهميين لا يشكلوا خطرًا حقيقيًا بل له مفاعيل إيجابية لتوفير فرص عمل جديدة لشركات تصنيع السلاح في أمريكا وهذا ما يهم ترامب لا أمن الشرق الأوسط والإستقرار فيه.